دول البلطيق تحرج الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على لوكاشينكو

الحكومة الألمانية تعرب عن دعمها للمتظاهرين المطالبين بإسقاط الرئيس البيلاروسي.
الثلاثاء 2020/09/01
الخناق يضيق

مينسك - فرضت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا الاثنين حظر سفر على رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو و29 مسؤولا آخرين بحكومته وذلك في مؤشر على نفاد صبرها إزاء تلكؤ الاتحاد الأوروبي تجاه مينسك.

وقادت دول البلطيق الثلاث دعوات للغرب إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه لوكاشينكو الذي يتهمه معارضوه والغرب بتزوير الانتخابات لتمديد حكمه المستمر منذ 26 عاما.

وتستهدف العقوبات التي أعلنتها الدول الثلاث بشكل متزامن مسؤولين متهمين بتزوير الانتخابات والضلوع في أعمال عنف ضد المتظاهرين منذ انتخابات التاسع من أغسطس، فيما لا يزال الاتحاد الأوروبي يدرس اتخاذ مثل هذه الخطوة.

ونفي لوكاشينكو، حليف موسكو، تزوير الانتخابات ويقول إن المتظاهرين يتلقون دعما من الخارج.

ويواجه الرئيس البالغ 66 عاما أكبر تحد له عقب تظاهرات ضخمة في عطلة الأسابيع الثلاثة الماضية في مينسك، احتجاجا على نتيجة الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، والتي أعلن فيها فوزه على مرشحة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا التي فرت إلى ليتوانيا.

والاثنين، أعربت الحكومة الألمانية عن دعمها للمتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط لوكاشينكو بعبارات واضحة وغير معتادة.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في برلين إن “الحكومة الألمانية تقف بقوة إلى جانب الشعب في بيلاروسيا في رغبته في السلام والمشاركة الديمقراطية والتغيير السياسي… شجاعة الآلاف من الأشخاص أمر مثير للإعجاب حقا، فهم لا يهابون القمع المستمر من قبل لوكاشينكو وقواته الخاصة، حتى بعد ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية”.

شتيفن زايبرت: الحكومة الألمانية تقف بقوة إلى جانب الشعب في بيلاروسيا
شتيفن زايبرت: الحكومة الألمانية تقف بقوة إلى جانب الشعب في بيلاروسيا

وذكر زايبرت أن الوقت قد حان لكي “يعترف لوكاشينكو بالحقائق في البلاد”، مؤكدا ضرورة إجراء حوار مفتوح بين الحكومة وقوى المعارضة والمجتمع البيلاروسي بأسره.

وفي الأثناء أعلن لوكاشينكو، المدعوم بقوة من الجارة روسيا، إجراء استفتاء على إصلاحات دستورية في خطوة لامتصاص غضب الشارع المنتفض ضده.

وقلل مراقبون من أهمية هذه الخطوة التي لا يُنتظر أن تتجاوب معها المعارضة الحريصة على تنحي الرئيس كخطوة أولى باتجاه تهدئة الأوضاع.

وأجرى لوكاشينكو في السابق استفتاءين مماثلين، أقرت خلالهما تعديلات عززت دور الرئيس، بينما أقر الاثنين لأول مرة بأن “النظام سلطوي نوعا ما” في الدولة.

وقبل ذلك خفف رئيس بيلاروسيا لهجته تجاه المتظاهرين المطالبين برحيله بعد إعلان استعداده لتقاسم السلطة مع المعارضة، وهو مقترح رفضته المعارضة في وقت سابق.

وفي الأثناء، تعتزم زعيمة الاحتجاجات البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا الضغط للحصول على الدعم من مجلس الأمن الدولي ومجلس أوروبا من أجل انتقال سلمي للسلطة في البلاد.

وجاءت تيخانوفسكايا في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية، بحسب النتائج الرسمية المتنازع عليها. وفرت من البلاد إلى ليتوانيا العضو بالاتحاد الأوروبي، وسط حملة إجراءات شرطية صارمة وعنيفة ضد المتظاهرين السلميين على الأغلب.

وحصلت تيخانوفسكايا (37 عاما) بالفعل على الدعم من أغلب القادة الأوروبيين في حملتها للإطاحة بالرئيس الذي يحتكر المنصب منذ فترة طويلة.

واندلعت الاحتجاجات في بيلاروسيا عقب إعلان اللجنة المركزية للانتخابات، فوز لوكاشينكو بولاية سادسة في الانتخابات التي جرت في 9 أغسطس.

وعقب الإعلان نزل المتظاهرون إلى الشوارع بدعوى أن “الانتخابات مزورة”، ولقي شخص مصرعه وأصيب مئات واعتقل نحو 6 آلاف خلال الاحتجاجات.

وصرحت المعارضة بأن الانتخابات شابها تزوير، معلنة أنها لن تقبل بالنتائج وستتوجه إلى المحكمة العليا للاعتراض.

5