ساشا كوهين: كما لو أننا نعيش في الامبراطورية الرومانية، وزوكربيرغ القيصر

نيويورك- سخر الممثل الكوميدي البريطاني، ساشا بارون كوهين، من سياسة نشر الإعلانات على فيسبوك، قائلا إن أدولف هتلر لكان تمكن من أن يبث إعلانات معادية للسامية على فيسبوك لو كانت موجودة في زمنه.
واتهم الممثل اليهودي الذي أدى دور الجاسوس إيلي كوهين في سلسلة لنتفليكس، فيسبوك بأنها أكبر أداة دعائية في التاريخ.
وأضاف خلال قمة رابطة مكافحة التشهير في نيويورك “إذا دفعت لها ستبث فيسبوك كل الدعايات السياسية التي تريدها حتى لو كانت تحتوي على أكاذيب”.
وتابع “من هذا المنطلق، لو كان الموقع موجودا في الثلاثينات لكان سمح لهتلر بنشر إعلانات مدتها 30 ثانية حول حله للمشكلة اليهودية”.
وقال كوهين متحدثًا في خطاب رئيسي “يتم تسهيل كل هذه الكراهية والعنف من قبل حفنة من شركات الإنترنت التي تعد بمثابة أكبر آلة دعاية في التاريخ”.
وأضاف “أعتقد أن ديمقراطيتنا التعددية على حافة الهاوية وأن الأشهر الـ12 المقبلة، ودور وسائل الإعلام الاجتماعية، يمكن أن يكونا حاسمين”.
كما انتقد كوهين الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، وقارنه بيوليوس قيصر، وقال “يبدو الأمر كما لو أننا نعيش في الامبراطورية الرومانية، ومارك زوكربيرغ قيصر، على الأقل هذا من شأنه أن يفسر قصة شعره”.
ولم يركز كوهين انتقاده على فيسبوك فحسب، بل وركز أيضًا على يوتيوب وغوغل وتويتر، حيث قال “يبدو من العدل فقط أن نقول لفيسبوك ويوتيوب وتويتر “منتجك معيب، فأنت ملزم بإصلاحه، بغض النظر عن كم يكلف وبغض النظر عن عدد المشرفين الذين تحتاج إلى توظيفهم”.
وتأتي تعليقات كوهين بعد فترة وجيزة من رفض زوكربيرغ حظر الإعلانات السياسية على فيسبوك، حيث قال سبتمبر الماضي “بعض الناس يتهموننا بالسماح بها لأنهم يعتقدون أن كل ما يهمنا هو كسب المال، وهذا خطأ”، وأضاف زوكربيرغ “يمكنني أن أؤكد لكم أنه، من منظور الأعمال التجارية، فإن الجدل الذي يخلقه هذا يفوق بكثير النسبة المئوية الضئيلة للغاية لأعمالنا التي تشكلها هذه الإعلانات السياسية”.
وردا على كلام كوهين، قال ناطق باسم فيسبوك “حوّر ساشا بارون سياسة فيسبوك. فخطابات الكراهية محظورة على موقعنا (…) لا يمكن لأحد بما في ذلك الشخصيات السياسية، الدفاع عن الكراهية والعنف والقتل الجماعي والترويج لها”.
ويتعرض عمالقة شبكات التواصل الاجتماعي وشركات الإنترنت لضغط متزايد من أجل كبح انتشار المعلومات الخاطئة حول الحملات السياسية.
وفي ما يبدو استجابة لتلك الضغوط أعلن موقع تويتر أواخر شهر أكتوبر الماضي أنه سيحظر جميع الإعلانات السياسية على مستوى العالم.
كما قال محرك البحث العملاق، غوغل، الأسبوع الماضي، إنه لن يسمح للمعلنين السياسيين باستهداف الناخبين باستخدام آلية “الاستهداف الدقيق” استنادا إلى بيانات التصفح ويقول المحللون إن فيسبوك تعرض لضغوط متزايدة ليحذو حذو تويتر وغوغل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعت مجموعة دولية من المشرعين إلى تعليق الإعلانات السياسية الموجهة حتى يتم تنظيمها بشكل صحيح.