روسيا تحبط خطط أوبك لتعميق خفض إنتاج النفط

فيينا - عقّدت روسيا من خطط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية بعد أن فشلت في انتزاع موافقة لتعميق مستويات خفض إنتاج النفط لإحلال التوازن في الأسعار بالأسواق العالمية.
ولم تتمكن أوبك والمنتجون المستقلون من خارجها من الاتفاق على تخفيضات إضافية لمواجهة تفشي فايروس كورونا، الذي أربك التجارة العالمية.
ويمكن لقرار موسكو عدم تأييد القيود الإضافية تقويض التعاون بين أوبك ضمن تحالف غير رسمي يدعم أسعار النفط منذ 2016 يطلق عليه أوبك+.
وقال مصدران بأوبك إن المنظمة أخفقت في التوصل إلى اتفاق مع روسيا وغيرها من المنتجين بشأن خططها لتنفيذ خفض كبير إضافي للإنتاج في محادثات بين وزراء من التحالف غير الرسمي المعروف باسم أوبك+.
وتحدثت المصادر بعد أن اجتمع وزراء من السعودية وروسيا ودول أخرى منتجة للنفط في مقر أوبك بفيينا وأجلوا اجتماعا رسميا لساعات مع سعيهم للتوصل إلى تسوية.
وكان يفترض أن تضاف التخفيضات الجديدة المقترحة إلى قيود قائمة يحل أجلها نهاية مارس الجاري، بما يرفع إجمالي تخفيضات المعروض إلى نحو 3.6 مليون برميل يوميا، أي حوالي 3.6 في المئة من الإمدادات العالمية.
واقترحت أوبك خفضا بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بالإضافة إلى التخفيضات السارية بالفعل، وهو تحرك قاومته روسيا بشكل كبير.
وأيد وزراء المنظمة الخميس الماضي، المقترح حتى نهاية العام الجاري، وهو تحرك أكبر بكثير وأبعد من المتوقع، لكنهم جعلوا المقترح مشروطا بتأييد روسيا ومنتجين آخرين من خارج المنظمة للتخفيضات.
وتأثرت الأسواق بهذا القرار حيث تراجعت أسعار النفط أكثر من سبعة في المئة لتبلغ أدنى مستوياتها منذ منتصف 2017.
عدم تأييد موسكو القيود الإضافية يقوض التعاون مع أوبك الذي بدأ منذ 2016 لإعادة التوازن إلى الأسعار
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 3.71 دولار أو ما يعادل 7.4 في المئة إلى 46.31 دولار للبرميل، بينما نزل الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.41 دولار، أي ما يعادل 7.4 في المئة، إلى 42.49 دولار.
وفقد خام برنت نحو ثلث قيمته منذ بداية العام الجاري، إذ هوى إلى 47 دولارا للبرميل، مما يضع الدول شديدة الاعتماد على النفط تحت ضغط كبير ويجعل الكثير من شركات النفط الصخري وشركات طاقة أخرى بالولايات المتحدة في محنة شديدة.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت قبل ذلك القرار عن مصدر روسي رفيع المستوى، لم تكشف عن هويته، قوله إن بلاده لن تؤيد الدعوة إلى تخفيضات إضافية لإنتاج النفط وستوافق فحسب على تمديد التخفيضات الحالية.
وتصل تخفيضات إنتاج أوبك+ القائمة حاليا إلى 2.1 مليون برميل يوميا، لكنها لم تدعم أسعار الخام التي فقدت ربع قيمتها منذ مطلع السنة.
وقال مصدر في القطاع حضر الاجتماعات إن أوبك ليست لديها النية لإجراء تخفيضات أعمق دون روسيا، كما أكدت مصادر في أوبك موقف روسيا وجرى عقد الاجتماع الرسمي لأوبك+ بعد ساعات من التأجيل.
ونقلت رويترز عن مصدر من دولة خليجية منتجة للنفط قوله “هناك مشكلة. أوبك ليست لديها أي نية للخفض دون روسيا… نحتاج إلى فعل شيء وإلا ستكون العواقب وخيمة على الجميع”.
وتقلصت توقعات نمو الطلب في 2020، لكن موسكو تقول منذ فترة طويلة إنه من المبكر جدا تقييم الأثر. وقالت مصادر إن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بعث بنفس الرسالة خلال الاجتماع.
ولم يدل نوفاك، الذي أجرى مناقشات ثنائية مع نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بأي تصريحات بشأن التخفيضات الإضافية المقترحة خلال رحلتيه إلى فيينا وعودته منها هذا الأسبوع.
وقال الكرملين في بيان عقب انتهاء اجتماع أوبك+ إن “الرئيس فلاديمير بوتين لا يعتزم التحدث مع القيادة السعودية، وهو إعلان حطم الآمال في إمكانية اقتناص اتفاق على مستوى الزعماء”.
واستمرت المشاورات غير الرسمية داخل مقر أوبك لأكثر من ست ساعات، إذ جرى تأجيل الاجتماع الرسمي لوزراء أوبك+ مرارا عن موعده المقرر.