روايات عن الإفلاس المالي الذي يتهدد العالم الرأسمالي

في رواية “ربيع البرابرة”، يتخيّل يوناس لوشر أن الجنيه ينهار فجأة فتفلس بريطانيا، وتصاب الطبقة البورجوازية بالهلع. البطل الرئيسي مواطن بريطاني يتمتع براتب ضخم، وبامتيازات هائلة. وذات يوم، ينطلق إلى تونس للاحتفاء بزواجه هناك مرفوقا بأفراد عائلته وبأفراد عائلة عروسته الحسناء.
يختار البطل فندقا فاخرا في الصحراء. وخلال حفل الزواج، تحدث مغامرات عاطفيّة كثيرة. من ذلك أن مواطنا سويسريا يملك شركة يحاول أن يغوي سيّدة بريطانية جميلة لم يكن يفكر زوجها إلاّ في خيانتها. وبينما كان المدعوون يعبّون البيرة والويسكي والخمور المعتقة، ويرقصون، ويغنون، يصعقهم خبر من لندن معلنا أن بريطانيا أفلست، وأن الجنيه الإسترليني أصبح عملة رخيصة.
وفي نفس تعليقها، أشارت جريدة لوموند إلى أن يوناس لوشر يمتلك قدرة فائقة على مزج التراجيدي بالكوميدي، والمواقف العاطفية بالمواقف السياسيّة. أما روايته فتنتمي إلى تلك القصص التي “يرويها معتوه”، والتي يكثر فيها الصخب والعنف على طريقة ويليم فوكنر.
مخاطر عالم الفن
يتطرق الكاتب الفرنسي آلان فلايشر، المولود عام 1944، في روايته “الانهيار” إلى المخاطر التي تتهدّد عالم الفن. بطل الرواية يدعى سيمون بينكاس. وهو عازف بيانو من الصنف الرفيع. وقد ورث عن والده الثريّ، والذي لم يكن يعرفه جيدا، مجموعة من اللوحات الفنيّة الشهيرة.
غير أن سيمون يعتقد أن كبار الفنانين الذين اشتهروا خلال القرن العشرين هم في الحقيقة دجالون ومنافقون.
يقول فلايشر الذي له دراية كبيرة بعالم الفنون إذ أنه أشرف خلال سنوات طويلة على متحف للفن الحديث “يمكنني أن أتقاسم مع سيمون، الشخصية الرئيسيّة في روايتي، آراءه بشأن الفن الحديث، وخصوصا في كلّ ما يتصل بسوق الفن.
توقع الإفلاس
في روايته “مونتيكريستو”، يحدس السويسري مارتين سوتر، المولود في زيوريخ عام 1984، إفلاسا ماليا في بلاده. وهو يقول: ثمة مبالغة أدبيّة، غير أنني تقصّدت ذلك. وأنا أعتقد أن انهيار بنك من البنوك كما هو الحال في روايتي يمكن أن يحدث في أي وقت. وربما لتفادي ذلك، سارعت بعض البنوك اليونانيّة خلال الأشهر الأخيرة بغلق أبوابها. وأنا أحسّ أنني قريب من اليونانيين.
وفي الحقيقة هناك وجهتا نظر تواجه كل واحدة منهما الأخرى على المستوى السياسي والاقتصادي. وكل شيء يجعلنا نعتقد أن الجناح المحافظ والليبيرالي هو المنتصر. وهذا يعني أن أوروبا ستكون أقل ديمقراطية، وأقل عدالة من ذي قبل.
والحزن في هذا كله أن كل القرارات التي اتخذت من الجانبين تمت اعتمادا على اعتبارات أيديولوجيـة، وليس على اعتبارات براغماتية.
ويضيف سوتر: أظهر وزير المالية في الحكومة الألمانية أنه رجل بارد، ومحدود النظرة، أما أنجيلا ميركل فقد أظهرت من جانبها أنها لا تمتلك رؤية اقتصادية لمستقبل أوروبا.