سحر باربي الذي لم ينطفئ

اليوم هناك بين البالغين من يهوى جمع هذه الدمية ويتهافت على شراء كل نموذج تقع يده عليه.
الجمعة 2024/03/15
"لقد جعلتني أصغر بـ50 عاماً"

تحالف ضدها اليسار الثوري واليمين المحافظ. إنها الدمية باربي، التي نجحت في أول عام من ظهورها في بيع 350 ألف دمية، وهناك ملايين النساء ممن تجاوزن سن الستين كانت باربي لعبتهن المفضلة.

ورغم أن باربي التي ظهرت في الأسواق منذ 65 عاما استهدفت بالأساس الأطفال من عمر 3 إلى 7 سنوات، إلا أن الدمية التي كان أول ظهور لها بشعر أشقر وبشرة بيضاء، تطورت وقدمت إلينا بأشكال مختلفة، وهي تظهر اليوم في 35 لون بشرة و97 تصفيفة شعر وتسعة نماذج من الأجسام، سرعان ما استهوت الكبار أيضا.

اليوم هناك بين البالغين من يهوى جمع هذه الدمية ويتهافت على شراء كل نموذج تقع يده عليه.

وإذا كانت الألعاب الإلكترونية قد ألغت مئات الدمى إلا أنها لم تقض على باربي، التي اختلفت الآراء حولها منذ ظهورها في معرض الألعاب الدولية في نيويورك في 9 مارس 1959.

فكرة الدمية باربي تعود للأميركية روث هاندلر، قبلها كانت الدمى لأطفال، معها أصبحت شابة رشيقة تهتم بتسريحة شعرها وملابسها ومكياجها، رغم أن أبحاث السوق أظهرت استياء بعض الآباء من مظاهر الأنوثة الطاغية للدمية.

أبرز الانتقادات الموجهة إلى باربي أنها تروج لفكرة غير واقعية حول صورة ونسب جسد المرأة، مما أدى إلى ظهور إصابات بين الفتيات اللواتي حاولن تقليدها بمرض فقدان الشهية. وهناك من يقول إن باربي بمظهرها هذا نموذج لامرأة غبية.

في أوروبا، بريطانيا خصوصا، هناك صور اجتماعية نمطية عن شقراوات الشعر، حيث وصفن بالغباء، وهناك عديد النكات التي رويت عنهن.

كيف تكون باربي غبية وقد عملت طبيبة، ومدرسة، ومحامية ورائدة فضاء.. في كل مهنة تجد باربي.

في الواقع هذه النظرة مبنية على رؤية سادت في أوساط اليسار الثوري والمثقفين الليبراليين على السواء، وهي نظرة رأت في الأنوثة ضعفا. وقد يفسر هذا منع بلد مثل الصين عرض فيلم باربي.

ولكنها نجحت في صد كل التهم، فهي لم تصمد 65 عاما فقط، بل تحولت إلى رمز. وكان آخر النجاحات الفيلم الذي درّ عائدات قياسية خلال العام الأول من عرضه (تجاوزت المليار دولار)، وتمكّن الفيلم (أخرجته غريتا غيرويغ) من دخول التاريخ، بوصفه أسرع عمل سينمائي يحقق تلك العائدات في تاريخ “وارنر براذرز”.

الترشيحات والجوائز التي حصل عليها الفيلم عديدة. منها خمس جوائز بافتا، وثمانية ترشيحات للأوسكار. وفي جائزة اختيار النقاد فاز الفيلم بجوائز أفضل فيلم كوميدي وأفضل سيناريو وأفضل أزياء، إضافة إلى أفضل شعر وماكياج وأفضل أغنية أصلية. كما فاز بجائزة غولدن غلوب لأفضل إنجاز سينمائي في شباك التذاكر. وعلى 12 ترشيحا في جوائز غرامي.

الجائزة التي أريد أن أتحدث عنها اليوم لباربي الدمية وليست لباربي الفيلم، وهي شهادة أتت من ملكة بريطانيا، كاميليا.

الملكة البالغة 75 عاماً لم تخف سعادتها عندما قدمت الدمية ذات الشعر الأشقر المصفف مثل شعرها وترتدي فستاناً أزرق يشبه فستانها هدية لها. وعلقت كاميليا قائلة: “لقد جعلتني أصغر بـ50 عاماً.. يجب أن تحصل كل امرأة منا على نسختها من باربي”.

18