دعم الأقارب للمسن يحميه من اضطرابات الاكتئاب

خبراء ومختصون نفسيون يقدمون بعض النصائح حول كيفية التعامل مع المسن المصاب بالمرض من أبرزها التحلي بالصبر.
الأربعاء 2019/12/18
دور كبير للعائلة

برلين - عندما يصاب أحد كبار السن بنوبة اكتئاب، فإن أقاربه غالبا ما يكونون في حيرة بشأن كيفية التعامل معه. ويقدم خبراء الصحة نصائح لحل المشكلة وتتمثل في التوجيهات التالية:

  • عليك أن تأخذ هذا الاضطراب على محمل الجد: لا ينبغي للأقارب التقليل من شأن الحالات المزاجية الاكتئابية بأي شكل. كما هو الحال مع جميع الاضطرابات الخطيرة، يجب على الأقارب طلب المشورة الطبية على الفور، حسبما تقول المؤسسة الألمانية للبحوث والتعليم بشأن الاكتئاب.

ونظرا لأنه من الصعب في الكثير من الأحيان على الأشخاص المصابين بالاكتئاب الذهاب بأنفسهم إلى الطبيب، يمكن للأقارب مساعدتهم في تحديد موعد أو مرافقتهم إلى الطبيب.

  • التحلي بالصبر وعدم تقديم المشورة: من المهم الاستماع ببساطة. حتى إذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب يشكو باستمرار، يجب أن يظل الأقارب صبورين وإيجابيين ولا يبتعدون عن المريض.

وتقول المؤسسة إنه ينبغي عليهم ألا يقدموا مشورة من منطلق حسن النية، لأنها تكون غير مفيدة في الكثير من الأحيان. بدلا من ذلك، يجب عليهم دعم المبادرة الشخصية للشخص المكتئب.

  • التدخل إذا كان المريض معرضا لخطر الانتحار: على الأقارب الذين يعتقدون أن الشخص المصاب بالاكتئاب يمكن أن يقدم على الانتحار أن يتحدثوا معه حول هذا الأمر، حسب نصيحة المركز الفيدرالي الألماني للتثقيف الصحي.

 يجب ألا يحاولوا مساعدة الشخص بأنفسهم، لكن يجب استشارة طبيب أو إخصائي نفسي. إذا كان الشخص معرضا لخطر الانتحار بشدة ولا يطلب المساعدة، فيجب على الأقارب الاتصال على الفور برقم الطوارئ المحلي.

ويعد الاكتئاب من متاعب الصحة النفسية الشائعة لدى كبار السن، ويؤكد الخبراء والمختصون النفسيون أن أبرز أسبابه ترتبط بظروف المسن المعيشية ووضعه العائلي لذلك كثيرا ما يوجه مختصو الرعاية والصحة النفسية إرشاداتهم لعائلة المسن لكي يتعلم بقية أفراد العائلة كيف يتعاملون معه خاصة عندما يمر بوضع نفسي صعب.

وقال أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب البروفيسور الألماني أولريش هيغيرل إن لاكتئاب المسنين أسبابا متعددة، منها فقدان شريك الحياة، أو شخص عزيز، أو الإصابة بأمراض خطيرة أو الإحساس باقتراب الحياة من خط النهاية.

التواصل الدائم يدعم المسن نفسياً
التواصل الدائم يدعم المسن نفسياً

وأضاف أن أهم أعراض الاكتئاب، والتي يجب أن ينتبه إليها محيطه العائلي لكي يعرف إن كان مصابا بالاكتئاب أو بمرض آخر مشابه، سواء نفسي أو جسدي، وتتمثل الأعراض في الشعور بالحزن، والكآبة، وفقدان الأمل، والانهزامية وقلة الإحساس بقيمة الذات، إضافةً إلى الإرهاق المستمر، والخمول، مع استمرار هذه الأعراض على مدار فترة زمنية طويلة.

ويمكن أن يعاني مريض الاكتئاب المسن من اضطرابات الكلام والذاكرة، وتؤكد أخصائية الطب النفسي والعلاج النفسي إريس هاوت أنه بعد التحقق من الإصابة بالاكتئاب، واعتماد العلاجات المناسبة سواء كانت نفسية أو من خلال الأدوية، من المهم مواجهة عزلة المسن بدفعه للانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وممارسة الهوايات، ومقابلة الأصدقاء، والمعارف بانتظام، إذ يسهم ذلك في رفع الروح المعنوية، وتحسين المزاج واستعادة الإحساس بقيمة الذات.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن كبار السن هم أكبر الفئات السنية نمواً حول العالم. وتتوقع أنه بحلول عام 2050، سوف يتجاوز (2) مليوني شخص، أو تقريبا شخصا من بين كل أربعة أشخاص، سن الستين. ومع تقدم الناس في السن، يصبحون أكثر عرضة لمواجهة صعوبات في الحالات الصحية، ويكونون أيضاً عرضة للاكتئاب حيث يعاني الكثير منهم من الوحدة.

وبحسب دراسة لمؤسسة “آج المملكة المتحدة”” (Age UK) فإن الوحدة من أكثر المشاكل التي تواجه كبار السن، وهي من المسببات الرئيسية للقلق أو الاكتئاب الذي يشعرون به، وتؤكد المؤسسة أن الوحدة مرتبطة بالاكتئاب ومشاكل النوم وضعف الصحة المعرفية وارتفاع مقاومة الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والإجهاد النفسي ومشاكل الصحة العقلية لكبار السن. وتبين هذه النتائج أهمية دور العائلة بالنسبة للمسن ودور أقاربه في حمايته من الوحدة وتداعياتها على وضعه النفسي.

وتنصح الدراسة بمشاركة الأقارب للمسن في الخروج والتنزه أو التسوق أو الطهي أو ممارسة النشاط البدني لأن ذلك يرفع من معنوياته ويشعره بالدعم النفسي، وتوصي بالحفاظ على التواصل الدائم مع كبار السن خاصة الذين يعانون من القلق والاكتئاب وإخبارهم بأنك موجود في حال احتاجوا إلى ذلك، لأن التواصل يلعب دورا رئيسيا في حياتهم.

21