رؤساء البرلمانات الأفريقية يثمّنون المبادرة المغربية الأطلسية

المشاركون بأشغال اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأفريقية الأطلسية يشيدون بنبل "مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية".
الأحد 2025/02/09
المغرب شريك اقتصادي مهم في أفريقيا

الرباط - ثمن رؤساء البرلمانات الوطنية في البلدان الأفريقية الأطلسية "مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية"، الذي أطلق بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ونوّه الرؤساء في إعلان الرباط الصادر في ختام أشغال اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأفريقية الأطلسية، بهذه المبادرة الملكية الرامية إلى تحويل الواجهة الأطلسية الأفريقية إلى فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي، والازدهار الاجتماعي، والجاذبية الاستثمارية الدولية، وهو ما يتكامل مع مبادرة الملك محمد السادس بشأن تمكين بلدان الساحل الأفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي.

وذكر إعلان الرباط “من أجل تحويل الواجهة الأطلسية الأفريقية إلى فضاء للتكامل والازدهار والجاذبية والربط مع العالم” بأن هذا المسلسل يتوفر على جميع فرص ورافعات النجاح، وخاصة الأهمية الإستراتيجية للمحيط الأطلسي بالنسبة إلى أفريقيا، وما يختزنه الساحل الأطلسي الأفريقي من ثروات، فضلا عن موقعه الجغرافي المتميز، وقابليته لاستقطاب استثمارات عالمية لإقامة المنشآت والمشاريع الضخمة، وما يتميز به هذا الساحل من أمن واستقرار وحركة آمنة للأشخاص والبضائع.

هشام معتضد: المبادرة الأطلسية ستسمح لدول الساحل بالاستفادة اقتصاديا
هشام معتضد: المبادرة الأطلسية ستسمح لدول الساحل بالاستفادة اقتصاديا

واحتضن مجلس النواب بالرباط الاجتماع الأول لرؤساء برلمانات الدول الأفريقية الأطلسية تحت عنوان "نحو بناء شبكة برلمانية من أجل أفريقيا أطلسية مستقرة ومتكاملة ومزدهرة" الذي توّج بإعلان الرباط، بهدف تعزيز الحوار البرلماني بين دول أفريقيا الأطلسية لدعم مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية، وتشجيع البرلمانات على الاضطلاع بدورها بوصفها قوة اقتراحية فعالة لدعم تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في إعلانات مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير في الشؤون الإستراتيجية، أن "إشادة البرلمانات الأفريقية الأطلسية بالمبادرة المغربية، تعود إلى محورية دور المملكة في هذه الشراكة باعتبار موقعها الإستراتيجي وحضور المقاربة الأطلسية ضمن سياستها الخارجية، فضلا عن المبادرة الأطلسية وأنبوب الغاز المغربي – النيجيري الذي يعد منصة إستراتيجية حيوية بالنسبة إلى المغرب ودول القارة لما لها من بعد جيوسياسي مهم وتخدم الأمن الاقتصادي والتنموي لعموم الأفارقة.”

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن "المشرع الأفريقي يعي تماما أن الشراكة بين الدول المطلة على المحيط تشكل دفعة قوية لمبادرة المغرب الأطلسية التي ستسمح للعديد من دول الساحل والصحراء للولوج إلى هذا الفضاء؛ وبالتالي الاستفادة الاقتصادية والتجارية والسياسية من فوائد هذا الربط الإستراتيجي بين شرق الأطلسي وغربه والذي يشكل امتيازا مهما يمنحه المغرب لكافة الدول المنضوية تحت المبادرة المغربية.” 

وعقد رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي سلسلة من اللقاءات مع نظرائه بالدول المشاركة، مشيرا إلى الأهمية الكبرى التي تكتسيها المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس الرامية إلى تمكين دول الساحل من ولوج المحيط الأطلسي، إلى جانب مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب باعتباره لبنة أساسية في المبادرة الملكية الأطلسية، مؤكدا أنه “حصلت قناعة لدى جميع رؤساء البرلمانات بضرورة إحداث مؤسسة تواكب الحكومات في بلورة هذا المشروع وإخراجه إلى حيز الوجود في أقرب الآجال.”

وأشاد المشاركون بنبل “مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية” الذي ينطوي على رهانات تاريخية وجيوسياسية من خلال استثمار الإمكانيات التي تتوفر عليها البلدان الأفريقية الـ23  للمحيط الأطلسي، معتبرين هذا المسلسل مبادرة جد طموحة، ورافدا مهيكلا للاندماج القاري الأفريقي، ورافعة لتعزيز وتقوية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وإحدى بواباتها الكبرى نحو العالم.

ونوّه رئيس مجلس النواب النيجيري تاج الدين عباس بالدور المحوري واللافت للمغرب في الترافع عن قضايا الدول الأفريقية، مشيرا إلى مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي يعد لبنة أساسية في الولوج إلى الطاقة في غرب أفريقيا، مستحضرا أسس وأهداف مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية، القائمة على تعزيز التعاون والاندماج الأفريقي، لاسيما في المجالات ذات الأولوية من قبيل الأمن والاقتصاد الأزرق، والفضاءات البحرية، والطاقة، فضلا عن التنمية المستدامة وحماية الوسط البحري.

من جانبه، شدد رئيس الجمعية الوطنية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد بمب مكت على أهمية توحيد الجهود من أجل تعزيز الأمن والسلم والتعاون بالفضاء الأطلسي، داعيا إلى تعزيز مثل هذه المبادرات الإقليمية لجعل هذا الفضاء “ملاذا حقيقيا للسلام والاستقرار،” مشيرا إلى أن الدبلوماسية البرلمانية يجب أن توطد الشراكات مع المنظمات الدولية من أجل دعم الجهود في مجالي الأمن والتنمية.

وشدد رؤساء البرلمانات الأفريقية في إعلان الرباط، على أن هذا المسلسل يشكل دعامة أساسية للمستقبل المشترك للبلدان الأفريقية الأطلسية، لكونه سيطلق ديناميكيات كبرى في اقتصادات بلدان المنطقة، ويسهم في تجهيزها بالطرق والموانئ وباقي المنشآت الأساسية، معتبرين أن أهمية هذا المسلسل ونجاعته تكمن في تكامله مع مبادرتين ومشروعين أفريقيين هامين هما مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي سيشكل شريانا لاقتصاد المنطقة ومبادرة تمكين دول الساحل الأفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي. 

وعلى مستوى الدول المشاركة أكد رئيس الجمعية الوطنية السنغالية المالك نداي أن هذا الفضاء الأطلسي الإستراتيجي، الذي يشكل واجهة أساسية للتنمية الاقتصادية والاستقرار في أفريقيا يعد فرصة غير مسبوقة للقارة الأفريقية، مشيدا بالقيادة المتبصرة للملك محمد السادس، في بلورة رؤية طموحة، معتبرا أن العمل الجماعي من شأنه أن يحول الواجهة الأطلسية إلى قطب إستراتيجي.

2