خوارزميات فيسبوك تغذي انتشار المعلومات المضللة على حساب الموثوقة

دراسة حديثة ترصد حوالي 2500 ناشر أخبار عبر فيسبوك بين أغسطس 2020 ويناير 2021، وهي لم تُنشر بعد، لكنها روجعت من قبل باحثين من نيويورك وفرنسا.
الثلاثاء 2021/09/07
الانتقادات لفيسبوك لن تتوقف

واشنطن- لا يزال انتشار الأخبار الكاذبة أحد التحديات الكبرى للمنصات الاجتماعية، رغم جميع جهودها في الحد من هذه الظاهرة، فقد أفادت دراسة حديثة بأن الأخبار المضللة على فيسبوك حصلت على نسبة زيارات أكبر بستة أضعاف من الأخبار الحقيقية.

ووجد الباحثون أن ناشري الأخبار المعروفين بتقديم معلومات مضللة، حصلوا على عدد إعجابات ومشاركات وتفاعلات على المنصة بزيادة ستة أضعاف، مقارنة بمصادر إخبارية جديرة بالثقة مثل “سي.إن.إن” أو منظمة الصحة العالمية.

واعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن الدراسة تدعم حجج النقاد بأن خوارزميات فيسبوك تغذي انتشار المعلومات المضللة على مصادر أكثر ثقة.

بعد انتخابات 2020 في الولايات المتحدة، حاولت فيسبوك الحد من المحتوى السياسي الذي يتفاعل معه المستخدمون على المنصة، لكنها لا تزال تتعرض لانتقادات

ورصدت الدراسة أكثر من 2500 ناشر أخبار عبر فيسبوك، بين أغسطس 2020 ويناير 2021، وهي لم تُنشر بعد، لكنها روجعت من قبل باحثين في جامعة نيويورك وجامعة “غرونوبل ألب” في فرنسا.

والدراسة واحدة من المحاولات القليلة الشاملة لقياس تأثير المعلومات المضللة عبر مجموعة واسعة من الناشرين على فيسبوك، وقالت إن “استنتاجاتها تدعم الانتقادات بأن هذه المنصة فيسبوك تكافئ الناشرين الذين يضعون حسابات مضللة”.

ومنذ أن أصبحت الأخبار المزيفة على فيسبوك مصدر قلق بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، أثبتت قدرة الناشرين الذين يتاجرون بالمعلومات الخاطئة على كسب جماهير كبيرة على منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة.

وقالت ريبيكا ترومبل مديرة معهد البيانات والديمقراطية والسياسة في جامعة “جورج واشنطن”، والتي راجعت النتائج، إن “الدراسة تساعد في إضافة مجموعة متزايدة من الأدلة، على الرغم من جهود التخفيف، فقد وجدت المعلومات المضللة مرتعا وجمهورا متفاعلا على فيسبوك”.

جو أوزبورن: فيسبوك لديها 80 شريكا في التحقق من صحة المعلومات

وعلقت فيسبوك أن “الدراسة عملت على قياس عدد الأشخاص الذين يتفاعلون مع المحتوى، لكن هذا ليس مقياسا لعدد الأشخاص الذين يشاهدونه بالفعل”.

وقال جو أوزبورن المتحدث باسم فيسبوك “يتناول هذا التقرير في الغالب كيفية تفاعل الأشخاص مع المحتوى، وهو أمر لا يجب الخلط بينه وبين عدد الأشخاص الذين يشاهدونه بالفعل”.

وأضاف “عندما تنظر إلى المحتوى الذي يحصل على أكبر قدر من الوصول عبر فيسبوك، فإنه لا يشبه على الإطلاق ما تقترحه هذه الدراسة”. وتابع “الشركة لديها 80 شريكا في التحقق من صحة المعلومات، وتغطي أكثر من 60 لغة، وتعمل على تصنيف المعلومات الكاذبة، وتقليل توزيعها”.

