زيارة عباس إلى ألمانيا تثير تكهنات بشأن وضعه الصحي

مصادر فلسطينية أكدت أن عدم ذهاب عباس إلى العاصمة الأردنية يبرهن على أن هناك طارئا صحيا اضطره للتواجد خارج البلاد في هذا التوقيت.
الثلاثاء 2021/04/06
زيارة عباس لألمانيا تثير الشكوك حول وضعه الصحي

رام الله - أثارت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ألمانيا عبر الأردن الكثير من التكهنات بشأن وضعه الصحي، لاسيما الطريقة التي نقل بها إلى العاصمة عمّان والتي جرت عبر الجو وليس برا كما جرت العادة.

وحطت مروحيتان أردنيتان في المقاطعة، مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إحداهما أقلت الرئيس عباس إلى عمّان لينتقل منها إلى ألمانيا من دون المرور برا عبر الحدود الإسرائيلية.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”العرب” أن عدم ذهاب عباس إلى العاصمة الأردنية بالسيارات كما هو معتاد في السابق، ونقله بمروحية هبطت في المقر الرئاسي في رام الله لأول مرة منذ عام 2004 حينما غادر الراحل ياسر عرفات للعلاج أيضاً، يبرهن على أن هناك طارئا صحيا اضطره للتواجد خارج البلاد في هذا التوقيت.

وأوضحت المصادر ذاتها أن رئيس السلطة الفلسطينية أصيب بوعكة صحية مساء الأحد ما استدعى التنسيق مع الجانبين الأردني والإسرائيلي للتعامل مع حالته، وعدم ظهوره حتى هذه اللحظة يؤكد أن الأمر له علاقة بوضعه الصحي.

وكانت أنباء تحدثت في وقت سابق عن توجه عباس في زيارة إلى ألمانيا للقيام بفحوص طبية روتينية، سيتخللها إجراء مباحثات سياسية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وصحة عباس (85 عاما) ليست على ما يرام منذ فترة طويلة، وكان قد نُقل إلى أحد المستشفيات مصابا بالتهاب رئوي في عام 2018. كما عولج عباس، وهو مدخّن شره، في مستشفى أميركي في العام نفسه خلال رحلة لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ويواجه عباس هذه الأيام ضغوطا شديدة في ظل الانقسامات التي تعصف بحركة فتح والتي أفرزت ثلاثة قوائم مرشحة للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في مايو المقبل.

وتفجرت سلسلة الانقسامات في وجه عباس بعد قرار القيادي ناصر القدوة تشكيل قائمة انتخابية منفصلة، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الفلسطيني الذي ذهب حد فصله من فتح، ليزداد الوضع تعقيدا مع التحاق القيادي الأسير مروان البرغوثي بالقدوة والتحالف معه ضمن قائمة أطلق عليها “الحرية”.

عبدالمهدي مطاوع: أي محاولة لعرقلة الانتخابات سيتصدى لها المجتمع الدولي

وكان القيادي محمد دحلان أعلن قبل ذلك تشكيل قائمة منفصلة، ودفع هذا الوضع الرئيس أبومازن إلى إشراك أعضاء في اللجنة المركزية في القائمة في محاولة منه لإنقاذ الموقف، حيث أنه في حاجة إلى أسماء وازنة يخوض من خلالها غمار الاستحقاق الذي تقول المؤشرات إن نتائجه لن تصب في صالحه.

ويقول متابعون إن أكثر ما يقلق عباس هذه الأيام خطوة البرغوثي المقبلة، وما إذا كان فعلا سيقرر الترشح للاستحقاق الرئاسي، وهذا إن تحقق سيخصم مما لا شك فيه من رصيد عباس لولاية رئاسية جديدة يطمح لها.

ويرى المتابعون أن إمكانية أن يدفع عباس باتجاه تأجيل الانتخابات لا تزال واردة وإن كانت مهمته في ذلك تتعقد يوما بعد يوم، ويقول هؤلاء إن الذريعة الوحيدة التي يمكن أن يستند إليها عباس هي رفض إسرائيل إجراءها في القدس.

وطلبت الحكومة الفلسطينية الإثنين تدخلًا أمميًا ودوليًا للسماح للفلسطينيين في القدس الشرقية بالمشاركة “تصويتا وترشيحًا” في الانتخابات العامة.

وقال رئيس الوزراء محمد اشتية إن وزارة الخارجية “أرسلت رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية تطلب منهم التدخل لإلزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة بما فيها السماح لأهلنا في القدس بالمشاركة في الانتخابات”.

وأضاف أن إصرار جميع القوى الفلسطينية على إجراء الانتخابات في القدس سيشكل ضغطا دوليًا على إسرائيل “لإجبارها على القبول بمشاركة أهلنا في المدينة المقدسة في الانتخابات كما شاركوا في انتخابات الأعوام 1996 و2005 و2006”.

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني عبدالمهدي مطاوع في تصريحات لـ”العرب” أن الانتخابات الفلسطينية تسير وفق الطريق المحدد لها، وما قد يعرقلها هو تعنت الاحتلال الإسرائيلي في عملية إجرائها في القدس، لكن التوقعات الأكبر تذهب إلى إمكانية إجرائها كما هو الحال في آخر انتخابات في العام 2006 وأي محاولات لعرقلتها سيتصدى لها المجتمع الدولي.

2