دجيكو يعتلي سلم النجومية العالمية

ساراييفو - كان إدين دجيكو الذي تحل بلاده على فنلندا اليوم الأربعاء في تصفيات أوروبا المؤهلة إلى مونديال 2022 في السادسة من عمره عندما اندلعت الحرب اليوغوسلافية، قبل أن يصبح نجما في صفوف أندية فولفسبورغ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي وروما الإيطالي حاليا.
أمضى دجيكو معظم طفولته في أوتوكا الفقيرة، إحدى ضواحي ساراييفو عاصمة البوسنة والهرسك، حيث كانت ناطحات السحاب فيها ملجأ للقناصين الصرب.
ويقول ميدهاد دجيكو البالغ من العمر 66 عاما، ووالده مهاجم روما وقائد منتخب البوسنة، “كان الأمر خطيرا، لكن كان يتعين على الأطفال أن يلعبوا في مكان ما”. انضم إدين إلى أكاديمية جيليزنيتشار التابعة لأحد أفضل ناديين في البوسنة. كان مقرّ الملعب على الجبهة تماما وأرضيته مليئة بالخنادق التي حفرها الجيش وبالتالي كان الشبان يتدربون في صالة رياضية تابعة لمدرسة مجاورة.
هناك اكتشف مدربه يوسف شيهوفيتش الذي توفي العام الماضي موهبة دجيكو وكان قد صرح عام 2018 بقوله “كان مهتما فقط بالتقدم نحو المرمى”.
وبعد انتهاء الحرب أصبح “جيل 1986” بإشراف مدرب آخر هو إيزو أحمدوفيتش الذي لا يزال يمارس مهنة التدريب في جيليزنيتشار حتى اليوم.
شفتشنكو الجديد
يتذكر أحمدوفيتش إحدى الحصص التدريبية التي شارك فيها سبعة لاعبين بينهم دجيكو وقال “في ذلك الوقت كان اندري شفتشنكو أفضل لاعب في العالم. استدرت إلى من حولي وقلت لهم: أنظروا إليه، إنه شفتشنكو الجديد”.
وكان شفتشنكو المثال الأعلى لدجيكو الذي كان يحلم بالدفاع عن ألوان ميلان الإيطالي حيث تألق المهاجم الأوكراني بشكل لافت وأحرز في صفوفه الكرة الذهبية لأفضل لاعب عام 2004.
ويقول عمار أوسيم مدرب جيليزنيتشار الأسطوري الذي قاد الفريق إلى خمسة ألقاب من أصل ستة محلية “عندما نجح دجيكو في اللعب في صفوف الفريق الأول لزيلييزنيكار كان طوله 193 سنتمترا مع 25 كيلوغراما أقل من الآن”، وأضاف “لكنه كان يملك مهارات استثنائية وقدرة هائلة على تسجيل الأهداف”. وتابع “كان مهووسا ويريد أن يصبح لاعبا فعليا”. لكن أوسيم كان أحد القلائل الذين لحظوا موهبة دجيكو في مستهل مسيرته؛ فقد اكتفى دجيكو الذي شغل مركزا في وسط الملعب حينها بتسجيل خمسة أهداف فقط في 40 مباراة مدافعا عن ألوان “جيليو” ووجهت إليه انتقادات تصفه بأنه بطيء جدا ولا يملك تقنيات عالية.
شيء مميز

بيد أن ييري بليشيك الذي عمل مدربا لجيليزنيتشار لفترة وجيزة رأى شيئا مميزا في دجيكو وأقنعه بضرورة اللحاق به إلى صفوف نادي تبيليتشي التشيكي. وبعد أن تخلى عنه مقابل مبلغ زهيد نُقل عن رئيس نادي جيليزنيتشار السابق قوله إثر عملية الانتقال بأن ناديه “فاز باللوتو” من خلال بيع دجيكو. لكن المهاجم النحيل والفارع الطول لم يكترث لتصريحات رئيسه السابق ويقول عنه زميله السابق في تبليتشي سمير مرزيتش إنه “كان لاعبا يثق في نفسه بطريقة مدهشة”.
وقال مرزيتش “كان في التاسعة عشرة من عمره عندما لعبنا ضد سبارتا براغ. كان يواجه توماش ريبكا الصلب العائد من الدوري الإنجليزي حيث دافع عن ألوان نادي وست هام. لكن إدين واجهه دون أي خوف”.
ويقول ميدهاد والد دجيكو “كل شيء يتعلق بالعقلية. إدين صلب، قوي ومستقر. واجه الكثير من الصعوبات في الحياة وفي كرة القدم. كان يعرف كيفية التعامل مع الضغوط والتأقلم معها”.