زخم نشاط الحوض الجاف بالدقم يفتح نافذة جديدة للاقتصاد العماني

خطط لتوسيع المشروع واستهداف بناء السفن الصغيرة.
الخميس 2021/11/11
نمتلك من المهارات ما يكفي للهندسة البحرية وعمارة السفن

عزز زخم نشاط الحوض الجاف في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من طموحات المسؤولين العمانيين بشأن دعم صيانة السفن وبنائها خزينة الدولة التي تريد تنويع مصادر دخلها، وليفتح بذلك نافذة أخرى لتوسيع المشاريع الاستراتيجية المتكاملة بالسلطنة.

الدقم (سلطنة عمان) – دخلت المنطقة الاقتصادية بالدقم مرحلة جديدة مع استعادة معظم المشاريع القائمة هناك، وخاصة الحوض الجاف، وتيرة نشاطها، مما يعطي السلطات فرصة جديدة لتوفير المزيد من السيولة والابتعاد تدريجيا عن تداعيات الأزمة الصحية.

واستقبل الحوض الجاف بالدقم، وهو واحد من أبرز مشروعات المنطقة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، ما يقارب 115 سفينة من مختلف كبرى شركات النقل البحري حول العالم، مثل شركتي مارس وشل العالميتين.

وحوض إصلاح السفن، المقام في قلب المنطقة الصناعية، مملوك لشركة عُمان للحوض الجاف الحكومية، وتديره شركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية الكورية الجنوبية.

هيثم الطائي: الحوض الجاف بالدقم يفرض نفسه منافسا قويا في المنطقة
هيثم الطائي: الحوض الجاف بالدقم يفرض نفسه منافسا قويا في المنطقة

ويعد المشروع الاقتصادي في الدقم، الأكبر في تاريخ سلطنة عمان، وهو يأتي في إطار جهود خفض اعتماد الدولة الخليجية على عوائد صادرات النفط والغاز وتنويع مواردها، لتشمل صناعات أخرى قبل نفاد الاحتياطيات النفطية.

وقال هيثم بن ناصر الطائي، الرئيس التنفيذي للعمليات في أسياد للحوض الجاف، لوكالة الأنباء العمانية الرسمية إنّ “الإقبال الذي شهده الحوض خلال الفترة الماضية دفع الشركة إلى التفكير في تعزيز قدرات الحوض، لاجتذاب أكبر عدد من السفن بمختلف الأحجام ورفع كفاءة العمليات في الحوض والرقي بجودة الخدمات”.

وتقدم شركة عمان للحوض الجاف، التي بدأت عملياتها في العام 2011، خدمات إصلاح وصيانة السفن، وتصميم وتصنيع أعمال الصلب لصناعة البتروكيماويات.

ونجح الحوض الجاف بالدقم في صناعة أول سفينة في سلطنة عُمان، وهي سفينة مساندة للأعمال اللوجستية مملوكة لشركة محلية، مما ساعد في استقبال طلبات جديدة لبناء سفن، خاصة أنّ هناك نية لتعزيز قدرات الحوض.

وأشار الطائي إلى أنّ الشركة، لم يذكر اسمها، قامت بطرح مناقصة لشراء الحوض العائم، وهناك شركة استشارية تقوم حاليا بتقييم العروض المطروحة لشراء الحوض العائم.

وأوضح الطائي أن الحوض الجاف يعتبر من أول المشروعات التي بدأت العمل في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهو ركيزة أساسية في تنمية وتطوير ولاية الدقم.

وأكد أنّ المشروع كان له دور مهم في التسويق للدقم سواء محليا أو عالميا، عن طريق الأعمال التي تقام بالحوض الجاف.

وتمكن الحوض الجاف خلال السنوات العشر الماضية من كل الأعمال التي تتعلق بإصلاح السفن، وخلال سنتين واكب التطورات المطروحة في صناعة وصيانة السفن، عن طريق تركيب العديد من أنظمة التحكم في الغازات وتركيب نظم معالجة المياه.

المنطقة الاقتصادية بالدقم تدخل مرحلة جديدة
المنطقة الاقتصادية بالدقم تدخل مرحلة جديدة 

ويضم المشروع حوضين و14 رافعة وأرصفة تمتد على مساحة تقدر بحوالي 2.8 كيلومتر، إلى جانب توفر أحدث الورش والمعدات المستخدمة في إصلاح وصيانة السفن.

وتخطط إدارة المنطقة الاقتصادية لبناء ورشة جديدة تختص ببناء السفن الصغيرة وجار عمل التصاميم لهذه الورشة، بعد شراء معدات جديدة ومضخات مياه عالية الضغط تصل إلى حد 1500 بار في عملية التنظيف.

وتعطي التحركات باتجاه تطوير المشروعات في منطقة الدقم لمحة عن إصرار الحكومة على التركيز على المنطقة، التي باتت بالنسبة لها دعامة استراتيجية لتحفيز النمو المستدام.

وما يميز هذا الحوض أنه الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي تتوفر فيه خاصية استقبال المخلفات الزيتية من السفن، في حين تتطلب الأحواض الأخرى من ملاك السفن أن يقوموا بتفريغ المخلفات قبل الدخول لعمل الصيانة، مما يزيد من المدة الزمنية والتكاليف على ملاك السفن.

ويقول الطائي إن هذا المشروع استطاع أن يفرض نفسه منافسا قويّا في المنطقة، حيث تمكّن خلال السنوات العشر الماضية من الوصول إلى ألف عملية صيانة تم إنجازها. كما استطاع أن يحافظ على نسبة 95 في المئة من رضى الزبائن.

إدارة المنطقة الاقتصادية تخطط لبناء ورشة جديدة تختص ببناء السفن الصغيرة وجار عمل التصاميم لهذه الورشة

وحققت أسياد للحوض الجاف نتائج مالية مستقرة منذ العام 2018 ولم تسجل خسائر، بل على العكس وصلت خلال العامين الماضيين إلى نقطة التوازن المالي مما يدل، بحسب الطائي، على أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح.

وتقوم الشركة بدور كبير في ما يتعلق بتطوير ودعم سوق العمل في إطار خطط “التعمين”، حيث تولي اهتماما كبيرا بتنمية المجتمع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يساعد أصحابها على استدامة أعمالهم وتوسيعها مع مرور الوقت.

وكانت الشركة قد طورت استراتيجية للقيام بمجموعة من المبادرات مع التركيز على المحاور الاستراتيجية للبيئة وتنمية المجتمع المحلي في تلك المنطقة. كما تقوم بالتعاقد مع الموردين والمقاولين المحليين من باب دعم الصناعات والمنتجات المحلية.

وتحرص الشركة الأم، مجموعة النقل العمانية المملوكة للدولة “أسياد”، على إعطاء أولوية الفرص الوظيفية للكفاءات العُمانية، حيث أصبحت شركة أسياد للحوض الجاف تُدار بكوادر عُمانية بأكثر من 80 في المئة في الإدارة العليا والمتوسطة.

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن إجمالي القيمة المحلية المضافة التي صرفتها الشركة خلال العام الحالي، وصلت إلى 12 مليون ريال (31.2 مليون دولار) في مختلف الأعمال والخدمات.

10