رئيس وزراء الكويت يستعدّ لتعايش صعب مع البرلمان الجديد

الكويت – يستعدّ رئيس الحكومة الكويتية المكلّف الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، للبدء بمرحلة تعايش صعب بين حكومته التي يعكف على تشكيلها، والبرلمان الجديد الذي يلوح صعب المراس، والذي شرع أعضاؤه في طرح متطلّباتهم واشتراطاتهم قبل أن يبدأ مجلسهم في عقد دور انعاده الأول، وقبل أن تتشكّل الحكومة بحدّ ذاتها.
وتقول مصادر كويتية إنّ الشيخ صباح الخالد شرع بالفعل في مواءمة خياراته بتشكيل حكومته الجديدة مع طبيعة تركيبة مجلس الأمّة وكثرة المعارضين داخله، وذلك لضمان حدّ أدنى من التعايش بين تلك الحكومة والمجلس، بهدف التفرّغ لمعالجة قضايا عاجلة لا تحتمل التأجيل، على رأسها الوضع الاقتصادي والمالي الصعب والمتأثر بشدّة بتراجع أسعار النفط وتداعيات جائحة كورونا.
ونقلت صحيفة القبس المحلية الأحد، عن مصادر وصفتها بالمطلعة القول إنّ “الحكومة تقرأ بحذر نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أُجريت في الخامس من ديسمبر الجاري ودلالات مخرجاتها، مشيرة إلى أن التشكيل الحكومي المرتقب الإعلان عنه سيراعي مخرجات صناديق الاقتراع”.
ولم يتوان نواب في البرلمان الجديد بمجرّد الإعلان عن فوزهم في الانتخابات، عن توجيه إنذارات صريحة للشيخ صباح الخالد بعدم إعادة توزير أعضاء في حكومته المستقيلة على رأسهم وزير الداخلية أنس الصالح، مهدّدين باستجوابه بمجّرد تسلّمه المنصب.
وعلى هذه الخلفية يتّجه رئيس الحكومة إلى استبعاد الوجوه، التي من شأنها أنّ تؤزّم علاقته بشكل مبكّر مع البرلمان.
وقالت ذات المصادر إنّ ما لا يقل عن ثمانية وزراء من الحكومة المستقيلة، التي تتولى في الوقت الحالي تصريف الأعمال، سيطالهم التغيير وذلك في “خطوة تستهدف تجديد الدماء وتهيئة الأرضية للتماهي مع تركيبة البرلمان”.
إلى ذلك قالت الصحف “إن التشكيل الحكومي الجديد سيتضمن تسمية وزراء جدد لحقائب التربية والتعليم العالي والتجارة والصناعة والشؤون الاجتماعية والإعلام والمواصلات”.
أمّا التغيير الذي يعتبر في حكم المؤكّد فسيطال حقيبة الداخلية، التي يتوّقع أن يتولاها أحد أفراد الأسرة الحاكمة بدلا عن الوزير الحالي أنس الصالح، الذي تفجّرت خلال ولايته عدّة قضايا داخل الأجهزة الأمنية بينها قضايا فساد، إضافة إلى قضية تجسس على المواطنين كانت قد أثارت حفيظة الرأي العام وتسبّبت في حملات ضارية من قبل نواب البرلمان السابق على الوزير.
أما ضمن الحقائب التي سيُحتفظ بوزرائها نظرا لأدائهم السابق وتحقيقهم إنجازات في مجال عملهم، فتأتي وزارة الخارجية التي سيبقى على رأسها الشيخ أحمد الناصر، ووزارة الصحّة التي ستبقى بقيادة الشيخ باسل الصباح، وكلاهما من أعضاء الأسرة الحاكمة.
