زواج المشاهير في مصر صخب وسخرية وانتقادات.. وطلاقهم ترندات

اتهامات لبعض المشاهير بتعمد إثارة الرأي العام، مثلما حدث مع حفل زفاف محمود شاهين، وأحدث ضجة بسبب ما تم نشره من صور ومقاطع فيديو.
الأربعاء 2025/01/08
زيجات تشغل الرأي العام

القاهرة - أثار حفل زفاف المطربة المصرية مي فاروق والممثل محمد العمروسي بأحد الفنادق الكبرى في القاهرة قبل أيام، ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، وجاءت نسبة عالية من التعليقات غاضبة وناقمة، لأن المطربة مطلقة وارتدت فستان زفاف، كما أنها أم لشاب وفتاة من زواج سابق حضرا العُرس، وشاركا في طقوس الزفاف بجوارها ولم يفارقاها.

جلبت السعادة التي ظهرت على مي فاروق بصحبة زوجها الجديد محمد العمروسي وهي بجوار ابنيها ومرتدية فستان الزفاف الكثير من السخرية والانتقادات، من بينها “هذه زيجتك الثانية وكان يمكن أن تكتفي بزفاف عائلي بسيط،” و”يبدو أنها أجبرت أبناءها على هذا الزواج،” و”أبناؤها ليسوا سعداء،” و”زوجها أحلى منها،” و”أنت مطلقة لماذا تقيمين حفل زفاف وترتدين فستان عُرس،” و”ابنتها تناسب عريس أمها أكثر لأنها تقربه عمرًا،” وغيرها من التعليقات اللاذعة.

وقوبلت تلك الردود بأخرى هادئة، تثمن جميعها ما قامت به المطربة من ارتداء لفستان زفاف وإقامة حفل كبير، وتؤكد على حقها في الفرح.

وفي اليوم التالي للزفاف (الجمعة) رد محمد العمروسي على هذه الانتقادات الحادة التي طالته وعروسه بكتابة تعليق على حسابه الشخصي في فيسبوك قائلًا:

وقامت مي فاروق بنشر صورة على فيسبوك تجمعها مع العمروسي وبنتها زينة وابنها مالك وهما من زواجها الأول من الموزع الموسيقي أشرف سيد، وقالت في مداخلة تلفزيونية تعقيبًا على هذه الردود القاسية “أولادي أهم شيء في حياتي وكانوا سعداء، وأنا تزوجت وفعلت شيئًا حلالًا، وكل من حضروا كانوا سعداء.”

وأثار الهجوم الذي لحق بالمطربة حفيظة عدد من الفنانين، مثل ريهام حجاج التي كتبت تدوينة على فيسبوك:

أما الفنانة بدرية طلبة، وهي معروفة بردودها الجريئة والحادة، فردت على منتقدي مي فاروق على حسابها الشخصي في فيسبوك قائلة:

وتعليقًا على ردود الأفعال التي وصلت إلى حد المعارك الضارية على السوشيال ميديا حول الحياة الشخصية للفنانين والفنانات، قالت الناقدة الفنية ضحى الورداني لـ”العرب”، “يحدث ذلك في بعض المجتمعات العربية، حيث يتلقفون أخبار النجوم، ويديرون أحاديث غاضبة حولها، وهذا أمر خلقته وشجعته وسائل التواصل.”

وأكدت أنها تابعت التعليقات الغاضبة حول زفاف المطربة مي فاروق، كأنها اقترفت جريمة، في إشارة منها إلى أن المجتمع بدا ضد أن يفرح لسعادة المرأة، وعلى النقيض تجده يفرح للرجل أكثر.

وأضافت الورداني أن الجمهور المتابع للمشاهير يتلهف لسماع أخبار الانفصال ويسعد لها بشكل يفوق أخبار الزواج، ويحب أن يتابع بشهية ترندات المشاجرات، وما يصدر عن الفنانين من أخطاء، مثلما يحدث مع المطربة شرين عبدالوهاب التي تظهر في الكثير من الأوقات عفوية وصادقة، لكن توجد حالة من التربص بها، وهناك حالات انفصال حدثت مؤخرا وصارت “تريند”، مثل طلاق الفنانة ياسمين عبدالعزيز من الممثل أحمد العوضي، والمطرب تامر حسني والمطربة بسمة بوسيلي، ومع ذلك فالعلاقة بينهما كأزواج منفصلين راقية للغاية، لكن الجمهور لا يستسيغ التصالح.

