سباق ضدّ الساعة لإبطال مفعول "قنبلة" صافر العائمة

شركة آي.آر كونسيليوم للاستشارات البحرية تؤكد أن أزمة الوباء ستعيق أيّ عملية إنقاذ بعد التسرب النفطي لناقلة النفط الراسية بميناء رأس عيسى بالحديدة.
الاثنين 2020/07/13
كارثة بيئية منتظرة

الحديدة (اليمن) - تسارعت الجهود الأممية لإنقاذ ناقلة نفط راسية منذ مدّة طويلة بميناء يمني وأصبحت تهدّد البحر الأحمر بكارثة بيئية بفعل اهترائها وإمكانية تسّرب كمية النفط الكبيرة الموجودة على متنها.

ووافق المتمرّدون الحوثيون على قيام مفتشين أممين بتفقّد الناقلة صافر الراسية منذ أكثر من خمس سنوات بميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غربي اليمن والمحمّلة بـ1.1 مليون برميل من النفط، بينما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع خاص بقضية الناقلة في 15 يوليو الجاري.

وتواجه الناقلة خطر الانفجار في أي لحظة بعد أن بدأت المياه تتسرّب إلى غرفة المحرّك.

وأصبحت الناقلة المصنوعة قبل 45 عاما ولم تخضع للصيانة منذ أوائل 2015 في حالة متقدّمة من التهرّم والتآكل مشكّلة خطرا ماحقا على الحياة البحرية في البحر الأحمر وعاملا مضاعفا للأزمة الإنسانية الحادّة القائمة أصلا في اليمن.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الجمعة الماضية إنّ هناك احتمالا للقيام بمهمة تفتيش جديدة للناقلة وإنّه إذا تم ذلك فسيقوم فريق بإصلاحات خفيفة وتحديد الخطوات التالية، آملا في أن تكتمل الترتيبات اللوجستية بسرعة حتى يبدأ العمل.

وحذّرت الحكومة اليمنية من جهتها من أنّ “صافر” قد تنفجر وتتسبّب في أكبر كارثة بيئية على المستويين الإقليمي والعالمي.

والشهر الماضي، كتب القيادي في صفوف المتمردين محمد علي الحوثي على تويتر أن الحوثيين يريدون ضمانات بإصلاح الناقلة في حال تم إرسال فريق، وأن تتحوّل قيمة النفط لرواتب الموظّفين ضمن سلطتهم.

الناقلة صافر المحمّلة بأكثر من مليون طن من الخام بنيت قبل 45 عاما ولم تخضع للصيانة منذ خمس سنوات

وبالإضافة إلى التآكل في السفينة، تم إهمال أعمال الصيانة الرئيسية للحد من الغازات في الخزانات طيلة سنوات، لكن المشكلة تفاقمت في مايو الماضي مع حدوث تسرب في أنبوب التبريد، بحسب خبراء.

وقال إيان رالبي الرئيس التنفيذي لشركة آي.آر كونسيليوم للاستشارات البحرية التي تتابع وضع السفينة عن كثب “انفجر الأنبوب وتسبّب في تدفّق المياه إلى غرفة المحرك ما ولّد وضعا خطيرا للغاية”.

كما أوضحت الشركة ذاتها أنّ أيّ عملية إنقاذ بعد التسرب النفطي ستعيقها أزمة فايروس كورونا المستجد بشكل كبير. وذكرت في تقرير أنّه في خضم جائحة عالمية وعلى حافة منطقة صراع، فإن فرص الاستجابة المبكرة واللازمة ضئيلة للغاية.

ورأى دوج وير مدير الأبحاث والسياسات في مرصد الصراع والبيئة في المملكة المتحدة، إنه من دون تقييم مستقل فمن المستحيل تحديد متى سيقع الانفجار أو طبيعته وشدته. وتابع “المخاطر واضحة، فكلّما استمر الخلاف، زادت المخاطر وأصبحت عملية الإنقاذ أكثر تعقيدا وكلفة”. وبدورها قالت “المجموعة البيئية اليمنية” إنّ تسرب النفط قد يمتد من البحر الأحمر إلى خليج عدن وبحر العرب، وإنّ بيئة المنطقة ستحتاج إلى أكثر من 30 عاما للتعافي بينما ستفقد حوالي 115 من جزر البحر الأحمر تنوّعها البيولوجي.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حذّر الأسبوع الماضي من أنّه إذا انفجرت الناقلة فستدمر النظام البيئي للبحر الأحمر وتعطل ممرات شحن رئيسية. وتابع “يجب على الحوثيين السماح بالوصول إلى الناقلة قبل انفجار هذه القنبلة الموقوتة”.

ويشكّل ميناء الحديدة شريان حياة رئيسيا تمر عبره المساعدات الإنسانية والمواد الضرورية نحو المناطق الخاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين. وحذّرت ليز غراندي منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن في مقابلة مع وكالة فرانس برس من أنّ انفجار السفينة سيتسبّب أيضا في كارثة إنسانية لأن النفط سيجعل ميناء الحديدة غير صالح للاستخدام.

3