خطوات إسرائيلية لتهدئة التوتر مع الأردن: خمسون مليون متر مكعب من المياه

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستعمل على التهدئة مع الأردن، ومبادرتها إلى بيع كميات إضافية من المياه هي رسالة إيجابية بالنسبة إلى الأردنيين.
الجمعة 2021/07/09
نزع فتيل التوتر مع الأردن

عمان – كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء مرتقب بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال الأيام القريبة المقبلة في واشنطن، في إشارة إلى تحسن ملموس في العلاقات بين البلدين بعد التدهور الذي شاب العلاقة أثناء فترة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وشهد أوضح فصوله خلال التوترات الأخيرة في القدس.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنها ستبيع الأردن خمسين مليون متر مكعب من المياه وسترفع صادراته إلى الفلسطينيين، وذلك على هامش اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإسرائيلي يائير لبيد الخميس على الجانب الأردني من جسر الملك الحسين )اللنبي).

وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان الخميس إن إسرائيل ستبيع المملكة خمسين مليون متر مكعب إضافية من المياه، وسترفع سقف الصادرات الأردنية إلى الفلسطينيين من 160 مليون دولار سنويا إلى 700 مليون.

واتفق الجانبان كذلك على أن تجتمع الفرق الفنية من البلدين خلال الأيام القادمة لإنهاء التفاصيل الفنية حول اتفاق المياه، ومتابعة تفاصيل الاتفاق بشأن الصادرات الأردنية إلى الفلسطينيين.

وقال لابيد “المملكة الأردنية جار وشريك مهم… سنوسع التعاون الاقتصادي بما يخدم مصالح بلدينا”.

واتسمت العلاقات الأردنية – الإسرائيلية بالتذبذب خلال السنوات الأخيرة ويعود ذلك إلى غياب التفاهم بين العاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وازداد الوضع سوءا بين الجانبين مع إهمال متعمّد من قبل تل أبيب لعمان خلال توقيع اتفاقات أبراهام وتركيز إسرائيل على علاقاتها العربية الجديدة.

 وفي مارس الماضي برزت أزمة بين البلدين بعد محاولة إسرائيل فرض ترتيبات أمنية على زيارة لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية، لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، وهو ما دفع بالأخير إلى إلغاء زيارته.

وعلى إثر ذلك لم يوافق الأردن في اليوم التالي على منح نتنياهو إذنا لاستخدام المجال الجوي الأردني في رحلة كان يخطط لها إلى الإمارات.

وجاءت التوترات الأخيرة في القدس وهجمات المستوطنين على المسجد الأقصى وتهجير فلسطينيين من بيوتهم لتعيد التوتر إلى أقصاه، حيث أدان الصفدي “الهجمات العنصرية” الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية داعيا إلى “تحرك دولي لحمايتهم”، وحذّر إسرائيل من أن “القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار”.

يائير لبيد: الأردن جار وشريك مهم وسنوسع التعاون الاقتصادي معه
يائير لبيد: الأردن جار وشريك مهم وسنوسع التعاون الاقتصادي معه

وكتب الصفدي على صفحته على تويتر باللغة العربية “ندين الهجمات العنصرية على البلدة القديمة في القدس المحتلة ونحذّر من تبعاتها”، مؤكدا أنه “لا بد من تحرك دولي فاعل لحماية المقدسيين من الاعتداءات وما تمثله من كراهية وعنصرية”.

ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستعمل على التهدئة مع الأردن، ومبادرتها إلى بيع كميات إضافية من المياه هي رسالة إيجابية بالنسبة إلى الأردنيين.

وتتزامن هذه التهدئة مع زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن وعقده لقاء منتظرا مع الرئيس الأميركي جو بايدن في التاسع عشر من يوليو الجاري. وستسلط الزيارة “الضوء على الشراكة الدائمة والاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن، الشريك الأمني الرئيسي والحليف للولايات المتحدة” وفق ما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي.

ويواجه الأردن الذي يعد من الدول الأكثر افتقارا إلى المياه في العالم وضعا مائيا حرجا هذا الصيف مع عجز متوقع في المياه المخصصة للشرب بمقدار 40 مليون متر مكعب إثر تراجع تساقط مياه الأمطار.

وأعلنت عمان منتصف أبريل الماضي أن اسرائيل وافقت على بيعها 8 ملايين متر مكعب من المياه إضافة إلى 55 مليون متر مكعب يحصل عليها الأردن سنويا بموجب معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1994. بينما تحدثت إسرائيل حينها عن تزويد الأردن بثلاثة ملايين متر مكعب فقط.

ووفقا للصحافة الإسرائيلية تدفع عمان ثمن المياه الإضافية بما يعادل 40 سنتا للمتر المكعب. وتحتاج المملكة سنويا إلى قرابة 1.3 مليار متر مكعب من المياه للاستخدامات المختلفة.

2