دعوات متزايدة إلى الدول لإعادة "أطفال داعش" من المخيمات السورية

مخيم الهول يضم حوالي 26 ألف شخص غالبيتهم جهاديون سوريون وعراقيون مع عائلاتهم.
الأحد 2021/03/28
داعش جديدة بصدد التشكل

بروكسل - تصاعدت الدعوات مؤخرا لضرورة إسراع الدول المعنية بإعادة الأطفال والأسر المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من المخيمات السورية وذلك لأسباب مختلفة أهمها أن الأطفال قد يكونون عرضة لتلقي أفكار متطرفة، علاوة على الظروف الصعبة التي يقع احتجازهم فيها.

وحذرت شخصية بلجيكية مطلعة على ملف عائلات الجهاديين المعتقلين في مخيم الهول في سوريا من خطر تلقين أبناء الجهاديين الأجانب التطرف، مشددة على وجوب “إعادتهم بأسرع ما يمكن” إلى أوروبا.

وأكدت هايدي دي باو المديرة العامة لجمعية “تشايلد فوكوس” التي زارت مخيم الهول ثلاث مرات خلال عامين أن القوات الكردية أقرت خلال زيارتها الأخيرة في ديسمبر أنها “فقدت السيطرة” على هذا المخيم الواقع في شمال شرق سوريا.

وقالت إن تنظيم الدولة الإسلامية هو المسيطر حاليا على المخيم خصوصا على الأجانب فيه حتى أنه “يبدو وكأنك في الرقة”، المعقل السابق للتنظيم في سوريا.

وتعد تصريحاتها صدى لتلك التي أدلى بها أخيرا رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الذي قال في 4 مارس “يوجد في هذه المخيمات إرهابيو الغد”.

بيتر ماورير: عشرات الآلاف من الأطفال في مخيم الهول وغيره ضحايا
بيتر ماورير: عشرات الآلاف من الأطفال في مخيم الهول وغيره ضحايا

وفي موقف يعد فريدًا في أوروبا قال إنه مستعد لأن “يفعل كل شيء” لإعادة جميع الأطفال البلجيكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاما وما دون ذلك مع معالجة حالات الأمهات كل على حدة.

وقال النائب البلجيكي جورج داليمانيه الذي رافق دي باو في ديسمبر إلى مخيم الهول “تتشكل دولة إسلامية جديدة في المهد هناك”.

ويضم هذا المخيم بحسب المنظمات غير الحكومية التي تطلق عليه تسمية “غوانتانامو الثاني” حوالي 62 ألف شخص، غالبيتهم العظمى جهاديون سوريون وعراقيون مع عائلاتهم.

ومن بين هؤلاء حوالي 10 آلاف “أجنبي” هم فرنسيون وألمان وهولنديون وبلجيكيون محتجزون في ما يسمى الجزء الدولي. وهؤلاء أغلبهم نساء وأطفال نزحوا من الباغوز (جنوب شرق) قبل عامين بعد سقوط آخر جيب لمتطرفي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضحت هايدي دي باو أن هناك “محاكم تطبق الشريعة”، مضيفة أن “كل النساء اللواتي قابلناهن كن يرتدين النقاب الأسود حتى الفتيات الصغيرات اللواتي يبلغن 3 أو 4 سنوات” كما “أنشأت العديد من النساء مدارس إسلامية”.

وفي يونيو 2019 رافقت مديرة “تشايلد فوكوس” بعثة بلجيكية ساهمت في إعادة ستة أطفال وشباب صغار إلى بلادهم. وهذا جزء صغير من حوالي 40 قاصرا بلجيكيا ما زالوا في سوريا، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون بلجيكيون.

وخلال هذه الزيارة وبعد ثلاثة أشهر من سقوط الباغوز تمكنت دي باو من التحدث إلى نساء في مخيم الهول وقالت “لقد أردن اغتنام الفرصة للتعبير عن أنفسهن أمام الزائرين الأوروبيين”.

وفي ديسمبر انقلب الوضع حسب قولها و”شعرنا بوجود توتر على الفور. في وقت من الأوقات انقلب الأطفال علينا وبدأوا يصيحون ‘كفار’ ويرشقوننا بالحجارة”. وأضافت “إنه أمر محزن أن نرى أن هناك إمكانية لتحويل أطفال في التاسعة أو العاشرة من العمر إلى متطرفين”.

وأشارت دي باو إلى أنه لم يتسن مقابلة النساء، معربة في موازاة ذلك عن تخوفها من التواصل المتزايد بين هؤلاء “المتطرفات” والمتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج الذين عادوا إلى تنفيذ عمليات.

Thumbnail

ومن المؤشرات الأخرى على الممارسات المرتبطة بالتطرف الإسلامي وفقا لها أن الحراس الأكراد أوضحوا أن المراهقات يُزوَّجن في سن البلوغ “لإنجاب أطفال”.

وأضافت “قالوا لنا إن النساء يقتربن من تلقاء أنفسهن من الرجال العراقيين والسوريين لكن أيضا من العاملين في المنظمات غير الحكومية ليحملن”.

إلا أنه “ليس مكانا مناسبا للأطفال. لا توجد مدارس ولا طعام كاف أو مياه صالحة للشرب. والجو حار جدا في الصيف وبارد جدا في الشتاء ولا تحصل كل أسرة على خيمتها الخاصة” حسب قولها.

وختمت “يجب إعادة الأطفال إلى الوطن بأسرع ما يمكن لأسباب إنسانية وأمنية”.

وجاءت هذه التحذيرات في وقت دعت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي إلى استعادة 62 ألف شخص، الثلثان منهم أطفال محتجزون في مخيمات بائسة في شمال شرق سوريا لأسر مرتبطة بمقاتلي داعش واصفة الوضع بأنه “مأساة على مرأى الجميع”.

وقال بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الجمعة بعد زيارة المخيم الشاسع، حيث تدير اللجنة مستشفى ميدانيا وتوزع الغذاء والماء إن “عشرات الآلاف من الأطفال المحاصرين في مخيم الهول وغيره من المخيمات والمحتجزين في السجون هم ضحايا. إنهم ضحايا بغض النظر عمّا ربّما فعلوه هم أو آباؤهم، أو ما هم متّهمون به”.

3