رئيس وزراء بريطانيا يحيي خطة بريتي باتيل لإبعاد اللاجئين إلى بلد آخر

لندن- أشار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى أن بلاده ستبدأ حملة قوية على المهاجرين غير النظاميين، وأنها إما أن تعيدهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى بلد ثالث، في إشارة واضحة إلى أن حكومته ستحيي خطة وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل التي سبق أن توصلت إلى اتفاق لإرسال طالبي اللجوء الذين يدخلون بريطانيا بطرق غير قانونية إلى رواندا.
وقال سوناك في كلمة له أمام البرلمان “إذا دخلتَ المملكة المتحدة بشكل غير قانوني، فلن تتمكن من البقاء هنا… بدلا من ذلك، ستُحتجز وتعود سريعا إما إلى بلدك الأصلي أو إلى بلد آمن حيث سيُنظر في طلب اللجوء الخاص بك”.
وأثار الاتفاق مع رواندا في أبريل الماضي انتقادات شديدة من المجموعات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان والمعارضة في كلا البلدين وحتى من جانب الأمم المتحدة.
◙ الحكومات البريطانية المتعاقبة وعدت بوقف وصول القوارب الصغيرة. ورغم ذلك عبر 44867 شخصا القناة على متن قوارب صغيرة لدخول بريطانيا هذا العام
وبموجب الاتفاق تقوم لندن في البداية بتمويل العملية بما يصل إلى 120 مليون جنيه إسترليني (141 مليون يورو)، وقالت الحكومة الرواندية إنها ستعرض على المهاجرين إمكانية الاستقرار بشكل دائم في رواندا إذا رغبوا في ذلك.
ووصف السياسي البريطاني المخضرم اللورد ألفريد دوبس خطة ترحيل المهاجرين من بلاده إلى رواندا بأنها “سياسة مخزية”.
ويرى مؤيدو الخطة أن هذا الإجراء الصارم مطلوب لاحترام إرادة الشعب البريطاني، وتفكيك عصابات التهريب الدولية التي تستفيد من الاتجار بالبشر.
وبلغ عدد من يصلون إلى إنجلترا عبر القنال أكثر من المثليْن في العامين الماضيين، وتُشير الأرقام الحكومية إلى أن الألبان يمثلون أكبر شريحة وافدة إلى البلاد بهذه الطريقة.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني عن إستراتيجية جديدة من خمس نقاط للتعامل مع الهجرة غير الشرعية تشمل خططا لتسريع عودة طالبي اللجوء الألبان والانتهاء من فحص حالات طلب اللجوء المتراكمة السابقة -والبالغ عددها نحو 150 ألفا- بحلول نهاية العام المقبل، وذلك من خلال مضاعفة عدد المتخصصين في دراسة الحالات.
وأصبح المهاجرون الذين يصلون على متن قوارب صغيرة أزمة سياسية كبيرة لحكومة المحافظين، لاسيما في مناطق الطبقات العاملة بشمال إنجلترا ووسطها، حيث يُلَامُ المهاجرون على تقليص عدد فرص العمل المتاحة وإنهاك قطاع الخدمات العامة.
وقال سوناك إنه من المقرر تشكيل وحدة جديدة من أجل التصدّي لعمليات العبور، مع إيواء المهاجرين مستقبلا في المتنزهات المهجورة والأماكن التي كان يقيم فيها الطلاب والمواقع العسكرية غير المستخدمة بدلا من إقامتهم في الفنادق.
وقال سوناك إنه خلال الأشهر المقبلة سيعود آلاف الألبان إلى بلادهم.
ووعدت الحكومات البريطانية المتعاقبة بوقف وصول القوارب الصغيرة. ورغم ذلك عبر 44867 شخصا القناة على متن قوارب صغيرة لدخول بريطانيا هذا العام.
وكانت المخاوف المتعلقة بمعدلات وصول المهاجرين قوة دافعة للتصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في استفتاء 2016، حيث دعا المؤيدون بريطانيا إلى “استعادة السيطرة” على حدودها.
وذكر سوناك أن الشعب له “الحق في الشعور بالغضب”، مضيفا أن النظام الحالي غير عادل بالنسبة إلى طالبي اللجوء المستحقين.
وقال “ليس من القسوة أو الوحشية أن نريد فك قبضة العصابات الإجرامية التي تتاجر بمعاناة البشر… لقد طفح الكيل”.
وناقشت دول الاتحاد الأوروبي سابقا فكرة إنشاء مراكز خارجية لاستقبال اللاجئين بعد الارتفاع الكبير في عدد الوافدين عبر البحر المتوسط بين عاميْ 2016 و2018، لكن المخاوف القانونية والإنسانية والسياسية المتعلقة بالسلامة والجوانب المالية حالت دون المضي قدما في تطبيق المقترح في ذلك الوقت.
• اقرأ أيضا:
إضراب للقطارات يفتتح سلسلة من التحركات الاجتماعية في بريطانيا