وثمة اتهامات لبعض المشاهير بتعمد إثارة الرأي العام، مثلما حدث مع حفل زفاف محمود شاهين ابن شقيق الفنانة إلهام شاهين منذ شهور قليلة، وأحدث ضجة بسبب ما تم نشره من صور ومقاطع فيديو، وظهر فيها العريس يمسك بزجاجة من الخمر، وملابس شبه عارية ارتدتها بعض المدعوات من الفنانات، ما خلق حالة من الحنق لدى الجمهور حينذاك.

وعلقت ضحى الورداني على ذلك قائلة “الأمر يختلف من حالة إلى أخرى، فهناك بالفعل من يقصد أن يثير الرأي العام، وهو يعلم جيدًا ما يؤدي إليه فعله، عن طريق عمل ترند مدفوع ومتعمد، والبعض تحالفه الصدفة ولا ينوي إحداث كل هذه الضجة مثلما حدث مع الفنانة مي فاروق وعريسها الممثل محمد العمروسي.”

وما كان لافتًا في متابعة تعليقات لحقت بمقاطع الفيديو التي تمت إذاعتها من حفل زفاف مي والعمروسي، هو حالة الكراهية الشديدة تجاه كونها امرأة منفصلة ولديها ابنان، وأقامت حفل زفاف ضخما وارتدت فستان زفاف، وغنت ورقصت وكانت سعيدة، فقد جاءت بعض الآراء قاسية وكأن المرأة المنفصلة لا يجب أن تبدأ حياة زوجية جديدة.

وأوضحت استشارية العلاقات الزوجية هبة السواح لـ”العرب” أن المطربة مي فاروق لم تقترف خطأ أو تقم بفعل حرام شرعا، فهي سيدة منفصلة وتزوجت وأقامت فرحًا بصحبة ابنيها وكانا بجوارها يدعمانها وهما سعيدان، والمشكلة تكمن في المجتمع الذي لا يحترم قرار غيره في السعادة وأن الشخص بحاجة إلى فرصة أخرى للحياة.

وأشارت إلى أن كثيرين في المجتمع يُسقطون مشاكلهم وأفكارهم على الآخرين، ويقومون بالتنظير على غيرهم والسخرية منهم، خصوصًا من المشاهير، حيث يقعون تحت دائرة الضوء على السوشيال ميديا وتصبح حياتهم الخاصة مباحة للجميع.

وكان لهبة السواح تجربة تشبه إلى حد كبير تجربة مي فاروق، قالت عنها لـ”العرب”، “أنا منفصلة وأم لشاب وفتاة، وتزوجت مرة ثانية الصيف الماضي، وابني عمره 20 عامًا وسلمني لعريسي، وقد ارتديت فستان زفاف وعقدت قراني وسط العائلة والأصدقاء في حفل أقمته بقلعة صلاح الدين في القاهرة، وبمباركة أولادي وموافقتهم.”

وذكرت أن “المجتمع لديه مفاهيم خاطئة عن الزواج، ويعتقد أن المرأة إذا مات زوجها أو طلقت لا يجب أن تبدأ حياة جديدة مع رجل آخر، وهذا خطأ كبير وضد طبيعة البشر، فالمرأة من حقها أن تكون سعيدة بالطريقة التي تحبها، طالما أنها لا تفعل شيئًا محرمًا أو تؤذي أحدا، ولا يجب أن تحاسب ولو تزوجت في سن السبعين.”

ورغم الردود السلبية والانتقادات التي لحقت بالمطربة مي فاروق، كان هناك جانب إيجابي، حيث أعاد الجمهور نشر مقاطع فيديو لأغنياتها من مسرح الأوبرا وحفلاتها المختلفة، وأثنى على جمال وحلاوة صوتها الأوبرالي المميز.

5