رواة عالميون يكتبون الفصل الأخير من "ألف وليلة وليلة"

يعتبر الحكي سمة عربية بامتياز، ولا أدلّ على ذلك من كتاب “ألف ليلة وليلة” الأثر الحكائي الأبرز عالميا وعلى مَرّ التاريخ، ألهم كتابا ورافق أجيالا وساهم في نحت المخيال البشري. وإيمانا بأهمية فن الروي أو الحكي يأتي ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي يستقطب سنويا رواة من مختلف أنحاء العالم.
الشارقة- تنطلق النسخة التاسعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي في 24 سبتمبر الجاري، وتستمر على مدار 3 أيام، في مركز إكسبو الشارقة.
وتشارك في فعاليات هذه النسخة 43 دولة عربية وأجنبية، وتحلّ إيطاليا ضيف شرف على الملتقى الذي يتخذ من “ألف ليلة وليلة” شعارا له، ويتضمّن العديد من الإضافات النوعية المميّزة التي تضاف إلى رصيده، سواءً ما تعلّق منها بالورش التدريبية الاستباقية، التي انطلقت قبل عدة أيام وتستمر حتى نهاية فعاليات الملتقى، أو بالتنوع الهائل في برنامجه، الذي يتضمّن مقاهٍ ثقافية، وندوات علمية، وحلقة شبابية.
وكشف الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، تفاصيل فعاليات الدورة الجديدة من التظاهرة، حيث قال في مؤتمر صحافي عُقد مؤخرا إن هذه الدورة من الملتقى تأتي تحتَ شعارِ “ألف ليلة وليلة”‘، في الفترة من 24 إلى 26 سبتمبر 2019، اتساقاً مع المشروع الثقافي المستنير للشارقة الرامي إلى إحياء التراث العربي من خلال العودة إلى سحر الليالي العربية التي أبهرت العالم وألهبت حماس المبدعين من شتّى الثقافات وحدتهم إلى النسج على منوال حكاياتها، وتحلّ جمهورية إيطاليا ضيف الشرف على الملتقى في هذه الدورة، وبالذات من مدينة سردينيا ممثلةً في روبيرتا إيدي موسكاس الشخصية الفخرية المكرّمة هذا العام، تقديراً لإسهاماتها العلمية والمعرفية، وخاصة في مجال الحكايات الشعبية.
وتابع المسلم “تنطلق هذه الدورة بمشاركة أكثر من 97 مشاركا من خبراء وباحثين وحكواتيين وإعلاميين من 43 دولة، من بينها: الإمارات والسعودية والبحرين والكويت ومصر والمغرب والجزائر وتونس والعراق وفلسطين والأردن والسودان واليمن والبرازيل وإسبانيا وأكوادور والسويد وألمانيا وكندا وإيطاليا وأميركا وبريطانيا وبوليفيا والبيرو وتشيلي وسويسرا وفرنسا والدنمارك وفنلندا وكولومبيا والفلبين وكرواتيا والبرتغال وأرمينيا والمكسيك وروسيا والصين واليابان وأوزبكستان وباكستان وأفغانستان والسنغال”.
وأضاف المسلم “تحوي الدورة الجديدة العديد من البرامج الثقافية والورش التدريبية والفعاليات الجماهيرية من بينها ورش استباقية: حول كتابة نص حكائي ‘ليلة’ مستلهمة من حكايات ‘ألف ليلة وليلة’، وورشة التراث الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة.. رؤية في أهم المنابع والمؤثرات، والمجاورة الحكائية في نسختها الثانية، التي يشارك فيها 16 ضيفا من الخارج، و9 من دولة الإمارات ما بين مواطنين ومقيمين من الباحثين والحكواتيين، ومعرض خاص يستعرض مقتنيات ألف ليلة وليلة، بالإضافة إلى جناح يشمل كافة إصدارات معهد الشارقة للتراث، وعدد كبير من الكتب القيّمة والكتيبات المهمة والنشرات الإخبارية التي تحتفي بشعار هذه الدورة”.
ومن جانبها، أوضحت عائشة الحصان الشامسي، المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي، أن الملتقى يتميّز بالتنوع والإبداع، وفيه الكثير من الجديد والإضافات، بدءاً بالورش الاستباقية لكتابة الفصل الأخير من كتاب “ألف وليلة وليلة”، شعار هذا العام، والذي يعدّ من الروائع الأدبية العالمية التي أنتجتها الثقافة العربية بتواصلها مع التراث الإنساني، وتزامنا مع إعلان الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، إضافة إلى الورش التي تستهدف الأطفال، والتي انبثقت أسماؤها من الكتاب مثل: المصباح المضيء والبلورة السحرية، ومجوهرات الأميرة ياسمينة، إضافة إلى ورش قلنسوات شهريار وشهرزاد والأقنعة والريشة، وغيرها الكثير.
وتابعت الشامسي “يأتي ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته التاسعة عشرة ليؤكد مكانة الشارقة ودورها الهام في الثقافة العربية والعالمية، فهي بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث الإنساني، وتشكّل هذه الدورة إنجازا إضافيا في سجلها، فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتيّا خليجيّا، أصبح عربيّا ثم دوليّا، يستضيف الرواة والحكواتيين من مختلف دول العالم، أما الراوي هنا فلم يعُد محليّا، بل أصبح راويا وإخباريا دوليا يجوب العالم ليحكي حكاياته ويبث رواياته”.
وتمتاز الدورة التاسعة عشرة بعدد كبير من الورش التي تحمل روح كتاب “ألف ليلة وليلة”، إضافة إلى الحلقة النقاشية الشبابية، التي تنظم تحت شعار “استلهام التراث الإماراتي”، بالتعاون مع مجلس الإمارات للشباب.
كما ستكون هناك جلسة حوارية عن ألف ليلة وليلة في الدراما الكويتية، عرض لتجربة الفنانين الكويتيين بمشاركة عدد من الفنانين، منهم سعاد عبدالله ومحمد المنصور وجاسم
النبهان وعبدالرحمن العقل ومنقذ السريع.
وسَتُطرح في هذا العام أوراق متنوعة عن كل ما يتعلّق بألف ليلة وليلة بكل مجالاتها، وفنونها، وألوانها وستكون موزعة على قاعات ثلاث وهي القاعة الأولى “شهريار”، والقاعة الثانية “شهرزاد”، والقاعة الثالثة “دنيا زاد”.
ويكون المواكبون أيضا على موعد مع عروض الحكي، حيث سيستمع الحضور وجمهور الملتقى بحكايات من هنا وهناك، تقدّمها مجموعة من الحكواتيين من مختلف دول العالم.