ذكرى فبراير: فتوى الغرياني تلغي سهرة فنية وتعوّضها بـ"ليلة الحمد"

ألغت حكومة الوحدة الوطنية الليبية العروض الفنية التي كانت مقررة للاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لثورة السابع عشر من فبراير، واستبدلتها بتظاهرة "ليلة الحمد" في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقا) بوسط العاصمة طرابلس.
وجاء قرار تغيير البرنامج بعد أن حذرت دار الإفتاء في طرابلس القائمين والمحتفلين بذكرى فبراير من ارتكاب ما يغضب الله، وفق بيان لها. ويرأس الدار المفتي المعزول من قبل مجلس النواب الصادق الغرياني.
وقالت الدار إن "ثورة فبراير نعمة من نعم الله يجب عدم ربطها بالفسق والفجور من خلال هذه الاحتفالات".
وزار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة مساء الجمعة عددا من المعتصمين بميدان الشهداء، من أنصار الغرياني، مشيرا إلى أن حكومته ليست حكومة فسق أو مجون أو خيانة، ووصف الاعتصام بأنه اجتماع مبارك، وتابع أن الاحتفال بذكرى الثورة سيكون بذكر الله وحمده.
وكان الغرياني أفتى سابقا، بأنه ”إذا كان الاحتفال بعيد الثورة يدعو إلى الخير ويهدف إلى جمع الناس حول كلمة الحق (…) فيجوز الاحتفال به”.
وفي فبراير 2023، قال "نصيحة لمن يشرف على احتفالات 17 من فبراير، أناشد رئيس الحكومة والوزراء المختصين والكتائب التي عندها الحراسات عليهم أن يراعوا حالة البلد والمواطنين وما هم عليه من الإيمان والدين والإسلام وألا يقدموا على شيء فيه معصية ومخالفة للدين".
◙ الحكومة اضطرت إلى إلغاء العقود مع الفنانين الليبيين والعرب، وتم رفع شعار "ليلة الحمد" على منصة الحفل في ساحة الشهداء
وأضاف "هل نزيد في استجلاب غضب الله بالرقص والغناء ودفع الأموال الطائلة بمئات الآلاف للمغنيات" معتبرا أن "أجرة الغناء حرام".
واضطرت الحكومة إلى إلغاء العقود مع الفنانين الليبيين والعرب الذين كانوا سيحيون الاحتفال الكبير، وتم رفع شعار "ليلة الحمد" على منصة الحفل في ساحة الشهداء.
واتفقت سلطات طرابلس وبنغازي على اعتبار السبت والأحد يومي إجازة للموظفين الحكوميين، وقررت حكومة الوحدة الوطنية أن يكون السبت عطلة رسمية لمناسبة ذكرى ثورة 17 فبراير في المؤسسات والمرافق العامة كافة، ومنح إجازة لجميع الجهات العامة يوم الأحد تخصم من رصيد الإجازة السنوية للموظف.
وفيما بدت مظاهر إحياء الذكرى بوضوح على العاصمة طرابلس، أعلنت الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب برئاسة أسامة حماد إلغاء الاحتفالات الرسمية لهذا العام، وردّت ذلك إلى تضامنها مع ضحايا العاصفة المتوسطية "دانيال" التي ضربت مناطق ومدن الجبل الأخضر، وبالأخص مدينة درنة، في العاشر من سبتمبر الماضي، وأدت إلى سقوط الآلاف من القتلى.
وقالت الحكومة التي تبسط نفوذها على شرق وجنوب البلاد وجزء من المنطقة الوسطى، في بيان لها، إنها قررت إلغاء الاحتفالات الرسمية من أجل توظيف كافة الإمكانيات البشرية والمادية في مجال إعادة إعمار المدن والمناطق المتضررة، عبر صندوق إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، وحفاظا على المال العام.
كما أرجعت الحكومة سبب الإلغاء إلى التضامن مع أهالي مدينة زليتن التي تشهد منذ أواخر سبتمبر الماضي أزمة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية. ولفتت إلى أنها تسمح للسكان بالاحتفال بهذه بالمناسبة من خلال مبادراتهم الشخصية.
وتتزامن الذكرى مع نذر أزمة مالية خانقة، حيث لا يزال مليونا موظف حكومي ينتظرون الحصول على رواتبهم عن شهر يناير الماضي.
وأوضح الدبيبة أن أسباب التأخرّ في صرف الرواتب خارج عن إرادته، وتعود إلى عدم اعتماد قانون الميزانية، بينما علق المرشح الرئاسي سليمان البيوضي على ذلك بالقول إنّه “لا يمكن لعاقل أن يرضى بصرف كل هذه الملايين للاحتفال والليبيون عاجزون عن توفير قوت يومهم حيث الغلاء والتضخم وغياب الرواتب”.