رئيس البرلمان الإيراني يقاضي رسام كاريكاتير في صحيفة إصلاحية

الرسم يظهر السياسي الملتحي وهو يمسح العرق من على جبينه بقطعة قماش إلى جانب تقرير بعنوان "إزعاج قاليباف الجديد".
الأربعاء 2021/06/09
رقابة على المقاس

طهران - أقام رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف دعوى ضد رسام كاريكاتير ومحرّرين اثنين، وذلك بعد نشر رسم كاريكاتير له في إحدى الصحف المحلية.

ويُظهر الرسم السياسي الملتحي وهو يمسح العرق من على جبينه بقطعة قماش.

وقد رسمها رسام الكاريكاتير الصحافي الشهير هادي حيدري لصحيفة “سازانديجي” الإصلاحية الإيرانية.

وقال حيدري في تغريدة على حسابه على تويتر الثلاثاء، إنه يتعيّن عليه المثول أمام محكمة صحافية خاصة، مع رئيسيْ تحرير الصحيفة.

وأضاف أنه تم إطلاق سراحه في الوقت الحالي إلى حين صدور قرار نهائي من القضاء بشأنه.

وبدا الرسم غير مثير للإزعاج إلى حد ما، لكن يبدو أن ما أثار غضب قاليباف هو نشره بجوار تقرير ينتقده بعنوان “إزعاج قاليباف الجديد”، ويركز على مزاعم بشأن تدخله في عملية التخطيط للموازنة.

وجاء في الدعوى أن رسم السياسي وهو يتصبّب عرقا قد يوحي للقراء بأن المزاعم الواردة في التقرير صحيحة.

Thumbnail

وانتقدت نقابة الصحافيين الإيرانيين هذا الإجراء وطالبت قاليباف بسحب الاتهامات التي لا أساس لها ضد العاملين في مجال الإعلام.

ويحاول رسامو الكاريكاتير في إيران العمل بين “خطوط حمراء” غير واضحة،  ويمكن أن يؤدي التناول الساخر  للنظام أو أحد المسؤولين الكبار في إيران إلى إغلاق الصحيفة أو السجن.

ويقول رسامو الكاريكاتير إنهم يمكن أن يواجهوا مشكلات بالنسبة إلى أي موضوع، لأن الحدود غير واضحة، وعليهم ألا يرسموا صورة قاتمة عن الوضع في البلاد.

وسبق أن اعتقلت السلطات الإيرانية حيدري من مقر عمله في طهران دون إصدار أي أمر باعتقاله.

وكان حيدري قد تحدث عن القيود في ظل النظام الإيراني وقال، “علينا أن نعمل رسميا في إطار الحريات التي يحدّدها الدستور مع عدم المساس بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أو الجيش.. ولكننا نعمل أيضا بموجب قانون غير مكتوب أو خط أحمر غير واضح المعالم. وعندما نكون أمام موضوع حساس، يقول لنا هذا القانون لا تقتربوا منه”.

وباتت الصحف تستعين بمستشارين قانونيين لتحمي نفسها من الرقابة والملاحقات القضائية. وأمام الوضع الاقتصادي والسياسي، بات الرسامون يلجأون إلى الرمزية في رسومهم التي صارت مع ذلك أعمق لأنهم يغوصون في بواطن الأمور وإن كان ذلك يفسح المجال أمام عدة تفسيرات.

وقبل سنوات، اعتبر أحد رسومه إهانة للمقاتلين في الحرب الإيرانية العراقية وتسبب بإغلاق صحيفته.

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت محكمة في طهران، حكما على المعلم الشاب رضا نهضت بـ45 جلدة بتهمة “إهانة” وزير التعليم الإيراني ونائبه، من خلال نشر رسم كاريكاتيري ساخر على قناته عبر تطبيق تليغرام.

ورفع الوزير محسن حاج ميرزائي ونائبه تركمان اللاهيار، دعوى قضائية ضد نهضت، بسبب نشره كاريكاتيرا عبارة عن رسم كتب فيه “في برنامج تلفزيوني قصير المدى في التسعينات، سُئل نائب الوزير تركمان اللهيار، ما هي الشجرة التي ينبغي غرسها في رمال الصحراء؟ فأجاب: شجرة الموز”.

وصرّح نهضت بأنه واجه اتهاما في البداية بـ”نشر الأكاذيب والإهانات والتشهير”، لكن محكمة الثقافة والإعلام رفضت قضايا نشر الأكاذيب والتشهير وأحالت قضيته إلى محكمة موظفي الدولة بتهمة “الإهانة”.

18