دار الكتب الوطنية تقدم قرابة نصف مليون كتاب

أبوظبي – رسخت “دار الكتب الوطنية” التابعة لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي منذ تأسيسها عام 1981 موقعها المتميز في المشهد الثقافي العام بدولة الإمارات، وتحولت إلى واحد من أبرز مناهل المعرفة التي تزخر بالكتب والمخطوطات والدراسات في العلوم الإنسانية كافة.
فقد نجحت الدار على مدى 39 عاما في كسر الصورة النمطية المرتبطة بالمكتبات العامة كمكان للقراءة واستعارة الكتب، لتنطلق نحو مهام وأدوار أوسع وأشمل، تمثلت في دعم حركات النشر المحلية وترجمة العديد من الأعمال الأدبية على مستوى العالم، إلى جانب الاضطلاع بمسؤولية جمع وحفظ وعرض المخطوطات العربية والإسلامية القديمة.
ووفقا لمركز الإحصاء في أبوظبي فقد شهد عدد الكتب في الدار نموا مطردا خلال السنوات الماضية حتى وصل إلى 402 ألف كتاب في عام 2019، فيما بلغ عدد الزوار إلى 205 آلاف وعدد مستعيري الكتب إلى 20800 شخص.
وأصدرت الدار خلال السنوات الماضية عددا كبيرا من الكتب البحثية التي شكلت إضافة نوعية للفكر الإنساني منها كتاب “شعر ثقيف حتى نهاية العصر الأموي”، الذي تأتي أهميته انطلاقا من كون شعر ثقيف لم يحظ من قبل بجمع أو دراسة شاملة من الباحثين والدارسين، وكتاب “شعر أبي الفضل البغدادي”، الذي أظهر حياة أبي الفضل الغامضة، وغيرهما من الكتب مثل “نماذج إنسانية في السرد العربي القديم” و“المدن المنسية في بلاد العرب” و“البلاغة عند المعتزلة”، و“رحلات إلى الأراضي المقدسة أواخر القرن الرابع عشر الميلادي” الذي يتضمن العديد من الصور القديمة والنادرة للأراضي المقدسة آنذاك.
دار الكتب الوطنية الإماراتية نجحت على مدى 39 عاما في كسر الصورة النمطية المرتبطة بالمكتبات العامة
وتحرص “دار الكتب الوطنية” على اقتناء كل ما هو جديد من إصدارات للكتب العربية والأجنبية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الدوريات العربية والأجنبية، التي تحظى باهتمام الباحثين والقراء، ويأتي ذلك، في إطار السياسة العامة للاقتناء ضمن الدار، التي تركز على مجموعة من القواعد الهادفة إلى تلبية احتياجات القراء والفئات المهنية المختلفة في المجتمع.
وعملت الدار على ابتكار مشروعات رائدة لخدمة الكتاب وتطويره وزيادة انتشاره، وأسهمت خلال الفترة السابقة في نشر العلم والثقافة بين أفراد المجتمع، لتحقيق جملة من الأهداف المهمة ومنها جمع نتاج الفكر الإنساني العربي والإسلامي والعالمي وتجميع المصادر الأساسية للمعرفة من خلال تهيئة مصادر المعلومات وتنظيمها للاستفادة منها بسهولة ويسر، إلى جانب تشجيع حركة النشر، وتشجيع المؤلفين المواطنين، وترجمة الأعمال العالمية الكبرى.
وسعت دار الكتب الوطنية إلى تلبية احتياجات قرائها من خلال إنشاء فروع في مناطق مختلفة تشمل الفئات العمرية والمتطلبات العلمية والأساليب الحديثة، وتضع مسؤولية خدمة القارئ ضمن خانة أولويات اهتماماتها.. كما كانت الدار من أوائل المتعاونين مع بلدية مدينة أبوظبي، لافتتاح عدد من المكتبات في الحدائق العامة.
ولم تقتصر إصدارات دار الكتب الوطنية على المنشورات الورقية، بل سارعت إلى مواكبة روح العصر من خلال إطلاق مشروع “الكتاب المسموع” الذي يوفر عددا من أمهات الكتب التراثية والمعرفية، العربية والأجنبية، للقارئ بصيغة مسموعة، كما كانت من أوائل المنضمين إلى مشروع المكتبة الرقمية العالمية الذي يوفر عبر شبكة الإنترنت، وثائق تاريخية وثقافية مهمة، من جميع أنحاء العالم.