"سبوتنيك" و"شينخوا".. نعم، "بي.بي.سي".. لا تويتر يحاصر حسابات وسائل إعلام تابعة لحكومات

قالت شركة تويتر مؤخرا: إنها ستضيف تسمية إلى حسابات المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام الحكومية، متبعة بذلك سياسات مماثلة من فيسبوك ويوتيوب.
سان فرانسيسكو - كشف موقع تويتر عن تدابير جديدة للحد من انتشار المحتوى الذي تصدره “وسائل إعلام تابعة لحكومات” ويرمي إلى خدمة أهدافها السياسية، في خطوة ستؤثر على مؤسسات إعلامية روسية وصينية.
وقالت المنصة الأميركية إنها ستضع علامات مميزة جديدة على تلك الحسابات ولن “تواصل توسيع نطاق الانتشار” لتغريداتها عبر نظام الاقتراحات، في أحدث خطوة لتمييز حملات التأثير الحكومية والحد منها.
وقال متحدث باسم تويتر إن وسائل الإعلام المعنية بالسياسة الجديدة للموقع تشمل وكالتي “سبوتنيك” الروسية و”شينخوا” الصينية.
وذكر بيان للشركة أن ذلك سيؤثر على وسائل الإعلام “التي تتحكم الدولة في محتواها التحريري عبر الموارد المالية أو الضغط السياسي المباشر وغير المباشر و/أو تتحكم في إنتاجها وتوزيعها”. وأضاف البيان أنه “خلافا للإعلام المستقل، كثيرا ما يستعمل الإعلام المرتبط بدول تغطيته الإعلامية كأداة لخدمة أجندة سياسية. نعتقد أن من حق الناس أن يعلموا حين يكون حساب مرتبطا بدولة على نحو مباشر أو غير مباشر”.
وقال موقع تويتر إن القرار لا يؤثر على “المنظمات الإعلامية الممولة من الدولة والتي تحظى باستقلالية تحريرية”، مشيرا إلى “هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)” و”الإذاعة الوطنية العامة” الأميركية.
وردا على قرار تويتر، دعت وكالة “روسيا سيغودنيا” شركة تويتر إلى اتباع نفس السياسات تجاه وسائل الإعلام الغربية لتفادي الاتهام بالمعايير المزدوجة.
وقال المدير العام للوكالة الروسية، دميتري كيسيليوف “خلافا للولايات المتحدة نحن لا نخجل من دولتنا. ووسائل إعلام تابعة للدولة هي من التقاليد الأوروبية، وهي موجودة في فرنسا وإيطاليا. أما بي.بي.سي فتعتمد على الضريبة التي تجنيها الدولة”.
وتساءل “هل تريد “(شركة) تويتر أن تحرم متابعيها من الاختيار؟”.
ويأتي إعلان تويتر عقب اتخاذ فيسبوك إجراءً مماثلا في وقت سابق من هذا العام عبر وضع علامة مميزة على المحتوى الذي تنشره وسائل إعلام تتحكم فيها دول.
وأعلنت شركة فيسبوك في يونيو الماضي عن وضع إشارة على وسائل الإعلام التي تخضع “بشكل كلي أو جزئي لسيطرة تحريرية من قبل حكوماتها” وجاءت في مقدمتها وسائل إعلام روسية وإيرانية وصينية.
وسيقوم موقع فيسبوك بمنع أيّ وسيلة إعلام تتحكم فيها دولة ما من الإعلان داخل الولايات المتحدة، مع وضع إشارات وعلامات خاصة ضمن المنشورات لتدل عليها. ويتخذ موقع فيسبوك هذه الخطوة بشأن الصفحات التي تتدخل الحكومات في إدارتها لكونها “تجمع ما بين التأثير الخاص بمنظمة إعلامية والدعم الإستراتيجي للدول”.
وتأتي تدابير منصتي تويتر وفيسبوك في ظل مخاوف حول حملات حكومية تهدف إلى التأثير على الانتخابات والرأي العام في دول أخرى عبر وسائل إعلام تخفي طبيعتها الحقيقية.
وبرزت الحملات المدعومة من دول على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، كما رصدت في مختلف مناطق العالم.
وأظهر تقرير حديث لباحثِين من جامعة أوكسفورد أن وسائل إعلام روسية وصينية، وكذلك إيرانية وتركية، تمارس التضليل وتنشر نظريات مؤامرة، وجميعها تتحكم فيها تلك الدول أو منحازة بشكل كبير إلى أنظمتها الحاكمة.
وأعلن موقع تويتر أيضا إنشاء علامة توثيق جديدة خاصة بـ”كبار المسؤولين الحكوميين”، ويشمل ذلك وزراء الخارجية والسفراء والمسؤولين المخولين التحدث باسم الدولة.
ستوضع هذه العلامات في مرحلة أولى على حسابات مسؤولين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وتخطط الشركة لتوسيع نطاق هذه الخاصيّة لتشمل دولا أخرى مستقبلا.
وورد في بيان تويتر “نعتقد أن هذه خطوة مهمة، فحين يرى الناس حسابا يناقش مسائل جيوسياسية من دولة أخرى، سيكون لهم علم بالدولة التي ينتمي إليها ودراية أكبر بمن يمثّل”.
وأوضح أنه “حاليا، لن نضع علامة على الحسابات الشخصية لرؤساء الدول، إذ إن تلك الحسابات معروفة على نطاق واسع ويميّزها الإعلام والرأي العام”.
ولا تقتصر جهود المنصات الإلكترونية على مكافحة الحملات المدعومة من دول، إذ تسعى كذلك إلى الحد من المحتوى الذي قد يضلل الرأي العام.
وقد استهدف كل من موقع فيسبوك وتويتر الأربعاء حسابات تابعة لدونالد ترامب بسبب نشر شريط مصوّر يقول فيه الرئيس الأميركي إن الأطفال “محصّنون تقريبا” ضد فايروس كورونا المستجد، وهو ادعاء قال الموقعان إنه يحتوي على “معلومات مضللة”.
وأزال فيسبوك المقطع المصور من حساب الرئيس. وهي المرة الأولى التي يزيل فيها الموقع أحد منشورات ترامب لانتهاكه قواعد المحتوى الخاصة به.
كذلك، أعلن تويتر أنه حظر الحساب الرسمي لحملة ترامب بسبب تغريدة تضم مقطع الفيديو نفسه الذي تطرّق فيه ترامب إلى مسألة إعادة فتح المدارس الأميركية في سبتمبر.
وأوضح ناطق باسم المنصة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها أن التغريدة “تنتهك قواعد تويتر حول المعلومات المضللة المرتبطة بكوفيد – 19”، مضيفا أنه سيطلب من صاحب الحساب إزالة التغريدة قبل أن يتمكن من التغريد مرة أخرى.
وعاد “تيم ترامب” (فريق ترامب) إلى النشاط بعد إزالته الفيديو المثير للجدل.