رشا شربتجي تشارك بـ"نسمات أيلول" في دراما رمضان

دمشق - تعود المخرجة السورية رشا شربتجي إلى السباق الدرامي الرمضاني هذا العام بمسلسل جديد يحمل عنوان “نسمات أيلول”، من تأليف الكاتب علي معين صالح كاتب مسلسل “كسر عضم” في جزئه الأول الذي عرض منذ عدة سنوات وأخرجته شربتجي أيضا.
وكان من المفترض أن تشارك المخرجة السورية بعمل ثان في رمضان الذي سيحل بعد أيام، وهو مسلسل “مطبخ المدينة” للكاتب علي وجيه أحد كتاب مسلسلها “ولاد بديعة” الذي قدمته العام الماضي ولاقى نجاحا جماهيريا منقطع النظير، لكن لأسباب غير معروفة تم تأجيل العمل.
أما مسلسل “نسمات أيلول” فتدور قصته في إحدى قرى الريف السوري، ويحكي قصة امرأة تدور في فلكها باقي شخصيات العمل الشبابية التي يصور المسلسل يومياتها ومعاناتها في هذه القرية بشكل كوميدي خفيف. العمل من بطولة صباح الجزائري ومحمد حداقي ولين غرة وغزوان الصفدي وعدة ممثلين آخرين.
ويذكر أن المخرجة رشا شربتجي حصلت منذ فترة على جائزة المهرجان السعودي جوي أووردز الذي أقيم في الرياض في الثامن عشر من يناير الفائت عن فئة أفضل إخراج عن مسلسلها “ولاد بديعة” الذي عرض في رمضان عام 2024 على الرغم من منافسة عدة أسماء عربية لها على الجائزة. وقالت شربتجي أثناء استلامها الجائزة “أهدي هذه الجائزة إلى بلدي الحر سوريا وإلى شعب سوريا الحرة،” وقد تم في العام الماضي منحها جائزة أفضل إخراج للعام 2024 في مهرجان الأفضل في لبنان عن نفس المسلسل، وهو لقب سبق أن حصلت عليه في التصويت الذي أجراه موقع “إي تي بالعربي” في رمضان الماضي، حيث حصدت شربتجي لقب أفضل مخرج للموسم الرمضاني الفائت عن نفس المسلسل.
وأفضل مخرج هو لقب تستحقهُ المخرجة السورية عن جدارة فمن شاهد مسلسل “ولاد بديعة” بالتأكيد لفتته احترافية شربتجي في تقديم العمل بأفضل صورة وأفضل أداء تمثيلي، وقد نجح العمل نجاحا كبيرا وأصبح حديث الناس على الرغم من أن قصته الأساسية مأخوذة من قصة الفيلم المصري “توت توت” إخراج عاطف سالم عام 1993.
والفيلم يروي قصة كريمة المتخلفة عقليا التي تزور إحدى حارات مصر الشعبية ويتعرف عليها في أحد الموالد المقامة في الحارة رجل الأعمال الثري سعيد صالح وتعجبه فيقوم باستغلالها قائلا لها إنه سيأخذها معها ويطعمها بسبوسة أكلتها المفضلة فيقوم بالاعتداء عليها ثم يرميها في الشارع مجددا، والأمر نفسه حصل مع بطلة المسلسل بديعة المتخلفة عقليا التي تزور سوق الدباغين في مولد ابن عارف الدباغ أحد أكبر تجار السوق فتعجبه ويقوم بخداعها ويقول لها إنه سيطعمها اللحمة أكلتها المفضلة فتحمل منه وتنجب ياسين وشاهين، إذًا بديعة هي معادل كريمة في الفيلم المصري وعارف الدباغ هو معادل سعيد صالح.
ورغم تشابه القصة بين الفيلم المصري والمسلسل السوري، مع تعديل كبير في الأحداث والشخصيات، ظهر المسلسل بأجواء بصرية تشبه الواقعية السحرية التي اشتهر بها أدب أميركا اللاتينية واستطاعت مخرجته أن تنقل لنا مشاعر كل شخصية عبر الصورة، وهذا هو سر المخرج المتمكن والموهوب وهو أن يستطيع الكتابة بالصورة وتوليف إيقاعه بناء على سيكولوجية القصة والشخصيات وإسناد الأدوار بشكل مناسب إلى الممثل الذي يستطيع تأديتها.
هذه من الميزات التي تتمتع بها المخرجة رشا شربتجي، فمنذ أعمالها الأولى وبالرغم أنها لم تكن قد خرجت بعد من عباءة والدها المخرج المخضرم هشام شربتجي، حيث كان أسلوبه في العمل طاغيا على أعمالها الأولى كمسلسل “قانون”، حققت نجاحا كبيرا. وحتى الممثل بسام كوسا أدى دورا فيه لا يشبه أي دور أداه، وقد لعب دور المدير ناظم واستطاعت المخرجة أن تخرج منه ما لم يستطع غيرها وهي ميزة تضاف إلى ميزاتها.
كانت البداية الحقيقية لرشا شربتجي مع مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” للكاتب الراحل فؤاد حميرة، المسلسل الذي أطلق شهرتها بشكل كبير وأصبح الفنان قصي خولي من بعده نجم سوريا الأول.
ومنذ عرض هذا العمل بدأ يتضح أن في سوريا مخرجة جديدة موهوبة سوف تنافس كبار مخرجي الدراما السورية وستكون أعمالها جريئة ومثيرة للجدل دائما لاقتحامها أماكن في المجتمع السوري لم يجرؤ أحد قبلها على اقتحامها أثناء وجود نظام البعث، وأكبر مثال على ذلك مسلسل “الولادة من الخاصرة” ومسلسل “كسر عضم” الذي أثار الجدل عند عرضه منذ عامين حيث حصد نجاحا جماهيريا كبيرا وأصبح الممثلون الذين شاركوا فيه نجوما، وهي ميزة لا تحدث إلا مع شربتجي فمهما كان الدور الذي يؤديه الممثل معها صغيرا إلا أنه يبقى في ذاكرة المشاهد، وهذا ليس لغزا وإنما سببه احترافيتها ومعرفتها كيف تدير الممثل وتخرج منه كل ما تحتاجه الشخصية.