دبي ملاذ الأثرياء من ضغوط الحجر الصحي في العالم

في دبي، يتعين على الجميع وضع الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي مع سن الإمارة عقوبات في حال مخالفة هذه القواعد.
الثلاثاء 2021/01/19
دفء وسياحة

خلفت إجراءات الحجر الصحي التي فرضها انتشار وباء كورونا قلقا نفسيا لدى مختلف سكان العالم، بعضهم ظلوا يبحثون عن متنفس وملاذ من العزل، فاختاروا إمارة دبي التي لا تفرض إغلاقات أو حجرا صحيا، لكنها تتبع إجراءات الحماية اللازمة.

دبي – مع فرض تدابير إغلاق مشددة حول العالم لوقف تفشي فايروس كورونا، صارت إمارة دبي وجهة لكثيرين لقضاء الإجازة، على الرغم من الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بالفايروس في الإمارات.

وتبدو الحياة طبيعية في دبي حيث لا توجد إغلاقات أو حجر صحي، وتزدحم المراكز التجارية والشواطئ والمطاعم بالرواد.

وفي الوقت نفسه، يتعين على الجميع وضع الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي، مع سن الإمارة عقوبات في حال مخالفة هذه القواعد.

ومن نجوم كرة القدم حتى نجوم الغناء وغيرهم من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، تبدو دبي صاخبة بالزوار الذين جاؤوا للتمتع بطقسها الجيد في فصل الشتاء.

ويتوجّب على السياح إحضار نتيجة سلبية لفحص الكشف عن الفايروس أجري قبل أربعة أيام على الأكثر من الرحلة، أو إجراء الفحص في دبي حال قدومهم من جهات معينة، ويتوجب عليهم حينها عزل أنفسهم حتى يحصلوا على النتيجة التي تكون جاهزة في العادة خلال أربع وعشرين ساعة.

ويرتدي الموظفون ملابس واقية، بينما تم استبدال قوائم الطعام التقليدية بقوائم عبر الهاتف باستخدام رمز. ويقول السائح الروسي ديمتري ملينكوف (30 عاما) الذي جاء من موسكو “لست خائفا… إذا نظرت حولك فالجميع يضع كمامة. وأعتقد أن هذا أمر جيد”.

وفي حي الفهيدي السياحي في المدينة، يجول سائحون بالكمامات في الأزقة الضيقة ويلتقطون الصور التذكارية.

الحي التاريخي يذكر بنمط الحياة التقليدية في دبي
الحي التاريخي يذكر بنمط الحياة التقليدية في دبي

وفي شوارع الحي التاريخي الذي يذكر بنمط الحياة التقليدية في دبي، تتوفر معقمات بالإضافة إلى لاصقات تذكر بالإبقاء على مسافات التباعد الاجتماعي بين الزوار. ويقول ناصر جمعة بن سليمان، مدير حي الفهيدي التاريخي، إنه يتم الحفاظ على كافة الإجراءات للوقاية من الفايروس.

ويوضح “عدد الزوار أصبح عشرين زائرا لكل مرشد سياحي، في السابق كان هناك نحو 100 سائح في كل مجموعة، والآن قمنا بوضع مقاييس ومعايير معينة لتحديد عدد الزوار في الموقع”.

ويشير بن سليمان إلى أنه يتوجب على “كل مرشد سياحي أن يقوم بالتسجيل عبر التطبيق الإلكتروني مع عدد الزوار وغيره” قبل الدخول مع مجموعته السياحية إلى الحي.

وقدمت آندي بيتمان مع زوجها وأطفالها من ولاية آلاباما الأميركية لقضاء خمسة أسابيع في دبي، موضحة أنها تسافر للمرة الأولى منذ شهر مارس الماضي.

وتقول السيدة الأميركية عن اختيارها التوجه إلى دبي “بسبب الفايروس، لم يأخذ أي منا اللقاح حتى الآن، ولكن لدينا أطفال صغار عليهم الخروج ورؤية العالم. ولهذا نحن مستعدون للمخاطرة إلى أن نأخذ اللقاح”.

وتوضح “أشعر بأمان هنا أكثر مما كنت أشعر به في الولايات المتحدة. أعتقد أن الناس يضعون الكمامات ويلتزمون بالتباعد الاجتماعي أكثر من الولايات المتحدة”.

وجاءت صوفيا أموش (24 عاما) من فرنسا لقضاء عطلة أسبوعين، وقررت تمديدها لأسبوعين إضافيين.

وبحسب الشابة الفرنسية التي كانت تتجول في حي الفهيدي، فإنها “سمعت بارتفاع في عدد الإصابات هنا بسبب وجود الكثير من السياح الذين قدموا إلى دبي، ولكن كل شيء يُدار على نحو أفضل هنا”.

وتتابع “توجد في دبي الكثير من الإجراءات والناس يحترمونها”.

ولطالما كانت السياحة الدعامة الأساسية للإمارة التي استقبلت أكثر من 16 مليون زائر في 2019. وقبل أن يعطل الوباء حركة السفر العالمية، كان الهدف الوصول إلى عشرين مليونا في عام 2020.

وقد أعادت دبي فتح أبوابها أمام حركة السياحة في يوليو الماضي.

ويقول سكوت ليفرمور من “أوكسفورد إيكونوميكس” الشرق الأوسط، “يبدو أن دبي تقدم نفسها كوجهة مفضلة للراغبين بالفرار من إجراءات الإغلاق وقضاء عطلة شتوية، خاصة مع إغلاق منتجعات التزلج في أوروبا إلى حد كبير. أعتقد أن هذه استراتيجية نمو بحذ ذاتها. وكلما نجحت دبي في تحقيق ذلك، سيجلب المزيد من الفوائد عند افتتاح إكسبو”.

وحذر ليفرمور من أن هناك “مخاطر كبرى في بقاء دبي مفتوحة، كون تفشي الفايروس قد يكبح الانتعاش ويزيد التحديات أمام إطلاق إكسبو ناجح”.

ويرى أن “السفر والسياحة أمران مهمّان جدا بالنسبة إلى دبي”، مشيرا إلى أن القطاع يعد “ضروريا من أجل التعافي من آثار جائحة كورونا”.

ولكنه لفت إلى أنه يتوجب على الإمارة أن “تظل مفتوحة مع الإبقاء على وضع فايروس كورونا المستجد تحت السيطرة”.

24