دنيا بوطازوت لـ"العرب": أختار أدواري في المسلسلات بعناية وفق ما أحبه

الممثلة المغربية تشارك في أربعة مسلسلات في ماراثون دراما رمضان.
الاثنين 2025/03/10
ممثلة تتقن تقمص الأدوار

تحضر دنيا بوطازوت كواحدة من بين أهم نجوم التمثيل في المغرب، تشارك في أعمال متنوعة وهي تحرص على اختيار أدوارها وفق قناعاتها والمواضيع المهمة والمؤثرة اجتماعيا، وفي هذا الحوار الذي جمعها مع "العرب" توضح تفاصيل مشاركاتها الأربع في دراما رمضان الحالي ورؤيتها لأهم التحديات التي تواجهها الفنانات في هذا المجال.

الرباط- تشارك الممثلة المغربية دنيا بوطازوت في مجموعة من الأعمال الدرامية خلال السباق الرمضاني الحالي، حيث تطل على الجمهور من خلال مسلسلات “الدم المشروك” و“يوم ملقاك” و“ولاد يزة” و“أنا وياك”، وفي هذا السياق كان لصحيفة “العرب” حوار معها حول كواليس هذه الأعمال وتفاصيل مشاركاتها الرمضانية.

حول تعدد أدوارها في رمضان ومشاركتها في أربعة أعمال تعرض في الفترة نفسها، تقول الممثلة المغربية “أولا، أنا ممثلة ودرست في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لكي أمارس هذه المهنة، وطالما تأتيني عروض سأعمل، لأن هذا هو عملي. الكثير من الأعمال الحالية صُوِّرت قبل رمضان بوقت طويل، لكن الخطأ يكمن في أن الجميع يريد المشاركة في السباق الرمضاني، فشركات الإنتاج هي التي تختار توقيت عرض الأعمال الدرامية أو السيتكومات، وهي أيضا التي تختار الممثلين ولا يوجد ممثل يفرض نفسه في كل الأعمال، ولهذا أقول للجمهور المغربي إنني أتلقى عروضا للمشاركة في الدراما العربية أيضا، لكنني أحب العمل في الدراما المغربية وأجتهد في هذا المجال ولكل مجتهد نصيب.”

وتوضح لـ“العرب” أن أغلب الأعمال التي شاركت فيها هذا العام لم يتم تصويرها في نفس الوقت، بل استغرق كل عمل شهورا طويلة من التصوير قبل رمضان، لكن المشكلة أن البرمجة تجعلها تعرض بشكل متوازٍ، وهو ما يخلق الجدل حول تكرار الوجوه، بينما تؤكد أنه “في الحقيقة لكل نوع درامي أداء مختلف؛ فمثلاً أدائي في ‘الدم المشروك’ يختلف عن أدائي في ‘يوم ملقاك’، كما أن للكوميديا الترفيهية أداء خاصا بها، كما هو الحال في دوري في ‘ولاد يزة’.”

وتضيف بوطازوت “أختار أدواري بعناية وفق الأدوار التي أحببتها، وهذا العام اخترت أربعة أعمال، رغم أنني تلقيت عروضا أخرى، لكنني رشحت ممثلين آخرين لبعضها، لأن ليس كل الأدوار تناسب أسلوبي في التمثيل وهناك من يستحقها أكثر،” لكنها ترى أيضا أن “الممثلات في المغرب يواجهن العديد من التحديات والعراقيل، ومن بينها إثبات الذات، لكن يجب التحلي بالصبر والتركيز على تطوير الذات والتمسك بالهدف وحب المهنة والبحث المستمر حتى الوصول إلى النجاح، كما لا ينبغي الالتفات إلى الانتقادات الفارغة التي لا تستند إلى أسس فنية ونقدية أو علمية، فالنقد له مدارسه المتعددة وانتقاد الأعمال الفنية يحتاج إلى صبر ووعي، ولا يمكن الحكم على الأعمال الدرامية من الحلقة الأولى كما يفعل بعض من يَدَّعون النقد.”

وأرجعت الممثلة سبب اختيار دورها في مسلسل “يوم ملقاك” إلى “أنه يتناول موضوعا حساسا يتعلق بالمرأة في سن الأربعين وما بعدها والضغوط التي تتعرض لها، سواء من قريب أو بعيد،” وهي ترى أنه “موضوع في غاية الأهمية، خاصة أن كل عائلة تقريبا تضم حالة من هذه الحالات، سواء كانت مطلقة أو أمّا عزباء أو أرملة أو لم تتزوج نهائيًا، لهذا أحببت دوري في هذا المسلسل. وأتمنى أن يكون الجيل الجديد محترما وذا تربية حسنة، وألا يمارس التنمر على المرأة لمجرد أنها أصبحت مسنّة أو مطلقة، أو لأنها تزوجت بشاب أصغر أو أكبر منها، من الضروري احترام جميع النساء مهما كانت أوضاعهن وأعمارهن، فالدنيا تدور وما تفعله مع الآخرين سيعود إليك أو إلى أحد أفراد عائلتك.”

