زيارة هاكان فيدان إلى قطر: تعزيز الشراكة الإقليمية وموقف حازم تجاه القضايا الإقليمية

تأتي زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى قطر في توقيت بالغ الأهمية، وسط تصاعد التوترات في المنطقة واستمرار الجهود الدبلوماسية لحل أزمات الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في سوريا.

وخلال زيارته التي استمرت يومين، التقى فيدان برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حيث تناولت المباحثات التطورات في غزة، ومساعي وقف إطلاق النار، والتعاون التركي – القطري في مختلف المجالات.

وأكد فيدان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره القطري رفض تركيا القاطع لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، مشددا على أن مشروع إعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم يتنافى مع القوانين الإنسانية الدولية.

وهذا الموقف جاء بعد طرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفكرة نقل سكان غزة إلى دول مجاورة، وهو ما رفضته تركيا بشدة، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف ضد هذه المحاولات غير الإنسانية.

كما أكد الوزير القطري موقف بلاده الرافض لأي تهجير قسري للفلسطينيين، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل دائم يقوم على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وأعلن هاكان فيدان أن تركيا مستعدة لاستقبال بعض الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة تهدف إلى دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على التهدئة.

وهذه الخطوة تأتي في ظل إعلان إسرائيل نيتها إبعاد بعض الأسرى الفلسطينيين إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وهو ما أثار جدلا واسعا، حيث ترى بعض الأطراف أن ذلك محاولة للحد من تأثيرهم في الساحة الفلسطينية.

ولم تقتصر مباحثات فيدان ونظيره القطري على القضية الفلسطينية فحسب، بل تناولت أيضا التعاون في إعادة إعمار غزة، حيث أكدت تركيا أنها تعمل على إرسال المساعدات الإنسانية وإقامة مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين.

كما ناقش الطرفان التطورات في سوريا، حيث أكدت تركيا دعمها لعملية سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة مستقرة في البلاد، وأكد فيدان أن تركيا تتابع عن كثب جهود الحكومة السورية الجديدة في التعامل مع ملف قسد المدعومة من واشنطن، مؤكدا أن أنقرة لن تتسامح مع أي وجود إرهابي على حدودها.

وتعكس هذه الزيارة استمرار التعاون الوثيق بين تركيا وقطر في القضايا الإقليمية، حيث تعتبر الدوحة شريكا إستراتيجيا لأنقرة في العديد من الملفات. وخلال اللقاءات، جرى بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، النقل، والاتصالات.

وجاءت زيارة هاكان فيدان إلى قطر لتؤكد على التقارب الكبير بين البلدين في الملفات الإقليمية، حيث تتبنى أنقرة والدوحة رؤية مشتركة حول القضية الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة، والتطورات في سوريا.

وفي ظل التحديات التي تواجه المنطقة، تستمر تركيا وقطر في لعب دور محوري لتعزيز الاستقرار، وهو ما ظهر جليا في هذه الزيارة التي حملت رسائل قوية حول مواقف البلدين من الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط.