خمس حقائق عن الابتسامة في يومها العالمي

الضحك والابتسام، هما أهم عناصر التعبير، في جميع تجليّات الحضارة، حيث يستطيع البشر من خلال ذلك إبداء سعادتهم ونزع فتيل النزاعات.
الجمعة 2019/10/04
تحية تجمع جميع أنحاء العالم

بمناسبة "اليوم العالمي للابتسامة" قدمت مجموعة من الباحثين وعلماء النفس خمس حقائق ترتبط بالابتسام، إحداها أشارت إلى أن هذا التعبير لا يقتصر على البشر وإنما تتمتع به كائنات أخرى من بينها القردة.

برلين- كشف علماء نفس خمس حقائق عن الابتسامة في يومها العالمي، والذي يوافق أول جمعة من أكتوبر من كل عام، وكان قاموس دودن الألماني عرّفها بأنها مؤشّر على التعاطف وحسن النية.

وأولى هذه الحقائق قدمها في القرن التاسع عشر عالم النفس الفرنسي، جيولوم بنيامين دوشين، في دراسته تحت عنوان “آلية الفسيولوجيا البشرية”، حيث تمكن من التميز بين البسمة الحقيقية والبسمة المفتعلة.

وبين أن البسمة الصادقة لا تعني فقط رفع زاوية الفم إلى أعلى، بل تحدث في الوقت ذاته تجاعيد صغيرة في زوايا الفم، توجد وراءها انقباضات في العضلة الوجنية الكبيرة، وفي العضلة الدويرية للعين. أما البسمة المصطنعة فهي تخضع بشكل متعمد من صاحبها لسيطرة المخ، الذي لا يستطيع توجيه عضلات العين.

وأوضحت إلكه تسيمرمان، الباحثة في التطور البشري، في تصريح لبوابة “فيسنشافت دوت دي إي” الإلكترونية العلمية في ألمانيا، أن الحقيقة الثانية تكمن في أن الضحك والابتسام، هما أهم عناصر التعبير، في جميع تجليّات الحضارة، حيث يستطيع البشر من خلال ذلك إبداء سعادتهم ونزع فتيل النزاعات.

وذكر المؤلف والطبيب النفسي الألماني، فولفغانغ كروغر، إضافة إلى ما ذهبت إليه تسيمرمان، أن الابتسام يعني التواصل غير العدواني، وأنه يخفف التوتر الداخلي ويعمل على الاسترخاء ويشيع جوا من الثقة والبهجة.

وكشفت تسيمرمان أن هناك إلى جنب البشر كائنات حية أخرى تمتلك هذا الشكل من التعبير، قائلة إن الضحك موجود بمعالمه الأساسية لدى القردة، في حين أن تعبيرات الصوت الصاخبة التي تصدر عن حيوانات أخرى لها وظائف اتصال أخرى داخل النوع الواحد من الحيوانات، فمثلا نهيق الحمار الوحشي أو نقيق الدجاج أو ضحكات الضباع لا تبدو للأذن البشرية سوى ضحكات، “فهي لا تقارن بالضحك بالمعنى البشري”.

كما حاول الباحثان الأميركيان ارنست أبيل وميشيل كروجر، العثور على أدلة تؤكد صحة مقولة أن التبسم يطيل العمر كحقيقة ثالثة ترتبط بالابتسامة، في بطاقات التوقيع التذكاري لـ230 لاعب بيسبول تعود إلى عام 1952، فوجدوا أن الذين كانوا ينظرون إلى الكاميرا بلا عاطفة، من بين اللاعبين السابقين الذين توفوا حتى العام الدراسي 2010، بلغوا من العمر 72.9 سنة في المتوسط، في حين ارتفع هذا العمر إلى 75 عاما لدى أصحاب البسمة الخفيفة. أما من ابتسم ابتسامة عريضة فبلغ من العمر 79.9 سنة في المتوسط.

ولكنّ بحثًا تاليا لهذه الدراسة -تم خلاله أخذ عوامل أخرى في الاعتبار، مثل التعليم ومدة الصعود الوظيفي والحالة الاجتماعية- لم يستطع تأكيد النتيجة السابقة.

رغم أن الباحثين وجدوا أن إقبال الإنسان على الحياة يساهم في إطالة العمر -حسب ما أوضحه الباحثون تحت إشراف عالم النفس الألماني، ميشائيل دوفنر- إلا أن اللقطة اللحظية التي وثقت بطاقة تذكارية على مدى عقود لا يمكن أن تكون دليلا على ذلك.

البسمة الصادقة لا تعني فقط رفع زاوية الفم إلى أعلى، بل تحدث في الوقت ذاته تجاعيد صغيرة في زوايا الفم، توجد وراءها انقباضات في العضلة الوجنية الكبيرة، وفي العضلة الدويرية للعين

ويرى طبيب النفس الألماني، ديتر تسابف، أن الحقيقة الرابعة تكشف أن التبسم قد يكون مرهقا، فعندما تصبح البسمة الودودة جزءا من الزي الوظيفي يمكن أن تصبح بسرعة عنصر إجهاد في العمل، حيث أشار إلى أن مضيفي الطائرات والبائعين والعاملين في مراكز الاتصالات، مهددون بهذا الإجهاد، حيث يطلب منهم أن يفتعلوا الشعور بالسعادة، وذلك على مدى ساعات كثيرة غالبا.

ويقول تسابف إن ذلك يجعل هؤلاء العاملين في حاجة إلى غرف وأوقات يكونون فيها بمعزل عن الزبائن، ويستطيعون في هذه الغرف التعبير عن مشاعرهم بحرية، وإلا أصيبوا بالاكتئاب.

وتكمن الحقيقة الخامسة في أن سمايلي أصبحت منذ عقود تحية يومية في مختلف أنحاء العالم، حيث كانت ملصقات سمايلي ذات البسمة العريضة، موجودة في كل مكان، وذلك قبل أن تملأ صور الإيموجي شاشات الكمبيوترات والهواتف الذكية بمدة طويلة.

ويعود تصميم ملصق ابتسامة سمايلي إلى مفتاح صممته شركة هارفي بال عام 1963 لصالح إحدى شركات التأمين، وكان ذلك بهدف حث موظفي الشركة على التبسم. أما بال نفسه فقيّد سمايلي كعلامة مسجلة.

وفي عام 1999 اقترح هارفي بال فكرة “اليوم العالمي للابتسامة”، ودعا إلى تخصيص هذا اليوم في جميع أنحاء العالم للابتسام والأفعال المبهجة.

24