دروس الفروسية علاج للأطفال المصابين بالتوحد في مصر

الدروس صممت بأسلوب يلبي احتياجات الأطفال، مع توفير الخيول الهادئة والمدربة تدريبا جيدا فضلا عن إمكانية مشاركتهم في بطولات خاصة.
الجمعة 2021/01/15
أسلوب يلبي احتياجات الأطفال

القاهرة – لا تستطيع آية إخفاء فرحتها بعد أن تطبع قبلة على أنف الحصان عندما يبدأ في الركض بخفة بعد أن تبوأت مقعدها على ظهره.

تعاني الصبية المصرية من الحالة المعروفة طبيا باسم التوحد، وعندما التجأت عائلتها إلى الأطباء أوصوها بالرياضة. وبعد تشخيص حالتها للمرة الأولى، رأى الأطباء والمتخصصون أن الرياضة وسيلة فعالة لإحداث التعديلات السلوكية والعصبية المطلوبة.
وقالت والدتها خديجة محمد خلال التدريب إن حالتها تحسنت بشكل ملحوظ بعد اكتشاف ركوب الخيل كوسيلة علاجية وهي في سن الثانية عشرة.

وأضافت “عندما سألت الطبيب عن كيفية طبيعة الحياة بالنسبة إلى آية وبالنسبة إلي ‏نصحني بالرياضة ثم الرياضة ثم الرياضة.. فبدأت في ممارسة رياضة السباحة في عمر الثماني سنوات ‏والفروسية في سن الثانية عشرة. وأعلمني أن‏ الفروسية نتائجها أكثر لأنها تمارس برفقة كائن حي يساعد على الانتباه والتركيز”، ‏مما جعل ابنتها تكون منتبهة معظم الوقت عندما تركب الخيل.

وتابعت “تعامل الأبناء مع الخيل له تأثير إيجابي جدا عليهم، فالخيل كأنها تفهمهم.. وكأنها تشعر باحتياجاتهم التي يفتقدون إليها في عالمهم الخارجي، وهي افتقاد الصديق”.

وينطبق الشيء نفسه على محمود الذي يعاني من متلازمة داون، وعلى حد قول والدته، أصبح مؤخرا يستمتع بالرياضة بعد أن كان دائم الشكوى من التدريبات.

وقالت منار منير والدة محمود “‏كان محمود لا يرغب في الذهاب إلى التدريبات ويصر على ذلك.. لم يكن لديه صبر أو أي تقبل لأي شيء، الآن يحرص على الذهاب إلى الفروسية حتى وإن كان ذلك في وقت مبكر على الرغم من أنه لا يرغب في النهوض في الصباح الباكر، رحبنا كثيرا بهذا التغيير في حياته وحبه لهذه الرياضة”.

دراسة:

الجمع بين رياضة ركوب الخيل والأنشطة التي تهدف للمساعدة في بناء الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات من بينها التوحد ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه

وتستمتع آية ومحمود بوقتهما في “نادي الجزيرة للفروسية”، وهو ناد لركوب الخيل بحي الزمالك في القاهرة يقدم دروسا وتدريبات للأطفال الذين يعانون من ظروف صحية تتعلق بنمو الجهاز العصبي.

وقال مدرب الفروسية هاني مجدي إن الدروس صممت بأسلوب يلبي احتياجات الأطفال، مع توفير الخيول الهادئة والمدربة تدريبا جيدا فضلا عن إمكانية مشاركتهم في بطولات خاصة.

واستمر العمل في المشروع على مدى عامين، وتحول الحلم إلى حقيقة واقعة قبل ثلاثة أشهر فقط. وتستوعب الدورة 25 طالبا من جميع الأعمار ولا يزيد العدد في كل فصل عن خمسة من الفرسان الصغار.

وأشار هاني إلى أن “‏نادي الجزيرة للفروسية بدأ يركز على ذوي الاحتياجات. ‏لدينا الحمد لله فرسان جيدة جدا، وعندما درسنا الموضوع ‏وجدنا أن العلاقة بين الفارس والحصان لها تأثير إيجابي جدا على هؤلاء الأشخاص ‏وتساعدهم على الكثير من الأشياء في حياتهم اليومية”.

وأضاف “‏الفارس ذو الاحتياجات الخاصة له خيل خاص هادئ جدا ويعرف طريقه.. ‏خيل خال من المشاكل ولديهم بطولات خاصة بهم”.

ويقول الآباء والأمهات، وهم يهتفون مشجعين الأطفال، إنهم لاحظوا تحسنا كبيرا منذ أن بدأ أبناؤهم في ركوب الخيل، بما في ذلك مهارات التركيز.

وفي العام الماضي، أشارت دراسة صغيرة نشرتها مجلة “حدود في علم البيطرة” العلمية إلى أن الجمع بين رياضة ركوب الخيل والأنشطة التي تهدف للمساعدة في بناء الدماغ قد يساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات من بينها التوحد ومتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.

وحسبما أفاد الباحثون، يبدو أن الجمع بين النهجين على مدى عدة أشهر يؤدي إلى تحسن يمكن قياسه في المهارة والتنسيق والقوة، لكن نتائج الدراسة كانت أولية، وأوصى المؤلفون بأن هناك حاجة لإجراء بحوث على نطاق أوسع حول هذا الموضوع.

21