سباق عالمي في ماراثون إصدار الديون الخضراء

إصدار السندات المستدامة التي يمكن أن تجمع المال لتمويل مزيج من المشروعات البيئية والاجتماعية ارتفع إلى 90 مليار دولار في الشهور الستة الأولى من 2021.
السبت 2021/07/17
الالتزام بالمزيد من التمويل للمشاريع الصديقة للمناخ

لندن- رجح محللون ظهور طفرة كبيرة في المشاريع الخضراء خلال العام الجاري، في ظل سباق الحكومات والشركات في طرح إصدار سندات التنمية المستدامة بشكل أكبر مما هو متوقع.

وقال معهد التمويل الدولي في تقرير حديث إن “الإصدارات العالمية للديون المستدامة (الخضراء)، التي تُجمع لأغراض بيئية واجتماعية، في طريقها لتجاوز التريليون دولار هذا العام وتهيمن عليها السندات الخضراء”.

لكن خبراء المعهد أشاروا إلى أن الأسواق الناشئة عليها القيام بالمزيد للحاق بالركب، حيث تظهر العديد من المؤشرات أنها لا تزال بعيدة عن هذا الاتجاه.

معهد التمويل: الديون المستدامة عالميا ستتخطى حاجز التريليون دولار في 2021

وقالت خديجة محمود الخبيرة الاقتصادية لدى المعهد لوكالة رويترز إن “الأسواق الناشئة لا تزال تمثل أقل من 15 في المئة من عالم الديون المستدامة”.

ومع تنامي ضغوط المستثمرين على الشركات والمؤسسات المالية لزيادة نشاطها الذي يأخذ المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة في الحسبان، أصبح خيار إصدار سندات لجمع المال لمشروعات اجتماعية أو مرتبطة بالمناخ أو بأهداف الاستدامة، أكثر شعبية.

وزادت مبيعات تلك الديون إلى أكثر من مثليها على أساس سنوي في النصف الأول من 2021 إلى أكثر من 680 مليار دولار، مقتربة من 700 مليار جُمعت في العام الماضي بأكمله.

وارتفع إصدار السندات المستدامة، التي يمكن أن تجمع المال لتمويل مزيج من المشروعات البيئية والاجتماعية، إلى 90 مليار دولار في الشهور الستة الأولى من 2021.

وتسير بنوك عالمية كبرى بخطى سريعة منذ بداية 2021 إلى الالتزام بالمزيد من التمويل للمشاريع الصديقة للمناخ بعد أن ضخت التريليونات من الدولارات في النفط والغاز والفحم طيلة السنوات الست الأخيرة.

ومنذ أن اتفقت دول العالم على الحد من ارتفاع درجات الحرارة، ضخت بنوك العالم أكثر من 3.6 تريليون دولار في الوقود الأحفوري، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف إجمالي السندات والقروض التي تدعم المشاريع الخضراء. وهذا التباين الدائم في تفضيل معظم البنوك للاستثمار في قطاعات النفط والغاز والفحم قد يبدو أنه يسير نحو التلاشي.

وتشير التقديرات إلى تجاوز السندات والقروض الخضراء من القطاع المصرفي العالمي قيمة التمويل الأحفوري حتى الآن هذا العام، وهو انعكاس غير مسبوق منذ إبرام اتفاقية باريس في نهاية عام 2015.

وتظهر بيانات بلومبرغ التي تغطي ما يقرب من 140 مؤسسة للخدمات المالية حول العالم على الأقل أنها ضخت نحو 203 مليارات دولار من السندات والقروض لمشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من المشاريع الصديقة للبيئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، مقارنة بنحو 189 مليار دولار للشركات التي تركز على الهيدروكربونات. ويتتبع إصدار الديون الخضراء التمويل المرتبط بالنفط والغاز والفحم بثلاثة أضعاف منذ عام 2016.

11