رولان بارت: اللغة الوحيدة التي لا تورّث معنى ثانيا هي الرياضيات

اللغة هي متعة التصنيع والاشتغال، إنها تشير إلى التحليل النفسي للذة، وفي الوقت نفسه إلى ديناميكية في آن.
الأحد 2021/07/04
النص الأدبي صوت مجسم

لعب الفيلسوف والناقد واللغوي والسيميولوجي والبنيوي وما بعد البنيوي الفرنسي رولان بارت دورا بارزا في تطور العديد من المدارس كالبنيوية والماركسية وما بعد البنيوية والوجودية، بالإضافة إلى تأثيره في تطور علم الإشارات. ومن خلال حواراته نكتشف وجوها متعددة لناقد صار علامة كبرى في تاريخ النقد الإنساني، وعبر آرائه نطالع عوالم جديدة تدعو إلى البحث والتعمق أكثر.

يمثل كتاب “المُراوغُ الضّجرُ” مختارات من الحوارات التي اختارها وترجمها لطفي السيد منصور والتي أجريت مع رولان بارت في مراحل فكرية مختلفة؛ وتقدِّم هذه المختارات رؤية نقدية تبلور لنا مشروعه، وتكشف تطور أفكاره ورؤاه في مختلف الحقول التي اشتغل عليها في هذا المشروع وقدرته على الدفاع عنها.

ولأن هذه الحوارات، الصادرة عن دار شهريار، تحمل ما يعرف عن صعوبة لغة بارت وثقافته، إلا أن جهد المترجم خفف إلى حد كبير من ذلك، وهنا سوف نستعرض بعضا من جوانبها كونها ليست مجرد لقاءات خفيفة، بل هي بمثابة مقالات شارحة بدقة وصرامة لما قدَّمه بارت من كتابات أو مفاهيم.

لغة الملابس والشفرات

الأساطير لم تتمكن بعد من حل تناقضات الواقع

في حوار بارت مع “الفيغارو ليتيرير” في أكتوبر 1965 سُئل: متى وكيف ولماذا فكرت في كتابك “نظام الموضة”؟ فقال بارت “لقد أخذ مشروع نظام الأزياء مكانه بالضبط في حياتي مع تحرير خاتمة ‘ميثيولوجيات’، حيث اكتشفت أو اعتقدت أنني اكتشفت إمكانية لتحليل محايث لأنظمة علامات أخرى غير اللغة. منذ تلك اللحظة كانت لدي رغبة في إعادة بناء أحد هذه الأنظمة خطوة بخطوة، لغة يتحدث بها الجميع وغير معروفة للجميع. وهكذا اخترت الملبس”.

وأضاف أن “كتّابا مثل بلزاك وبروست أو ميشيليه، كانوا قد عرضوا بالفعل وجود نوع من لغة الملابس. لكن كان ينبغي القيام بمحاولة تقديم محتوى فني، وليس مجازيا، ما يسمى بكل سهولة ‘اللغات الاصطلاحية’ (لغة السينما، التصوير الفوتوغرافي، اللوحة، وما إلى ذلك) من وجهة النظر هذه تعد الملابس إحدى مواد التواصل مثل الطعام والايماءات، السلوكيات والمحادثة التي لطالما كان لدي فرحة عميقة للاستفسار عنها لأنها (المواد)، من ناحية لديها وجود يومي، وتمثل بالنسبة إلي فرصة للتعرف على نفسي على المستوى الأكثر مباشرة لأنني أنشغل بذلك في حياتي الخاصة، ولأنها من ناحية أخرى لها وجود فكري وتمنح نفسها لتحليل منهجي بوسائل شكلية”.

