رسالة فيسبوك لمستخدمي آيفون: التتبع مقابل مجانية خدماتنا

واشنطن - غيرت شركة فيسبوك صيغة رسالتها التنبيهية، التي تظهر لمستخدمي هواتف آيفون لتطلب موافقتهم للحصول على بيانات حول استخدامهم لمختلف التطبيقات ومواقع الويب على هواتفهم، وهي بيانات تعرف باسم الكود الإعلاني المميز (IDFA) وذلك لتقنع المستخدمين بالموافقة، حتى “يساعدوا خدمات فيسبوك أن تظل مجانية”.
وأظهرت شركة فيسبوك العبارة التنبيهية على تطبيقات فيسبوك وإنستغرام للمستخدمين “في محاولة لإخافتهم من تحول الخدمات على آيفون إلى خدمات مدفوعة”، وذلك لتغطية التأثيرات السلبية الناتجة عن حرمان تطبيقات فيسبوك من الحصول على بيانات المستخدمين، وفقا لسياسة آبل الجديدة.
وتقول الرسالة “يتطلب هذا الإصدار من أي.أو.أس منا أن نطلب الإذن لتتبع بعض البيانات من هذه الأجهزة، يمكنك تقييد استخدام هذه المعلومات إذا لم تقم بتشغيل الخيار عبر هذا الجهاز”. وتضيف الرسالة “نحن نستخدم المعلومات الواردة حول نشاطك من تطبيقات ومواقع ويب أخرى من أجل عرض إعلانات أكثر تخصيصا لك والمساعدة في الحفاظ على استخدام فيسبوك بشكل مجاني ودعم الشركات التي تعتمد على الإعلانات للوصول إلى زبائنها”.
ومع نشر الإصدار 14.5 من آي.أو.أس من آبل الأسبوع الماضي، أصبحت الميزة المعروفة باسم أي.تي.تي (شفافية تتبع التطبيقات) إلزامية. وعمليا تعرض نافذة موافقة عند فتح كل تطبيق. إذا نقر المستخدم على “لا” أو إذا لم تظهر النافذة، لأي سبب من الأسباب، يفقد التطبيق إمكان الوصول إلى المعرّف الإعلاني للمستخدم، وهو رقم خاص به يتيح تتبعه عبر الإنترنت.
80 في المئة من مستخدمي هواتف آيفون سيرفضون جمع فيسبوك لبياناتهم
وكانت فيسبوك من أشد المنتقدين للإصدار الجديد، بحجة أن تغييرات الخصوصية قد تضر الشركات الصغيرة التي قد تعتمد على شبكتها الإعلانية للوصول إلى الزبائن.
وتشير الدراسات، كما تقر فيسبوك، إلى أن ما يصل إلى 80 في المئة من المستخدمين سيرفضون جمع بياناتهم. ولا تهتم آبل ببيانات زبائنها كثيرا، لأنها تجني الأموال من بيع الأجهزة وعمليات الشراء داخل التطبيق بدلا من الإعلانات، كما أنها لطالما سوّقت نفسها شركة أولويتها الخصوصية. وفي تصريحات للصحافة، قال متحدثون باسم فيسبوك إن “آبل تشجع نماذج أعمال جديدة للتطبيقات، بحيث تعتمد بشكل أقل على الإعلانات وأكثر على الاشتراكات، مما قد يمنح آبل حسما”.
وقالت فيسبوك في مدونة رسمية مُحدثة، “إن الرسالة التنبيهية الجديدة تسعى لتقديم معلومات واضحة ومباشرة للمستخدمين، لتساعدهم على اتخاذ قرارات بشأن كيفية استخدام بياناتهم الشخصية”.
يذكر أن البيانات الشخصية للمستخدمين هي الثمن الذي يدفعونه مقابل الاشتراك في موقع فيسبوك. ويستخدم فيسبوك أكثر من 2.2 مليار مستخدم حول العالم. وتشكل أرباح الإعلانات نصيب الأسد من أرباح فيسبوك بشكل عام، حيث يعتمد نموذج تحقيق الأرباح الخاص بالشركة على جمع خوارزميات البيانات ومعالجتها، ضمن ملفات غير اسمية، ومن ثم بيع مساحات إعلانات محددة الأهداف بدقة على نطاق واسع للمعلنين.
ويعارض تكتيك التلويح بالتخلي عن الاستخدام المجاني لمنصات فيسبوك مع شعار الشركة الذي يشير إلى أنها كانت مجانية وتظل مجانية دائما.

وأزالت الشركة هذا الشعار من صفحتها الرئيسية في عام 2019، ولم يستبعد مؤسس فيسبوك ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ إطلاق إصدار مدفوع من المنصة عندما أدلى بشهادته أمام الكونغرس في عام 2018، حيث قال “ستكون هناك دائما نسخة مجانية من فيسبوك”.
وفي ديسمبر 2018، قال الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك إن التنظيم الحكومي لصناعة التكنولوجيا “أمر لا مفر منه”. ووصف كوك بيع بيانات المستخدمين الخاصة بأنها “اقتحام للخصوصية”.
من جانبه، وضح الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك في مقابلة لاحقة أنه وجد تعليقات كوك “سطحية للغاية”. وأضاف “إذا كنت ترغب في بناء خدمة لا تخدم الأثرياء فقط، فعندئذ تحتاج إلى الحصول على شيء يستطيع الناس تحمّله”.
وقال زوكربيرغ “إن موقع فيسبوك يقدم خدماته للمستخدمين مجانا، لكننا نعمل بشكل منفصل مع المعلنين لنعرض أمام كل مستخدم ما يهمه من الإعلانات”.
وأضاف الملياردير البالغ من العمر 37 عاما “إذا كنا ملتزمين بخدمة الجميع، فنحن بحاجة إلى خدمات تكون في متناول الجميع. وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تقديم خدمات مجانية، وهو ما توفره لنا الإعلانات”.