داعش يوسع تكتيكات الهجمات المباغتة في كركوك إلى ديالى

ديالى (العراق) - استثمر عناصر تنظيم داعش الإرهابي تكتيكات الهجمات المباغتة على القوات العراقية، فبعد هجوم كركوك الدامي قبل ثلاثة أسابيع وراح ضحيته سبعة عشر من أفراد القوات الأمنية العراقية، شن التنظيم هجوما مماثلا في ديالى السبت راح ضحيته خمسة أفراد، بينهم ضابط في الشرطة برتبة عقيد.
وقال ضابط في شرطة ديالى إن “حصيلة الهجوم المزدوج بعبوة ناسفة وأعقبه هجوم مسلح لتنظيم داعش في قرية الحد الأخضر، التابعة لناحية العبارة شمال شرق محافظة ديالى، ارتفعت إلى خمسة قتلى بينهم ضابط برتبة عقيد وجرح عدد آخر من عناصر الأمن، اثنان منهم بحالة حرجة”.
واستهدفت عبوة ناسفة مركبة مدنية في قرية الحد الأخضر، ولدى وصول قوات الشرطة ومدنيين إلى مكان الحادث، شّن مسلحون ينتمون لتنظيم داعش هجوماً بالأسلحة الرشاشة على قوات الأمن والمدنيين ما أوقع القتلى والجرحى.
وهو نفس التكتيك الذي استخدمه التنظيم الإرهابي في هجوم كركوك الدامي قبل أيام، الأمر الذي دفع القوات الأمنية العراقية إلى تغيير خططها في مواجهة تلك الهجمات.
وأشرف وزير الدفاع العراقي جمعة عناد مع كبار القادة العسكريين على خطة أمنية لملاحقة خلايا داعش المنتشرة في أطراف محافظة كركوك.
لكن هجوم السبت يثير المزيد من التساؤلات الأمنية حول نجاعة القضاء على التنظيم بعد ازدياد وتيرة الهجمات لاسيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم “مثلث الموت”.
وتساعد الطبيعة الجغرافية التي تتواجد بها خلايا داعش، وتمتد على مساحات شاسعة من صحراء الأنبار وصلاح الدين والموصل حتى ديالى، على تحركات يصعب رصدها ومواجهتها من قبل القوات العراقية.
وتخدم طبيعة تلك المساحات الجغرافية الواسعة، عمل المجاميع المسلحة التي تعتمد على حرب العصابات والهجمات الخاطفة.
فؤاد حسين: تواجد داعش في سوريا يشكل تهديداً لاستقرار العراق
وتجعل طبيعة الأراضي التي يستخدمها التنظيم المتطرف ومعرفته بالمداخل والمخارج الطبيعية والصناعية التي قام بأنشائها أكثر قدرة ومرونة في إدارة المعركة.
وتشترك الحدود الإدارية لمحافظة كركوك مع محافظات ديالى وصلاح الدين وأربيل والموصل، الأمر الذي يجعلها ميدانا مفتوحا لعناصر التنظيم الإرهابي. فضلا عن طبيعة الأرض والأماكن التي يمكن أن يختفي فيها مقاتلو داعش، مما أبقاها ميدانا نموذجيا للعمليات.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، نتائج أولية للعملية الأمنية التي انطلقت في محافظة ديالى.
وقالت الخلية في بيان إنه “بعد أن شرعت قيادة عمليات ديالى بتنفيذ عملية نوعية من خلال قطعات الفرقة الأولى بالجيش العراقي، صباح الأحد، لمداهمة وتفتيش منطقة حاوي العظيم في قضاء الخالص التابع للمحافظة، بهدف تجفيف منابع الإرهاب وإلقاء القبض على المطلوبين وتدمير الأوكار وتطهير الأراضي ضمن قاطع المسؤولية”.
وأضاف البيان “تمكنت القوات الأمنية من العثور على عدد من الأحزمة الناسفة معدة للتفجير، فضلا عن وكر يحتوي مواد متفرقة وكرات حديدية تستخدم في صنع الأحزمة الناسفة” مؤكدا على استمرار العملية.
ويرى خبراء عسكريون أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال مكافحة داعش أو شبيهاتها من المجاميع المسلحة التي تعتمد حرب العصابات، بتقنيات الجيوش التقليدية والطيران والقصف المدفعي ونشر قطاعات منظمة عسكريا.
ويعزون ذلك إلى أن حرب العصابات يقرر فيها الشخص المنتمي لهذه المجاميع المسلحة بدء العملية ونوعها ومكانها وتوقيتها وآلياتها، مقابل قطعة عسكرية كاملة مركزة ومنتبهة لتنفيذ الواجبات طوال أربعة وعشرين ساعة باليوم الواحد.
في غضون ذلك قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن تواجد تنظيم داعش وغيره من المنظمات الإرهابية في سوريا يشكل تهديداً لاستقرار العراق.
واعتبر الوزير العراقي خلال لقائه وزير خارجية السوري فيصل المقداد، على هامش أعمال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “الوضع الأمنيّ غير المُستقر وتواجد إرهابيي داعش وغيرها من المُنظمات الإرهابيّة في سوريا تشكل عوامل تهديد لاستقرار وأمن العراق”.
ويشكو العراق منذ سنوات طويلة من تسلل الإرهابيين عبر الحدود مع سوريا والممتدة على مسافة نحو 600 كلم.