رئيس شركة غوغل يحذر من انتهاء عصر حرية تدفق المعلومات

لندن – حذر رئيس شركة غوغل ساندار بيتشاي من تعرض الإنترنت المجاني والمفتوح للهجوم في دول حول العالم، حيث يرى أن العديد من البلدان تقيّد تدفق المعلومات، وغالبا ما يتم اعتبار هذا الشيء لتلك الدول أمرا لا بد منه.
وردا على سؤال عما إذا كان النموذج الصيني للإنترنت -الأكبر والأكثر تشددا من حيث المراقبة – في صعود، قال بيتشاي إن الإنترنت المجاني والمفتوح “يتعرض للهجوم”، لكنه لم يشر إلى الصين مباشرة، غير أنه ألمح بالقول “لا يتوفر أي من منتجاتنا وخدماتنا الرئيسية في الصين”.
وأشار إلى أنّ المشرعين والمنظمين بطيئون وغير فعالين، ويسهل الضغط عليهم بخصوص حرية تنقل المعلومات في الوقت الحالي، مما يترك مسؤولية إتاحة الإنترنت المفتوح لشركات مثل غوغل.
وسبق أن توقع إريك شميت، الرئيس السابق لغوغل، أن الفضاء الإلكتروني يتجه نحو “تمزق تاريخي”.
وتعتبر الإنترنت منصة عالمية متكاملة، تتحرك خلالها المعلومات والأموال والتجارة الإلكترونية بسهولة حول العالم. لكن شميت يخشى من أن هذا على وشك الانهيار.
ويقول شميت “أعتقد أن السيناريو المحتمل (خلال السنوات الـ10 – 15 المقبلة) ليس تقسيم الإنترنت بل تشعّبها إلى شبكة إنترنت تقودها الصين وشبكة إنترنت غير صينية تقودها الولايات المتحدة الأميركية”، مضيفا، “أعتقد أنكم سترون قيادة رائعة في المنتجات والخدمات من الصين”.
وقبل خمس سنوات شارك شميت في تأليف كتاب مع زميله السابق جارد كوهين، أثار فيه مخاوف بشأن احتمال انقسام الإنترنت. واليوم أصبحت القضية موضوعا ثابتا للنقاش بين المطلعين على التكنولوجيا.

ويعتبر بيتشاي الرئيس التنفيذي الحالي لواحدة من أكثر المؤسسات تعقيدا وثراء في التاريخ.
وبصفته رئيسا لكل من غوغل والشركة الأم ألفابت فهو القائد الأعلى للشركات والمنتجات المتنوعة التي تندرج تحت مظلة هاتين الشركتين ولكن المنتج الأكثر شيوعا هو
محرك بحث غوغل الذي أصبح على مدار الـ23 عاما الماضية شبكة الإنترنت المجانية والمفتوحة الأكبر في العالم.
ووفقا لبيتشاي، على مدار الربع القادم من القرن سيحدث تطوران آخران ثورة في عالمنا: الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، مشددا على مدى أهمية الذكاء الاصطناعي.
وقال بيتشاي “إنني أعتبرها أكثر التقنيات التي ستطورها البشرية عمقا”، مضيفا “كما تعلم، إذا كنت تفكر في النار أو الكهرباء أو الإنترنت فالأمر كذلك، لكنني أعتقد أن الأمر أكثر عمقا”.
الذكاء الاصطناعي في الأساس هو محاولة لاستنساخ الذكاء البشري على الآلات، وتعد أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة بالفعل أفضل من البشر في حل أنواع معينة من المشكلات.
أما الحوسبة الكمية فهي ظاهرة مختلفة تماما، وتعتمد الحوسبة العادية على طريقة العد الثنائية: 0 أو 1، ولا شيء بينهما، وتسمى هذه الحالة “البت” (Bit).
ويواجه بيتشاي الآن تحديات أكبر في الوقت الذي تواجه فيه غوغل وابلا يوميا من التدقيق والنقد على عدة جبهات.
وتواجه غوغل تدقيقا مستمرا ومتزايدا في ما يتعلق بالبيانات والخصوصية، وما إذا كانت الشركة لديها احتكار فعال في البحث أم لا، حيث تهيمن تماما.
وأوضح بيتشاي أن غوغل منتج مجاني، ويمكن للمستخدمين الانتقال بسهولة إلى مكان آخر.