دعوات إسبانية لحل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب

الحكومة الإسبانية تعرب عن استعدادها لإصلاح العلاقات المأزومة مع المغرب.
السبت 2021/07/31
تردد أنباء عن وجود مفاوضات سرية

مدريد - أعربت الحكومة الإسبانية عن استعدادها لإصلاح العلاقات المأزومة مع المغرب، حيث دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى حل الأزمة مع الرباط، بعد أشهر من الخلاف الدبلوماسي المستمر بينهما.

وجدد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الجمعة تأكيده على أن المملكة المغربية شريك استراتيجي، رافضا الكشف عن تحركات بلاده بشأن إنهاء التوتر القائم بين المغرب وإسبانيا، رغم تردد أنباء عن وجود مفاوضات سرية بين البلدين.

ووفقا لصحيفة هيسبريس المغربية، طالب سانشيز في مؤتمر صحافي بالتكتم بدعوى عدم الكشف عن الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسبانية بخصوص إعادة بناء العلاقات الثنائية مع المغرب، في ظل أزمة كبيرة في العلاقات بينهما، والتي اندلعت في شهر مايو الماضي.

 وأجبرت الأزمة الدبلوماسية المملكة على استدعاء سفيرتها في مدريد للتشاور وعدم عودتها إلى منصبها حتى الآن.

وأكدت الصحيفة أن بعض مصادر في الخارجية المغربية لم تؤكد ولم تنف صحة وجود مفاوضات غير مباشرة بين الرباط ومدريد، مرجحة أن تكتم سانشيز ربما يكون بعد توافق بين الطرفين، بغرض إبقاء التفاوض بعيدا عن تسريبات وسائل الإعلام أو لأغراض أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن ملف تحسين العلاقات المغربية الإسبانية يأتي على رأس أولويات وزير الخارجية الإسباني الجديد، حيث ترى مصادر إسبانية أن هذا الملف يعد بمثابة إحدى المهام الرئيسية التي يسارع إلى حلها.

وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد قال في معرض رده على أسئلة الصحافيين عن العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، إن”المغرب شريك استراتيجي لبلادنا”.

وكان وزير الخارجية الإسباني الجديد خوسيه مانويل ألباريس أبدى، في وقت سابق، استعداده للعمل على حل الأزمة بين البلدين، مؤكدا أن من بين أولوياته ضرورة “تعزيز العلاقات خاصة مع المغرب”.

وينخرط المغرب وإسبانيا، بعيدا عن الأنظار، في “مفاوضات مكثفة” لحل الخلاف، حسبما أفادت صحيفة ألباييس الإسبانية، التي أشارت إلى إعادة الاتصال الدبلوماسي بين البلدين مؤخرا.

وقبل استئناف الاتصال المباشر، أجريت مناقشات من خلال وسطاء مثل المفوض السامي للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وفقا لصحيفة ألباييس.

وأغلقت المحكمة العليا الإسبانية الخميس التحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد زعيم  جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي تسبب نقله إلى المستشفى بإسبانيا في خلاف دبلوماسي مع المغرب.

بيدرو سانشيز: المملكة المغربية شريك استراتيجي لإسبانيا
بيدرو سانشيز: المملكة المغربية شريك استراتيجي لإسبانيا

وأفادت وثيقة قضائية بأن جماعات حقوقية وأفرادا من الصحراء المغربية اتهموا غالي وزعماء آخرين في جبهة البوليساريو بارتكاب جرائم إبادة جماعية وقتل وإرهاب وتعذيب وإخفاء.

وقضت المحكمة العليا بأن معظم الوقائع المزعومة ضد غالي سقطت بالتقادم. وقالت إنه لا توجد أدلة كافية لدعم اتهامات الإبادة الجماعية.

وظهر غالي عن بعد في جلسة بمحكمة، الشهر الماضي، في إطار التحقيق، وقال محاميه إنه نفى ارتكاب أي مخالفة.

وأثار استقبال مدريد لإبراهيم غالي من أجل تلقي العلاج في مستشفى بمدينة لوغرونو الشمالية في أبريل الماضي نزاعا حادا بين البلدين. وبحسب موقع “موروكو وورلد نيوز”، فقد كشفت المخابرات المغربية أن غالي دخل إسبانيا باسم مزور ووثائق مزورة.

ووصل غالي إلى إسبانيا في أبريل الماضي على متن طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية هبطت في قاعدة سرقسطة الجوية، حيث تم نقله في سيارة إسعاف إلى المستشفى.

وخفّضت الرباط من مستوى الرقابة الحدودية مما سمح لآلاف المهاجرين بدخول جيب سبتة الإسباني. كما استدعى المغرب سفيرته لدى مدريد كريمة بنيعيش.

والأسبوع الماضي، نجح أكثر من 230 مهاجرا أفريقيا جنوب الصحراء في عبور السياج الفاصل بين المغرب وجيب مليلية الإسباني، وفق ما أعلنت السلطات الإسبانية موضحة أن أكثر من 300 مهاجر حاولوا العبور لكن العشرات منهم فشلوا.

وجاء ذلك الحادث بعد شهرين من تدفق 10 آلاف شخص إلى جيب سبتة الإسباني في شمال أفريقيا ما أدى إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وسبق أن غادرت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا الحكومة، بعد التعديل الموسع الذي قام به رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشي،لإعطاء دفعة للسياسة الخارجية لإسبانيا لتجاوز الأزمة الدبلوماسية المستعصية مع المغرب.

وجاءت الإطاحة بوزيرة الخارجية بعد تحميلها مسؤولية استمرار الأزمة مع المغرب، ووجهت إليها انتقادات بخصوص تدبيرها للأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد من طرف قوى سياسية وأحزاب إسبانية معارضة.

04