زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق تنهي عزلة سوريا

دمشق - استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع المستوى منذ تفجّر الصراع في هذا البلد.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أنه جرى خلال اللقاء "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون خصوصا في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية".
وتشكل زيارة الشيخ عبدالله بن زايد إلى دمشق ولقاؤه بالأسد نهاية عزلة طويلة لدمشق وبداية مسار جديد لإعادة احتواء سوريا ضمن المنظومة العربية، في ظل ما يسجل من تراجع على مستوى مواقف الدول العربية المتحفّظة.
وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سوريا والإمارات العربية المتحدة منذ أيام الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ونوه بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشددا على أن الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري.
وبحسب وكالة الأنباء السورية، أكد الشيخ عبدالله بن زايد بدوره على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سوريا، معتبرا أن ما حصل أثّر على كل الدول العربية، معربا عن ثقته في أن سوريا وبقيادة الرئيس الأسد وجهود شعبها قادرة على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب.
ويأتي اللقاء بعد أسابيع قليلة من اتصال هاتفي أجراه الرئيس السوري مع ولي عهد أبوظبي الشيح محمد بن زايد آل نهيان، والذي اعتبره متابعون تتويجا لانفراجة شاملة في العلاقات السورية الإماراتية.
وأبدت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة تحفظات على طريقة التعاطي العربي مع دمشق، والذي أتى بنتائج عكسية لجهة دعم تقارب دمشق مع طهران.
وقد اتخذت الإمارات كما البحرين بعض الخطوات لاختراق هذه العزلة من بينها إعادة فتح سفارتيهما في دمشق نهاية عام 2018، على مستوى القائمين بالأعمال.
وتقول أوساط سياسية سورية إن التعاملات الاقتصادية والتجارية الإماراتية مع دمشق ظلت مستمرة وإن كانت في حدودها الدنيا، لافتة إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد المزيد من الاختراقات على صعيد العلاقات العربية السورية، رغم ما تبديه بعض الدول الكبرى على غرار السعودية من حذر.