خطة إسرائيلية جديدة لمواجهة برنامج إيران النووي

المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعتبر تسريع إيران لبرنامجها النووي قرار سيمكنها من تشكيل موقع نووي عسكري يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد.
الجمعة 2021/01/15
إسرائيل تريد تقويض جهود إيران النووية

القدس- أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى الجهات المختصة في الجيش، بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الخميس، “جاءت الخطوة مدفوعة بالتحركات الأخيرة من جانب طهران التي تشير إلى أنها تخطط لتسريع العمل في برنامجها النووي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي كلّف “الدائرة الاستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش”، المعروفة أكثر باسم “مديرية إيران”، بوضع ثلاثة بدائل لـ”تقويض جهود إيران النووية أو، إذا لزم الأمر، لمواجهة العدوان الإيراني، والتي سيتم تقديمها قريبا إلى الحكومة”. وقالت “يتطلب الجهد إضافة مليارات إلى ميزانية الدفاع”، فيما لم توضح الصحيفة ماهية هذه البدائل.

استئناف التخصيب عند 20 في المئة يعد الأبرز في سلسلة خطوات اتخذتها إيران وتراجعت من خلالها عن معظم التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق

وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.

وخاضت إسرائيل حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق، وصلت ذروتها بخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي في مارس عام 2015. ورحبّت إسرائيل بانسحاب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018.

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” في تقريرها، إن إيران اتخذت مؤخرا “عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه”، رغم إعلانها رغبتها في التفاوض على اتفاق نووي جديد مع الإدارة القادمة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، بدلا من الاتفاقية التي انسحب منها الرئيس ترامب.

وتابعت الصحيفة “تعتقد المخابرات العسكرية الإسرائيلية أنه بمجرد إصدار طهران للأمر، يمكن أن تُشكل موقعا نوويا عسكريا يعمل بكامل طاقته في غضون عام واحد”.

بيني غانتس: إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري وهذا يتطلب موارد
بيني غانتس: إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري وهذا يتطلب موارد

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للصحيفة “لقد حققت إيران تقدما في السنوات الأخيرة من حيث البحث والتطوير، سواء في المواد المُخصبّة أو القدرات الهجومية، ولديها نظام يريد حقا امتلاك أسلحة نووية”. وأضاف غانتس “من الواضح أن إسرائيل بحاجة إلى خيار عسكري مطروح على الطاولة، هذا يتطلب موارد واستثمارات، وأنا أعمل على تحقيق ذلك”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وتوسيع العديد من المنشآت النووية، ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة، ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، يعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد”.

وقالت “يعتقد الإسرائيليون أن النظام الإيراني يخطط لاستخدام هذه الأصول كوسيلة ضغط عند التفاوض مع إدارة بايدن، وحذروا من أن استئناف الشروط المفصلة في الاتفاق النووي لعام 2015 سيكون كارثة”.

وأضافت “تريد إسرائيل اتفاقا مستقبليا مع إيران يتضمن فترة أطول للإشراف على برامجها النووية، بالإضافة إلى قيود على البحث والتطوير النوويين، وتطوير وإنتاج الصواريخ، وكبح أنشطتها الإرهابية في المنطقة”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب تُخطط لأن لا تدخر جهدا في التعامل مع الولايات المتحدة “لضمان صياغة صفقة أفضل”.

وكشفت في هذا الصدد النقاب عن أن رئيس الوزراء نتنياهو يُخطط لتسمية شخصية خاصة لقيادة هذه الجهود. وقالت الصحيفة “من المرجح أن يستعين بمدير جهاز المخابرات (الموساد) المنتهية ولايته يوسي كوهين الذي من المقرر أن يتقاعد في يونيو”.

إسرائيل عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015

ويعد استئناف التخصيب عند 20 في المئة الأبرز في سلسلة خطوات اتخذتها الجمهورية الإسلامية، وتراجعت من خلالها عن معظم التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق النووي المبرم في فيينا، وذلك في أعقاب قرار الولايات المتحدة الانسحاب بشكل أحادي منه في 2018.

وأتت زيادة التخصيب في ظل توتر متزايد بين طهران وواشنطن وتحذيرات متبادلة من تطوره إلى تصعيد أمني خلال ما تبقى لترامب في السلطة. وسبق لبايدن أن ألمح إلى نيته “تغيير المسار” الذي اتبعه الرئيس المنتهية ولايته مع إيران، وإمكانية عودة بلاده للاتفاق النووي في حال عادت طهران إلى كامل التزاماتها.

5