وتابع بارت في إجابته عن سؤال آخر “كتابي عبارة عن خط سير، رحلة صبور، دقيقة تقريبا، ينجزها رجل ساذج يحاول أن يرى كيف شيد المعنى، كيف يشيده البشر، وفي هذه الحالة معنى ملابس الموضة: إنه بذلك يشكل اكتشافا للأماكن، خط سير موضع المعنى، ومع ذلك فإن خط السير هذا لا يقدم نفسه على أنه رحلة شخصية، ولكن كقواعد نحوية، وصف لمستويات الدلالة، والوحدات ولقواعدها التوليفية، باختصار ما يشبه تركيب الجملة الوصفي، سيتم تبرير الكتاب إذا نجح، كونه في حد ذاته مادة مركبة، في أن يظهر تحت أعين القارئ بطريقة ما متجانسة، مادة جديدة هي ثوب الموضة المكتوب”.

وفي حواره عام 1970 حول كتابيه “س/ ز” و”إمبراطورية العلامات” سُئل: هل يمكن أن تحدد بدقة ما تنطوي عليه هذه التأكيدات بالنسبة إلى حالة التأويل والتحليل ذاتها، الشفرات الخمسة التي بدت لك أنها تحكم في قصة بلزاك القصيرة “سارازين” إنتاج المعنى؟ رد بارت “في الحقيقة لقد ميزت بالفعل خمسة مجالات أو شفرات دلالية كبيرة، أعترف أنني لا أعرف ما إذا كان لهذا التقسيم أي رسوخ نظري، وهذا يتطلب القيام بتجارب مماصلة على نصوص أخرى”.

أول مجال هو “شفرة الأحداث السردية (أو الشفرة المنظمة للأحداث والتصرفات، وهو مصطلح مستعار من البلاغة الأرسطية)، مما يجعلنا نقرأ بدقة القصة كتاريخ، سلسلة من الأحداث”.

والمجال الثاني هو “الشفرة الدلالية بالمعنى الدقيق، التي تجمع بين مدلولات مزاجية ونفسية وبيئية بدرجة متفاوتة. إنه عالم الدلالات الإيحائية بالمعنى الجاري للمصطلح؛ عندما مثلا يهدف بورتريه شخصية بوضوح إلى توصيل رسالة ‘إنه عصبي’، ولكن من دون أن تذكر أبدا كلمة ‘العصبية’، تصبح العصبية مدلول البورتريه”.

رؤية نقدية تبلور مشروع رولان بارت

وثالثا “الشفرات الثقافية، الممتدة على نطاق واسع جدا، أي جميع المراجع، والمعرفة العامة للعصر التي يستند عليها، وكذلك المعرفة النفسية، الاجتماعية والطبية، إلخ. هذه الشفرات غالبا ما تكون قوية جدا خاصة عند بلزاك”.

ونجد رابعا “الشفرة التأويلية التي تغطي إنشاء اللغز، واكتشاف الحقيقة التي يطرحها اللغز، إنها بشكل عام الشفرة التي تحكم كل الحبكات المشيدة على النموذج الشُرطي”.

وخامسا “المجال الرمزي ويختلف منطقه جذريا، كما نعلم، عن منطق الاستدلال أو التجربة. يعرف، مثل منطق الحلم، من خلال الطباع السرمدية والاستبدال وقابلية الانعكاس”.

الأسطورة والعلامات

في حواره مع “الإكسبريس” سُئل بارت عن إمكانية الاستغناء عن المثيولوجيات؟ وكان رده “لا بالطبع، ليست أكثر من وظائف رمزية، اللغة الوحيدة التي لا تورث معنى ثانيا هي الرياضيات لأنها ذات طابع صوري بالكامل، فالمعادلة الجبرية لا تحتوي على أي معنى مشارك. ما لم نقم بتصويرها وإدراجها في مقال عن أينشتاين، بعد كتابتها على السبورة. في تلك اللحظة، نطور معنى ثانيا، نشير إليه، والمعادلة تعني: أنا علمي، أنا عالم رياضيات”.

