سعيد العلوي: الحركة التشكيلية في سلطنة عمان تعيش عصرها الذهبي

الفنان التشكيلي العماني يرى أن الفنانين العرب يمتلكون جميع مقومات العالمية لكنهم يحتاجون إلى الرعاية والدعم.
الخميس 2019/12/19
أعمال سعيد العلوي تستلهم من التراث

حجاج سلامة

 الأقصر (مصر) – يرى الفنان التشكيلي العماني سعيد العلوي أن الحركة التشكيلية في بلاده تعيش عصرها الذهبي، وأن جمعية الفنون التشكيلية ومرسم الشباب منحا دفعة قوية للحركة بالسلطنة لكي تتقدم إلى الأمام.

ويشير العلوي في مقابلة معه على هامش مشاركته في النسخة الثانية عشرة من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير المنعقد بمدينة الأقصر بصعيد مصر في الفترة من الخامس حتى الـ19 من الشهر الجاري، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية بمشاركة 19 فنانا مصريا وعربيا وأجنبيا، إلى أن جموع الفنانين التشكيليين في سلطنة عمان على موعد مع بداية مرحلة جديدة من النجاح، خاصة بعد الاتجاه لإنشاء وزارة للفنون في بلاده. ويقول العلوي إن النهضة التي تشهدها الحركة التشكيلية العمانية تمتد إلى جميع الفنون، لافتا إلى أن بلاده صارت من البلدان الرائدة في مجال التصوير الضوئي.

وحول واقع ومستقبل الحركة التشكيلية العربية، يقول العلوي إن الحركة التشكيلية العربية قوية وناجحة، لكنها تفتقد للمساندة الإعلامية التي يمكن من خلالها تقديم الكثير من الوجوه الفنية العربية إلى الحركة التشكيلية العالمية، مشيرا إلى أن بروز أسماء غربية كثيرة من الفنانين التشكيليين يرجع إلى ما يتمتعون به من دعم إعلامي وتسليط الضوء على أعمالهم وعلى مسيرتهم الفنية.

ويؤكد العلوي على أن الفنانين العرب يمتلكون جميع مقومات العالمية لكنهم يحتاجون إلى الرعاية والدعم، مشددا على أنه لا يوجد فنان يستطيع العيش من ممارسة الفن.

ويوضح أن معاناة الفنانين العرب ترجع إلى “عقدة الخواجة” التي تسيطر على ذهنية الجمهور العربي، الذي يسعى حتى اليوم إلى اقتناء أعمال فنية أجنبية رغم أن الأعمال التشكيلية العربية تفوقها من حيث الثراء والتنوع والألوان، فالأعمال العربية تستمد موضوعاتها من البيئة العربية والشرقية الغنية بالمفردات التراثية والطبيعة المتفردة للعالم العربي.

سلطنة عمان رائدة في مجال التصوير الضوئي والحركة التشكيلية العربية قوية وناجحة لكنها تفتقد للمساندة الإعلامية

ويطالب العلوي المؤسسات التابعة للحكومات مثل الوزارات والمطارات والبنوك والفنادق وغيرها باقتناء الأعمال التشكيلية العربية من أجل منح الدعم اللازم للتشكيليين العرب لمتابعة رسالتهم الفنية.

وحول الموضوعات التي يتناولها في لوحاته، يقول العلوي إن الوطن حاضر في أعماله بقوة وأنه متأثر بالتراث العماني بشكل كبير في ما يرسمه، مشددا على أهمية أن “يكون الفنان موثقا لتراث وطنه من خلال أعماله من أجل المحافظة على ذلك التراث ونقله من جيل إلى جيل”. ويشير الفنان إلى أن مفردات لوحاته هي الأفراح والأهازيج العمانية، إلى جانب الشخوص والحلي والأبواب القديمة والحروف العربية والمعالم الأثرية، لافتا إلى أن المرأة حاضرة في أعماله بكل مراحل عمرها وحليها وملابسها “لأن المرأة هي روح الجمال”.

وحول مشاركته في ملتقى الأقصر الدولي للتصوير قال العلوي إن الملتقى منحه جرعة فنية وثقافية كبيرة، وأن ما اطلع عليه من ثقافات وتجارب فنية خلال فترة الملتقى قد لا يحصّلها خلال سنوات، حيث جمع الملتقى بين ثقافات ومدارس فنية عدة تحت سقف واحد.

ويعتبر العلوي أن ملتقى الأقصر الدولي للتصوير من أنجح الملتقيات الفنية من حيث التنظيم واختيار المكان، ويصف مدينة الأقصر بأنها تتمتع بثراء بصري مذهل.

ويضيف أنه تأثر كثيرا بالتواصل بين الحضارتين المصرية والعمانية قديما، وأنه أنجز خلال فترة الملتقى عملين فنيين مزج فيهما بين قلاع عمان ومعابد الأقصر، والسفن القديمة فى مصر والسلطنة.

يذكر أن التشكيلي العماني سعيد العلوي هو عضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وفي مرسم الشباب في السلطنة، وعضو في جمعية فناني القطيف، وقد أقام عددا من المعارض الخاصة، وشارك في العشرات من المعارض المعنية بالفنون التشكيلية والخط والحروفيات العربية.

15