واعتمد معدو الدراسة على تصنيفات من منظمتي “نيوز جارد” و”ميديا باياس/فاكت تشيك” غير الربحيتين اللتين تدرسان المعلومات المضللة. وصنفت المجموعتان الآلاف من ناشري فيسبوك من خلال ميولهم السياسية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وميلهم إلى مشاركة أخبار جديرة بالثقة أو غير جديرة بالثقة.

وأخذ الفريق 2551 صفحة من هذه الصفحات، وقارن التفاعلات على المنشورات من قبل ناشرين معروفين بالمعلومات المضللة، مثل حركة “أوكيوباي ديموكراتس” ذات الميول اليسارية و”دان بونجينو” و”بريتبارت” ذات الميول اليمينية، بالتفاعلات على منشورات من ناشرين موثوقين.

ويعتبر الناشرون المنتمون إلى اليمين لديهم ميل أعلى بكثير لمشاركة المعلومات المضللة، مقارنة بالناشرين في الفئات السياسية الأخرى. ومن المقرر أن يشارك الباحثون الدراسة كجزء من مؤتمر “قياس الإنترنت” لعام 2021 في نوفمبر.

وأفاد موقع “أكسيوس” الأميركي الأسبوع الماضي بأن شركة فيسبوك تخطط للحد من التركيز على المنشورات السياسية، ومحتوى الأحداث الجارية، ضمن تغييرات جديدة تأتي استجابة لرغبات المستخدمين.

وستتوقف الشركة عن الاعتماد على الخوارزميات التي تحدد مدى احتمالية مشاركة شخص لمنشور ما أو التعليق عليه، بناء على مشاركته السابقة، وبدلا من ذلك، ستعتمد على ما يبدي المستخدمون اهتمامهم به من خلال الاستطلاعات والتعليقات الأخرى.

وستبدأ الشركة أيضا اختبارات للحد من المحتوى السياسي في العديد من البلدان، بما في ذلك كوستاريكا والسويد وإسبانيا وأيرلندا. ويمكن أن تقلل تلك التغييرات من فرص الاطلاع على أخبار بعض الناشرين، وخاصة الشركات التي تنشر الكثير من المحتوى السياسي. وتأتي هذه الجهود ضمن إجراءات تدريجية من فيسبوك لجعل تجارب مستخدميها أقل تشبعا بالسياسة وإثارة للجدل.

وبدأت الشركة في وقت سابق من هذا العام اختبار الحد من المحتوى السياسي في موجز الأخبار في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وإندونيسيا. وقالت إنها ستتوقف عن تقديم توصيات للمستخدمين للانضمام إلى الجماعات المدنية والسياسية، وأظهرت تعليقات المستخدمين إعجاب الأشخاص بهذه التغييرات.

وبعد انتخابات 2020 في الولايات المتحدة، حاولت فيسبوك الحد من المحتوى السياسي الذي يتفاعل معه المستخدمون على المنصة، لكنها لا تزال تتعرض لانتقادات منتظمة بسبب حجم المعلومات السياسية المضللة التي تنشرها.

وناشري الأخبار المعروفين بتقديم معلومات مضللة، حصلوا على عدد إعجابات ومشاركات وتفاعلات على المنصة بزيادة ستة أضعاف

وتعود الخطوة أيضا لاحتمالات استغلال الأحداث الجارية، ومحتوى الأخبار العاجلة من قبل “جهات سيئة” لتقديم معلومات مضللة، باعتبار أنه من الصعب التحقق من صحة الأخبار العاجلة.

وأعلنت فيسبوك أن الموضوعات السياسية تمثل فقط قدرا ضئيلا من المحتوى الإجمالي الذي يتفاعل معه المستخدمون بنسبة 6 في المئة، على الرغم من أنه من غير الواضح بالضبط كيف تحدد الشركة المحتوى السياسي.

18