رهان إنتاج الأفلام جذب أكبر عدد ممكن من الجمهور

هناك الكثير من الأعمال السينمائية تتوقف عند حدود الفكرة أو السيناريو، إذ لا يمكن للفيلم أن يرى النور في غياب منتج ومخرج يحملان العمل كمشروع خاص، ولذا فدور المنتج والمخرج محوري للغاية في إنجاز الأفلام. “العرب” كان لها هذا الحوار مع المنتج والمخرج الأميركي – المغربي هشام حجي حول الإنتاج السينمائي وآخر أعماله.
يتميز مخرج الأفلام الأميركي – المغربي هشام حجي بشغفه العميق بإنتاج السينما. بدأ رحلته في عالم الإنتاج السينمائي بصفته مساعد إنتاج، وعمل مساعد مخرج. وبفضل تجربته واجتهاده، استطاع أن يتقدم في مسيرته المهنية.
في ما بعد، قرر هشام أن الوقت قد حان للانطلاق في مجال الإنتاج، وأسس شركته الخاصة التي أصبحت واحدة من رائدات الإنتاج السينمائي في المغرب. قامت شركته بتقديم خدمات الإنتاج لأعمال سينمائية ضخمة من مختلف أنحاء العالم ترغب في تصوير أعمالها في المغرب.
إنجاز الفيلم
اكتسب حجي شهرة إضافية كونه أول من قام بتطوير وإنتاج أفلام هوليوودية في المنطقة كما حقق نجاحًا كبيرا من خلال فيلمه “Redemption Day”، الذي جمع بين مجموعة من الممثلين المشهورين بمن في ذلك آندي غارسيا.
في الوقت الراهن، يقسّم المخرج وقته بين لوس أنجلوس حيث يعمل على تطوير وإنتاج أفلام روائية خاصة به، والمغرب حيث يقدم خدمات إنتاجية للعديد من الأفلام الدولية، وبرامج التلفزيون، والإعلانات. وقد اختتم مؤخرا أحدث أفلامه بعنوان “الأميرة المفقودة”.
يصف المخرج هشام حجي فيلمه الأخير بأنه فيلم مغامرة مشوق، حيث يُنقل آلاك تواتي (Alec Touati) إلى معركة دامية خلال آخر جلسة له من العلاج بالآياهواسكا. تدور هذه المعركة زمن الغزو الإسباني في نهاية القرن التاسع عشر. هذا الاكتشاف يقوده إلى كسبة وهي مكان قديم مليء بالأسرار والأشباح من الماضي.
أثناء سعيه لاكتشاف أصوله، يلتقي آلاك بهنا، التي تكشف له قصة مؤلمة عن والدته نور التي تم إجبارها في صغرها على الزواج من أمير سعودي، ولكنها وقعت في حب حارس الكسبة. وتتعرض علاقتهما المحرمة للتهديد عندما يصبح حمل الأميرة واضحًا.
ويلفت إلى أن السيناريو الأصلي للفيلم كتبه جان دانيال كاموس، وقام هو وفريقه بالعمل المستمر لمدة سبعة أشهر لدمج عناصر مغربية مثل غزو الإسبان وغيرها في القصة. وتستمد قصص حجي التحفيز والإلهام عادة من حكايات تهمه شخصيا. وفي هذا العمل بالتحديد، تطرق إلى موضوعات هامة مثل زواج القاصرات، وحاول تأسيس صلة قوية بالمغرب من خلال تضمين شخصيات مغربية تؤدي دورًا مهمًا في تقديم القصة.
ويتحدث المخرج عن الحبكة الدرامية للفيلم مبينا أنها تسلط الضوء على مشكلة زواج القاصرات بقرار من الأهل، وكيف يكون ذلك ضارا بالفتيات اللواتي لا يمكنهن تلبية احتياجاتهن. هذه الرسالة تعتبر النقطة الخفية للفيلم. ولكن بعد ذلك، يتم التركيز على تقديم صورة لنساء مغربيات يتمتعن بشخصيات قوية وعازمات على التحدي والمضي قدمًا لمتابعة شغفهن.
في أفلامه الخاصة، يتمتع المخرج بحرية كاملة لتنفيذ رؤيته وإخراج أعماله على الشاشة مستخدما تقنيات متنوعة
في الفيلم يتم أيضًا عرض المغرب كبلد حديث ومستقبلي. وتمثلت هذه التحولات بشكل جيد من خلال عمله مع الممثلين الذين تعامل معهم بشكل منتظم، كما يقول، مضيفا “تم توظيف ممثلين جددا اقترحهم مدير التمثيل نانسي فوي. عمومًا، تم الاعتماد على التواصل والتفاهم بيني وبين الممثلين، حيث كان يتعين عليهم أن يشعروا بالراحة مع الفريق وأن تكون العلاقة بينهم أكثر إنسانية من مجرد علاقة عمل”.