وتضيف أن “هذه الدراما المغربية تحاول أن تناقش قضايا النساء بعد سن الأربعين بطرق عقلانية وحداثية، ومن الإنسانية أن نحاول فهم النساء في هذه المراحل العمرية ودعمهن، دون توجيه الانتقادات الفارغة.”

وفي حديثها عن دورها في مسلسل “الدم المشروك” توضح بوطازوت أن شخصية رُقية التي تؤدي دورها في العمل هي شخصية “معقدة جدا ولن يتعرف عليها الجمهور في البداية، فهي تحتاج إلى وقت، لأنها تجسد المرأة التي تعرضت للظلم ولم تأخذ حقها، وهذا جعلها تتحول إلى شخصية قاسية، بينما الأحداث القادمة ستبرز تفاصيل شخصيتها بشكل أوضح.”

وتذكر أن “هذا المسلسل يتناول العديد من القضايا وليس فقط العلاقات الأسرية، مثل الطمع والخيانة والظلم والغدر، وهناك الكثير من العلاقات التي أصبحت غير إنسانية، وسيتعرف عليها الجمهور من خلال المشاهدة.”

وتدور أحداث مسلسل “الدم المشروك”، للمخرج أيوب لهنود، حول ثلاث شقيقات يجتمعن لإدارة مشروعهن التجاري بعد وفاة والدتهن. لكن سرعان ما تتصاعد الخلافات بينهن، لتتحول إلى مواجهات حادة ودامية. ومع دخول شخصيات جديدة إلى حياتهن، تتشابك الأحداث أكثر، حيث يختبئ خلف بعضها الطمع والخداع، بينما يدّعي آخرون البراءة، في حين يحمل البعض أسرارًا خطيرة تزيد من حدة الصراعات.

والعمل من بطولة كل من محمد الخياري ودنيا بوطازوت وعبدالله ديدان وسعد موفق وساندية تاج الدين ومريم الزعيمي.

أما مسلسل “أنا وياك” للمخرج مراد الخوري فيدور موضوعه حول غالية التي تكافح لتأمين حياة كريمة لعائلتها، لكنها تكتشف أنها شقيقة للفتاة الطموحة والناجحة رانيا، وأنهما وريثتان لوالدهما رجل الأعمال عمر بلغاري. تجد الشقيقتان نفسيهما مجبرتين على التعايش معًا وإدارة شركة والدهما، وهو ما يخلق بينهما تحديات وصراعات جديدة.

والعمل من سيناريو نادية كمالي، وبطولة كل من عزيز داداس ودنيا بوطازوت ووداد لمنيعي وعبدالله ديدان وأنس الحمدوشي ويسري مراكشي.

أما أحداث مسلسل “يوم ملقاك” للمخرج مصطفى أشاور فتدور حول فتاة تنقذ أختها من الزواج القسري حيث تقودهما محاولاتهما للهروب إلى شوارع لا ترحم، لتكتشفا أن ما عاشتاه في الماضي كان أهون الشرور، ومع تطور الأحداث تنكشف حقائق مريرة وتواجهان تحديات أكبر في عالم قاسٍ.

العمل من سيناريو بشرى مالك، وبطولة كل من محمد خيي والسعدية لديب وهدى الريحاني وحسناء نايت وسناء علوي ومريا للواز.

والممثلة المغربية دنيا بوطازوت من مواليد مدينة الدار البيضاء، تخرجت من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وبدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح من خلال مسرحية “أحمر + أزرق = بنفسجي”، التي كانت أولى تجاربها بعد التخرج عام 2006، ثم التحقت بفرقة تانسيفت سنة 2008، وشاركت في مسرحية “كيف طوير طار”، ثم قدّمت آخر أعمالها مع الفرقة بعنوان “ناكر الحساب”.

وشاركت بوطازوت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية مثل “شانيلي تي في” سنة 2005، ثم توالت مشاركاتها في أعمال مثل “سعدي ببناتي” سنة 2009، و“عقبة ليك”، سواء الفيلم أو المسلسل في العامين 2009 و2010، كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية مثل “ياك حنا جيران” 2010، و“ديما جيران” 2011، و“كلنا جيران” 2012، بالإضافة إلى سيتكومات مثل “بيه فيه” و“دور بيها يا الشيباني” في 2012 و2013. تألقت أيضًا في مسلسلات مثل “ساعة في الجحيم” و“لكوبل” بأجزائه المتعددة، فضلا عن مشاركتها في مسلسلات أخرى مثل “سلامة ريحانة” و“كنزة فالدوار” و“دار الغزلان”. وكانت لها إسهامات كبيرة في مجال الأفلام أيضًا، مثل “صفي تشرب” و“التقشيرة”، إضافة إلى مشاركتها في مسلسلات عديدة مثل “الخاوة” و“بنات العساس” و“المكتوب”، كما شاركت في العديد من البرامج التلفزيونية مثل “تغريدة” و“رشيد شو” و“مستر شاف النجوم” و“لالة لعروسة”، ما عزز مكانتها في الساحة الإعلامية والفنية المغربية.

14