روسيا تساوم بملف المساعدات الإنسانية إلى سوريا

روسيا تحاول جاهدة فتح التجارة بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية ومناطق سيطرة دمشق، لكسر الحصار الاقتصادي على نظام بشار الأسد.
الأربعاء 2021/11/10
العواقب قد تكون وخيمة

دمشق - تستعد الأطراف الفاعلة في سوريا لعقد العديد من الاجتماعات في الفترة المقبلة حول الملف السوري، تزامناً مع اقتراب موعد تمديد القرار الدولي الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بداية العام المقبل، وهو تمديد لوحت روسيا مرة أخرى بعرقلته.

وعادت موسكو إلى المساومة على ملف المعابر الإنسانية التي أقرتها الأمم المتحدة لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، بالتزامن مع سلسلة من الأحداث السياسية.

وقال السفير الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف، خلال الأسبوع الجاري، إنه لا ينبغي توقع تمديد تلقائي للآلية عبر الحدود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأعاد الدبلوماسي الروسي تأكيده على أنّ بلاده تفترض أن آلية المساعدات عبر الحدود الخاصة بسوريا تنتهك سيادة البلاد، وأنها غير شفافة في ما يتعلق بتوزيع المساعدات الإنسانية الواردة محليًا.

وأوضح يفيموف أن موسكو تعمل من أجل تقليص دخول المساعدات الإنسانية بالكامل. فضلا عن إعادة توجيه جميع الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك إلى إدلب، إلى الطرق السورية المحلية.

وعزا في مركز جسور للدراسات وائل علوان تهديدات موسكو بأنها متعلقة بعدم الوصول الى تفاهمات روسية – تركية.

وأوضح علوان أن فشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن بين تركيا وروسيا بشأن معركة محتملة لأنقرة في شمال سوريا وشرقها، أعاد فتح ملف المعابر من قبل روسيا.

وتحاول روسيا جاهدة فتح التجارة بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية ومناطق سيطرة دمشق، لكسر الحصار الاقتصادي على نظام بشار الأسد.

ويشير مراقبون إلى أن موسكو ستساوم بملف المساعدات الإنسانية في سبيل تنفيذ اتفاق المعابر بين المعارضة والحكومة، في حين أنّ تركيا تعرقل هذا الطلب للعديد من الأسباب منها عدم الالتزام الروسي باستحقاقات مسار سوتشي.

وائل علوان: تهديد موسكو متعلق بغياب تفاهمات روسية – تركية
وائل علوان: تهديد موسكو متعلق بغياب تفاهمات روسية – تركية

وفي يوليو الماضي أقر مجلس الأمن الدولي بالإجماع تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية على مرحلتين لمدة عام، بعد موافقة روسيا عليه.

وكان قرار تمديد موافقة المجلس يحتاج إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أيّ من الأعضاء الخمسة الدائمين: روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن آنداك إن “تجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية بما في ذلك اللقاحات إلى سوريا كان عبر قرار مشترك روسي – أميركي، إذ ينص القرار على تسليم المساعدات لـ6 أشهر قابلة للتجديد ستة أشهر أخرى”.

وجاء ذلك بناء على مفاوضات بين الدول الكبرى شهدت تلويحا روسيا برفض الآلية ومطالبة المجلس باعتماد الحكومة السورية من أجل إدخال المساعدات إلى مناطق الشمالين الشرقي والغربي في سوريا.

وقالت السفيرة الأميركية في المجلس ليندا توماس غرينفيلد إن “التصويت أنقذ أرواح السوريين، وتم تفادي كارثة بموجب الموافقة على تمديد العمل بالقرار”.

وتحذّر العديد من المنظمات الدولية والإنسانية من “عواقب وخيمة” حال الفشل في تجديد التفويض الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مما قد يشكل كارثة إنسانية على أكثر من 3 ملايين سوري يقطنون شمال غرب سوريا.

والاثنين حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 45 مليون شخص، أي أكثر من 27.5 في المئة منهم سوريون، على وشك المجاعة في 43 دولة بينها سوريا، بسبب “النزاعات وتغير المناخ والجائحة”، وأن أدنى صدمة ستدفعهم إلى حافة الهاوية.

وذكر البرنامج أن نحو 12.4 مليون شخص في سوريا لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهو عدد مرتفع أكثر من أيّ وقت مضى خلال النزاع المستمر منذ عقد.

وتحدث المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي عن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة والوقود”، ما قد “يغذي أزمات جديدة مثل الأزمة التي تتكشف الآن في أفغانستان، وكذلك حالات الطوارئ طويلة الأمد مثل سوريا واليمن”.

وأشار بيسلي إلى أن العائلات التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد تُجبر على “اتخاذ خيارات مدمرة” مثل تزويج الأطفال مبكراً أو إخراجهم من المدرسة أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبّار.

وأوضح البرنامج أن ضخاً نقدياً فورياً بقيمة سبعة مليارات دولار من شأنه أن يعيد المحتاجين من الهاوية، عبر توفير وجبة يومية لكل شخص لعام مقبل، وإلا فإنهم سيواجهون المجاعة.

2