وبالرغم من التحديات التي واجهتهم في البحث عن الكسبة المثالية وتصويرها في القرن التاسع عشر خلال غزو الإسبان، إلا أنهم نجحوا في تحقيق ذلك من خلال بناء وتصميم المشاهد بعناية.
ويقول المخرج عن السيناريو إنه “يمكن أن يتم إكمال السيناريو بشكل تام بعد انتهاء عملية التصوير، وهذا يكون على نحو خاص مهم عندما يكون المخرج هو أيضًا الكاتب كما هو الحال في حالتي. منذ أن بدأت جولات استطلاعية واستكشفت أماكن جديدة، قررت إجراء تعديلات على السيناريو ليتناسب مع الأماكن الجديدة. علاوة على ذلك، نقوم بإدخال تعديلات على السيناريو أثناء عملية التصوير لجعل الأحداث تبدو أكثر طبيعية وانسيابًا استنادًا إلى أداء الممثلين”.
ويضيف “أحيانًا، تظهر لي أفكار جديدة أثناء الليل، وأستيقظ فورا لأدرجها ويتم تحسين السيناريو. أعتقد دائما أن السيناريو قبل التصوير يكتمل بنسبة 80 في المئة، والنسبة المتبقية تتشكل خلال مرحلة التصوير”.
أفلام خاصة ومشاريع
يشارك المخرج هشام حجي تجربته مع “العرب” بشغف بعد إخراج فيلمه الأول “Redemption Day”، ويعبر عن شغفه العميق بالإخراج وتوجيه الممثلين. ويعترف بأن هذا الشغف كان يكمن داخله لفترة طويلة وأنه كان سعيدًا بالفعل بالكشف عنه. على الرغم من دوره السابق كمنتج، إلا أنه دائمًا أراد المشاركة بشكل أكبر مع المخرجين والمساهمة بأفكاره الإبداعية.
ويؤكد أنه الآن، في أفلامه الخاصة، يتمتع بحرية كاملة لتنفيذ رؤيته وإخراج أعماله على الشاشة. ويستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك استخدام الدرون لبعض اللقطات وجهاز Russian Arm لتصوير مشاهد معينة. ويلاحظ أن المخرج غالبًا ما يكون له دور فني كبير في عمليات الإخراج، سواء من خلال اختيار المعدات المناسبة أو تحديد قيم اللقطات.
ويؤكد هشام حجي أن هدفه الرئيسي في إنتاج الأفلام هو جعل القصة جاذبة لأكبر عدد ممكن من الجمهور وتقديم تجربة ترفيهية ممتعة لهم خلال مدة الفيلم، وهو يسعى دائمًا لتحقيق هذا الهدف ويعبر عن تطلعه للمستقبل ومشاريعه السينمائية القادمة، مع تحضير ثلاثة سيناريوهات مثيرة ومتنوعة.
ويتابع لـ”العرب” حول تفاصيل مثيرة عن مشاريعه السينمائية القادمة والتي يعمل على تحضيرها، بالقول “هذه المشاريع تتضمن: فيلم ‘GOD is a DJ’ وهو عمل كوميدي في عالم الموسيقى الإلكترونية، وما يجعله أكثر إثارة هو تعاونه مع الدي جي العالمي Black Coffee لإنتاج الموسيقى”.
ويذكر فيلم “Winds of Freedom” وهو قصة حقيقية تستند إلى حياة سجين سياسي كوبي يتعلم رياضة الكايت سيرف للهروب من كوبا إلى الولايات المتحدة. وتبدو هذه القصة مثيرة ومؤثرة. كما يستعد لإنتاج مسلسل “The Immortal Empress”، وهو مسلسل مغامرات يروي قصة موازية بين العالم الحديث وسقوط الإمبراطورية الرومانية. ويعد هذا المسلسل تحدًيا سينمائيًا مثيرًا.
ويعبّر حجي أيضًا عن استعداده لمشاركة أفكار حول عدم عرض أفلامه في مهرجان مراكش ويقترح التواصل مع المركز السينمائي المغربي أو مؤسسة المهرجان للحصول على المزيد من المعلومات حول الإجراءات المطلوبة. ويؤكد أن هناك فرصة رائعة لإبراز السينما المغربية بشكل مختلف في المهرجان وأن أفلامه يمكن أن تسهم في تحقيق ذلك.
ويعرب عن حماسه لفرصة عرض فيلمه “The Lost Princess” في مهرجان مراكش، ويؤكد أن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على ترويج الفيلم وعرضه أمام الجمهور المغربي.