وردا على سؤال: هل من الممكن تخيل لغة نقية، غير موحية، خارج الرياضيات؟ قال “لا، أعتقد أنها يوتوبيا. وفقا لمفهوم ماركسي معين، فإن الأساطير ستكون منتجات خيالية وساذجة مرتبطة بمرحلة إنسانية لم تعرف، ولم تتمكن بعد من حل تناقضات الواقع. لذلك قد تحل من خلال إنشاء قصص يمكن التغلب فيها على هذه التناقضات بشكل خيالي. وبالمنطق الماركسي هو أنه عندما ننجح في حل هذه التناقضات عن طريق الاشتراكية، سوف تختفي الأساطير في تلك اللحظة. المشكلة هائلة، ولا أرغب في التعامل معها بشكل عرضي. قد تتخيل الماركسية على نحو جيد للغاية أن المجتمع الاشتراكي سيعيد رسم خارطة اللغة من خلال التدخل بطريقة غير مسبوقة، ولا يمكن تصورها. لكنني أعتقد أنه حتى ذلك الحين سيظل هناك تناقض أخير، بالمعنى الواسع للمصطلح، لا يمكن التغلب عليه؛ إنه الموت، وطالما يوجد موت، سيكون هناك أسطورة”.

وقال بارت في رده على سؤال: تهدف كل محاولاتك على مستوياتها المختلفة الاجتماعية والنقد الأدبي إلى إزالة الغموض؟ إنه “ليس حقا من أجل إزالة الغموض، لأنه بأي حق أتحدث باسم الحقيقة؟ ولكن من أجل تقويض طبيعة العلامة بلا كلل. بالتأكيد كما تعلم، إنها معركة قديمة جدا، تبدو بعض أشكالها الآن قديمة بعض الشيء، ولكن في القرن الثامن عشر الذي كان تصوره هو النظر إلى معتقدات فرنسا في ذلك الوقت من خلال مقارنتها بمعتقدات الصينيين والفرس وشعوب الهورون، وقاد ذلك بالفعل أنا مثل فولتير. إن الخطر الكبير بالنسبة إلينا نحن الغربيين عندما لا ندرك العلامات على حقيقتها، أي أنها علامات تعسفية، إنها الامتثالية، والباب المفتوح لقيود الادعاء الأخلاقي والقوانين الأخلاقية وقيود الأغلبية”.

وحول كون علم اللسانيات أساسيا بالنسبة إليه أوضح بارت “أصبح من الشائع تقريبا أن نقول ذلك، ولكن على المستوى الإجرائي، أمدتنا اللسانيات بمفاهيم محددة للغاية لا يمكن إنكار قيمتها، على الأقل في المرحلة التارخية الحالية من البحث في العلوم الإنسانية، بالنسبة إليّ، أمدتني بوسائل فعالة لفك تشفير نص أدبي ما أو أي نظام للعلامات. من ناحية أخرى، أتاحت امتداداتها على مدار الأعوام الخمسة عشر الماضية من اكتشاف ما يسمى بالبنى غير المركزية”.

المتعة واللذة

العالم بناء والأشياء والحضارات أبنية

وتابع “دعني أعد إلى صورة القاموس، تعلمنا اللسانيات الحالية أن هناك مجموعات من الأصوات والمعاني التي نُظِّمت في ما بينها، وبالتالي تمتلك خصائص بنيوية، ولكن لا يمكننا تحديد مركز محوري تشيد حوله البنية. يقول أعداء البنيوية بنبرة ساخرة إن فكرة البنية كانت موجودة دائما وهم يتساءلون لماذا نثير كل هذه الجلبة من حولها. وبطبيعة الحال، فإن البنيوية بمعنى ما قديمة جدا، فالعالم بناء والأشياء والحضارات أبنية، وقد عرفنا ذلك منذ زمن بعيد، ومع ذلك فالجديد تماما هو إدراك هذه اللامركزية، وكان من الصعب جدا الاعتراف بذلك انطلاقا من ثقافة كلاسيكية مثل ثقافتنا، لأن لغتنا، مثل قائمة طعامنا، جامدة للغاية ومركزية للغاية، حيث إنها كانت قد قننت في القرن السابع عشر من قبل مجموعة اجتماعية صغيرة”.

