"زوجة حفّار القبور" يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان فيسباكو الأفريقي

فيلم "سيربي" يحصد جائزة المهر الذهبي عن فئة الأفلام القصيرة.
الاثنين 2021/10/25
الأحلام بسيطة وصعبة في جيبوتي

واغادوغو - نال المخرج الصومالي خضر أحمد الجائزة الكبرى مساء السبت في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان واغادوغو الأفريقي للسينما والتلفزيون “فيسباكو” عن فيلمه الطويل الأول “زوجة حفّار القبور”.

وتعذّر على المخرج البالغ من العمر 40 عاما والحامل للجنسية الفنلندية أيضا، الذي صوّر فيلمه في جيبوتي باللغة الصومالية في نسخته الأصلية، حضور حفل ختام المهرجان الذي أقيم في عاصمة بوركينا فاسو.

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو خلال الإعلان عن الفائز بجائزة جواد يينينغا الذهبي إنها “أجمل جائزة قد يتلقّاها سينمائي أفريقي ومصدر فخر كبير له”.

وهاجر الكاتب والسينمائي خضر أحمد المولود في مقديشو في السادسة عشرة من العمر مع عائلته إلى فنلندا بصفة لاجئ. وأخرج فيلمه القصير الأول سنة 2014 وتلاه فيلمان آخران في 2017 و2018.

ويروي أول فيلمه الأخير بعنوان “زوجة حفّار القبور” قصّة زوجين يعيشان مع ابنهما في حيّ فقير في جيبوتي.

وتصاب نصرة، التي تؤدّي دورها عارضة الأزياء الكندية ياسمين أرسام المولودة في مقديشو، بمرض كلوي خطير يتطلّب عملية طارئة، فيهتزّ التوازن العائلي إذ يحاول زوجها جوليد حفّار القبور إيجاد المال الكافي لتغطية نفقات الجراحة المكلفة.

وقد سبق أن عرض هذا العمل في سياق فعاليات أسبوع النقاد في مهرجان كان في يوليو ولقي استحسانا من النقاد.

الفيلم المتوج يروي قصّة عائلة في حيّ فقير في جيبوتي تنقلب حياتهم رأسا على عقب بمرض الأم

ونال “زوجة حفّار القبور” أيضا جائزة أفضل موسيقى.

وكانت جائزة الجواد الفضّي من نصيب “فريدا” للهايتية جيسيكا جينيوس، في حين منحت التونسية ليلى بوزيد الجائزة البرونزية عن “مجنون فرح”.

ونالت البريطانية التي أصلها من سيراليون زينب جاه جائزة أفضل ممثلة عن دورها في “فيرويل أمور” لإكوا مسانغي (تنزانيا). وحصل الحسن سي على هذه الجائزة في فئة الرجال بعدما تألّق في دوره في “باموم نافي” للسنغالي محمدو ضياء.

وفي فئة الأفلام القصيرة، كانت جائزة المهر الذهبي من نصيب “سيربي” للسنغالي مولي كان حول كرامة النساء في مجتمع تتجذّر فيه المبادئ الذكورية، متقدما على “أماني” للرواندية عليا فافين، الذي نال الجائزة الفضية، و”زاليسا” لكارين بادو من بوركينا فاسو الذي نال الجائزة البرونزية.

وسلّمت الجوائز في قصر الرياضة في واغادوغو بمبادرة من الرئيس روش مارك كريستيان كابوريه ونظيره السنغالي ماكي سال الذي كان بلده ضيف الشرف في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان “فيسباكو”.

وأشاد المندوب العام للمهرجان موسى أليكس ساوادوغو بهذه النسخة التي عرض فيها 500 عمل لمئة وخمسين ألف شخص آتين من 64 بلدا، وذلك بالرغم من “تداعيات انعدام الاستقرار وجائحة كوفيد – 19”. وحدّد في الخامس والعشرين من فبراير 2023 موعدا لانطلاق النسخة الثامنة والعشرين من المهرجان في واغادوغو، على أن تستمرّ حتّى الرابع من مارس.

ومن المرتقب تنظيم “نسخة مصغّرة جوّالة” من المهرجان في شمال بوركينا فاسو، وهي المنطقة الأكثر تأثرا بالهجمات الإرهابية التي تضرب البلد والتي أدّت إلى وفاة نحو ألفي شخص وتهجير 1.4 مليون خلال ست سنوات.

وتعتبر إقامة هذا المهرجان السينمائي الأفريقي الذي يعقد كل سنتين، رهانا كبيرا في سياق مزدوج من التحديات الأمنية والصحية التي تعرفها بوركينافاسو.

ونجح المهرجان في إقامة دورته الجديدة في عاصمة البلد الأفريقي الذي يواجه موجات عنف من قبل متطرفين إسلاميين منذ 2015. كذلك أدت جائحة كوفيد – 19 إلى إرجاء استمر ثمانية أشهر لهذا الملتقى السينمائي الذي ساهم في التعريف بعدد من كبار المخرجين الأفارقة وشكّل منصة انطلاق لمواهب جديدة.

واحتفل مهرجان “فيسباكو” في دورته هذه بمرور نصف قرن على تأسيسه باعتباره أقدم حدث سينمائي في القارة الأفريقية، حيث رسخ مكانته عبر تعاقب دوراته كأهم ملتقى لمنتجي السينما الأفريقية، لا من خلال الأفلام التي يعرضها فحسب وإنما كذلك من خلال مؤتمراته التي تسعى إلى تطوير إنتاج السينما اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، بينما يحاول أن يقدم أفلاما تعكس واقع الشعوب الأفريقية، وهو ما يكرسه في دورته الجديدة التي اختارت فيها لجان المهرجان أفضل الأفلام الأفريقية من بين أكثر من ألف فيلم أفريقي تم إنتاجها مؤخرا ما بين وثائقي وروائي طويل.

12