سالفيني لا يتوقف عن حركاته الشعبوية إرضاء لمتابعيه

روما - أثار مقطع فيديو لوزير الداخلية الإيطالي الأسبق ماتيو سالفيني، غضب التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي. وأقدم سالفيني على رنّ جرس منزل مهاجر تونسي وسأله عما إذا كان تاجر مخدرات أم لا.
واستهجن الرأي العام التونسي والإيطالي ما أقدم عليه سالفيني، واعتبر أن اتصاله بمهاجر تونسي بمنطقة بيلاسترو في بولونيا تجاوز فاضح للقانون لأن لا سلطة قضائية له.
وتبدو خطوة زعيم حزب الرابطة اليميني في إيطاليا سالفيني الذي يسميه مغردون “ترامب الإيطالي” مدروسة، إذ هدف من خلال الحركة الشعبوية المستفزة إلى نشرها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل الطريق الأول الذي يسلكه متطرفو إيطاليا نحو نشر خطاب الكراهية ضد المهاجرين .
ويتبنى سالفيني على حساباته الاجتماعية خطابا إعلاميا يركز على قضايا يعتقد الإيطاليون أنها السبب في تراجع حال البلد المستمر مثل مسألة الهجرة.
وكان الكاتب والصحافي الإيطالي أنطونيو ريسبولي، قال في مقال نشر في موقع “جولي نيوز” الإيطالي “الرابطة تقوم بالدعاية نفسها كما كان عليه الحال مع الحزب النازي في ألمانيا قبل أقل من قرن، وهي دعاية مبنية على خطاب الكراهية، النازيون ضد اليهود، واليوم الرابطة ضد المهاجرين”.
ويقول عدة مراقبين إن النشاط المتزايد لليمين المتطرف عبر الإنترنت يهدد بانتشار أعمال عنف في إيطاليا.
ولا تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي السبب الوحيد، أو حتى الأساسي، الذي مكّن الشعبويين من اليمين المتطرف من الفوز في الانتخابات. بل تتوفر كل أشكال الأسباب الأكثر جذرية، بدءا من ضعف المعارضة السياسية، التي استغلها اليمين المتطرف ليصعد إلى السلطة.
يذكر أن تاجر المخدرات المزعوم الذي اتهمه سالفيني لم يكن سوى شاب يبلغ من العمر 17 عاما، وكان ردّه على سالفيني كالآتي “في الماضي فعلت كل شيء وأكثر من ذلك، لكنني الآن شاب عادي جدّا يذهب إلى المدرسة”، مؤكّدا في تصريح أدلى به لاحقا لموقع “فانباج. إيت” Fanpage.it أنه سيرفع قضية في الغرض بتهمة التشهير.
من جانبه، وجه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، المعني بالمهاجرين، انتقادات لسالفيني بسبب “السياسات العدائية” ضد المهاجرين التونسيين.
وقال المنتدى إن حركة سالفيني “استعراضية شعبوية ومفعمة بالكراهية”، مضيفا أنها تأتي “في سياق تنامي كراهية الأجانب وتحديدا التونسيين منهم”. وأضاف أن “ما قام به سالفيني هو تنمر وعدوانية”، وأعلن عن استعداده للدعم القانوني لكل مجهود يهدف إلى التتبع القانوني لما قام به أمام المحاكم الإيطالية أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وكان سالفيني دعا، العام الماضي، السلطات التونسية إلى ترحيل التونسيين المتواجدين في بلاده بشكل غير قانوني.
من جانبه، وجه سفير تونس بإيطاليا رسالة إلى رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي، ماريا إليزابيت ألبرتي كازيلاتي، عبر من خلالها عن استنكاره لهذه العملية الاستفزازية التي تمت بطريقة غير قانونية وأمام وسائل الإعلام دون احترام حرمة منزل العائلة، وهو ما يمثل تشويها لسمعة الجالية التونسية في إيطاليا.