يرى بارت ردا على سؤال حول تركبية اللغة وعلاقتها بفكر اللعب أن “اللغة تركيبية نعم، ولكن بشرط رفع التابو عن الكلمة إذا تم استخدامها، لأنه لا يوجد فيها شيء ما انتقاصي إلى حد ما مقارنة بمثال إنساني معين. ومن ناحية أخرى، أؤيد فكرة اللعب تماما، أحب هذه الكلمة لسببين، لأنها تستحضر نشاطا لعبيا حقا، ولأن اللعبة أيضا لعبة جهاز، آلة، تلك الحرية الصغيرة جدا الممكنة في ترتيب عناصرها المختلفة. اللغة هي متعة التصنيع والاشتغال، إنها تشير إلى التحليل النفسي للذة، وفي الوقت نفسه إلى ديناميكية في آن مقيدة ومزنة من حيث الاشتغال، وترتيب القطع في ما بينها، يمكننا أن نقول إنها صوت مجسم، أعني بذلك أنها فضاء، إنها تضع الأفكار والمشاعر في مكانها حسب المسافات والأحجام المختلفة. من الواضح، إذا قلت ‘ادخل وأغلق الباب’ أنها ليست جملة تحتوي على الكثير من التجسيم الصوتي، ولكن النص الأدبي بالفعل هو صوت مجسم”.

وفي مقابلته مع “براتيك” جاءت بعنوان “عشرون كلمة متاحية لدى رولان بارت” أوضح الكثير من رؤاه ومفاهيمه وتحدث عن بعض المؤلفين الذين يكن لهم أهمية، وقال بارت عن كلمة “اللذة” وظهورها لديه “لقد ظهرت بطريقة سوف أسميها تكتيكية، فاليوم شعرت أن اللغة الفكرية خضعت بسهولة شديدة لضرورات مدعي الأخلاق الذين يفرغون أي مفهوم من التمتع، وكرد فعل، أردت إذاً إعادة إدخال هذه الكلمة، في مجالي الشخصي، ليس بفرض الرقابة عليها ولكن لإطلاق مكلوتاتها وإزالة قمعها”.

وتابع “إنها حركة تكتيكية داخل نظام الأفكار التي تجد في طريقها تفسيرات، وتحيط نفسها بأسباب، السبب الأول هو أنني أعلّق على المستوى الذاتي بعض الأهمية على ما يمكن تجميعه تحت اسم مذهب الهيدونية الذي عفا عليه الزمن تقريبا، وخصوصا في موضوع فن العيش. هذه أشياء كنت قد نوهت عنها من قبل بشكل غير مباشر، مثلا عندما تحدثت عن علاقة بين المسرحي الألماني برتولد بريخت وسيجاره، علاوة على ذلك، في كل أعمال بريخت التي لا يمكن إنكار أنها أيديولوجية على نحو أصيل، ثمة تقدير للذة. هناك إذاً في ما يتعلق بي اضطلاع بمسؤولية عن هيدونية معينة، والعودة إلى فلسفة سيئة السمعة، ومقموعة منذ قرون. أولا من قبل الأعراف المسيحية، ثم تجدد هذا القمع بوسائط الأعراف الوضعية والعقلانية وكان أو يكون للأسف، في طريقه إلى ذلك مجددا من خلال أخلاق ماركسية معينة”.

وأوضح أن المبرر الثاني لهذا الانبعاث، لهذه العودة إلى كلمة “اللذة” هو لأنها تسمح باستكشاف معين للذات الإنسانية. فعندما نحاول التمييز بين “اللذة” و”المتعة” وعندما نطرح مشكلة المتعة، حينئذ نجد موضوعة حديثة للغاية، يعرفها التحليل النفسي جيدا، وتهم من نسميهم الطليعة.

وأشار بارت إلى الفرق بين اللذة والمتعة “اللذة ترتبط باتساق الأنا، الذات، الذي تضمنه قيم الراحة، البهجة، واليسر وبالنسبة إليّ، إنها ترتبط، مثلا، بكل ميدان قراءة الكلاسيكيات، في المقابل فإن المتعة هي نظام القراءة أو التلفظ، الذي تضيع من خلاله الذات، بدلا من أن تتكوّن وتختبر تجربة الانفاق التي هي المتعة بالمعنى الدقيق”.

الشذرة والهايكو

أعمال بريخت أيديولوجية وفيها تقدير للذة
أعمال بريخت أيديولوجية وفيها تقدير للذة

لفت بارت إلى أن ميله إلى الشذرة “ميل قديم جدا بداخلي، أعيد تفعيله في كتاب ‘ر.ب بقلمه’، عند إعادة قراءة كتبي ومقالاتي، وهو ما لم يحدث لي من قبل، وجدت أني كنت أكتب دائما وفق صيغة الكتابة القصيرة، التي تنطلق عبر شذرات، أو لويحات، أو فقرات معنونة، أو مقالات. ثمة فترة كاملة من حياتي لم أكتب فيها سوى مقالات، وليس كتبا. هذا هو الميل للشكل القصير ما يتم منهجته الآن. هو ما ينطوي على وجهة نظر ذات أيديولوجيا أو أيديولوجيا مضادة للشكل، ذلك لأن الشذرة تكسر ما سأدعوه المغطى، والأطروحة، والخطاب الذي نبنيه من خلال فكرة إعطاء معنى نهائي لما يقال، وهذه هي القاعدة الأساسية للبلاغة في القرون السابقة. مقارنة بغطاء الخطاب المشيد، فإن الشذرة هي تخريب، انقطاع، تقيم نوعا من رذاذ الجمل، الصور، الأفكار، دون أن يأخذ أي منها شكلا نهائيا”.

الشذرة تكسر ما سأدعوه المغطى، والأطروحة، والخطاب الذي نبنيه من خلال فكرة إعطاء معنى نهائي لما يقال

وأشار بارت إلى أن الهايكو شيء آخر “إنها المستقبل الأساسي لموسيقى الشذرة، التقيت بها في طبيعتها التاريخية الواقعية خلال رحلاتي إلى اليابان. إنه شكل أُكنُّ له إعجابا عميقا، أي رغبة عميقة. إذا كنت أتخيل نفسي أكتب الآن أشياء أخرى، فإن البعض منها سيكون على نظام الهايكو. والهايكو شكل قصير جدا، ولكنه، على عكس الحكمة، وهي شكل قصير جدا أيضا، يتميز بصممه. لا يولد معنى، ولكنه في نفس الوقت ليس بلا معنى، إنها دائما نفس المشكلة؛ لا تفسح المجال للمعنى، ولكن لا تغادره تحت تهديد الانضمام إلى أسوأ المعاني، معنى اللامعنى”.

وتابع “في كتابي ‘ر.ب. بقلمه’ هناك بعض أنواع الهايكو التي لم تقدم على الاطلاق في شكل شعري، والتي دعوتها ‘سجل زمني للأحداث’؛ ذكريات طفولتي وشبابي، وهي تقدم في جملة أو اثنتين أو ثلاثة على الأكثر التي لها هذه الخاصية على الأقل، آمل أن يكون ذلك – مع أنه من الصعب جدا أن تتحقق – أن تكون كامدة تماما. الهايكو، إنها إلى حد ما ضد الإنشاء، ولذلك إنه من المشروع أن يتم الجمع بين التصورين”.

13