خامنئي وافق على هجوم أرامكو شرط التمويه في تنفيذه

لندن - خففت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سقف التهديدات التي وجهتها لإيران وأوحت من خلالها بأنها قد توجه لها ضربات محدودة كرد فعل على استهداف منشآت نفطية سعودية وتهديد أمن سريان النفط، في وقت يكشف تقرير استخباري أميركي عن أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامئني كان على علم بهجوم السبت الماضي، مشيرا إلى وجود صور التقطت بقمر اصطناعي تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم انطلاقا من قاعدة الأحواز الجوية.
وأكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، أن واشنطن ترغب بـ”حل سلمي” للأزمة المتصاعدة مع إيران على خلفية الهجمات ضد شركة أرامكو السعودية.
وكان بومبيو اتهم إيران بالوقوف خلف الهجوم على عملاق النفط السعودي، السبت الماضي، معتبرا أن طهران أقدمت على “عمل حربي” ضد المملكة الحليفة لواشنطن.
وكرّر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الثلاثاء، تصريحات للرئيس دونالد ترامب “لا نريد حربا مع أحد، ولكن الولايات المتحدة مستعدة”.
واعتبر مراقبون أن الحديث عن “حل سلمي” يعتبر بمثابة تراجع عن سقف الخطاب الذي رفعه ترامب والمسؤولون الأميركيون منذ إعلان السعودية عن تعرض منشآت شرق البلاد إلى استهداف عسكري.
وفي الوقت الذي قادت فيه التقارير الاستخبارية، وأغلبها من واشنطن، إلى استنتاج قوي بأن إيران هي المسؤولة عن الهجمات، فإن استثمار إدارة ترامب لها بهذا السقف المحدود سيمثل رسالة إضافية مشجعة لإيران على الاستمرار في تهديد الأمن الإقليمي.
وبات استهداف الأمن الإقليمي توجها رسميا في إيران رغم أسلوب التضليل والتمويه المعتمد، ولم يعد يختصر على الحرس الثوري أو الأذرع الحليفة، بل هو خيار من أعلى سلطة.
وكشف تقرير لشبكة “سي.بي.أس نيوز” الإخبارية الأميركية، الأربعاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن المرشد الأعلى في إيران علي خامئني قد وافق على استهداف منشأتي النفط التابعتين لمجموعة أرامكو.
وذكرت الشبكة أنّ خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني.
وقال المسؤولون الأميركيون في التقرير إنّ الأدلة الدامغة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية. وأوضح التقرير أن أهمية الصورة لم تتضح سوى في وقت لاحق.
وزار بومبيو الإمارات، الخميس، والتقى بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث بحثا علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين إضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الإقليمية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام).
وانضمت الإمارات والسعودية لقوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في منطقة الخليج.
وأطلقت واشنطن فكرة تشكيل هذه القوة البحرية الدولية في يونيو إثر هجمات استهدفت سفن شحن عدة وناقلات نفط في منطقة الخليج وحمّلت واشنطن مسؤوليتها إلى طهران التي نفت أي ضلوع لها في تلك الهجمات.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، الخميس، “قررت دولة الإمارات العربية المتحدة الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية”.
بدورها أصدرت وزارة الدفاع السعودية بيانا مماثلا الأربعاء، مشددة على أن مشاركتها في القوة البحرية تهدف إلى “مساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية”.
وقبل حديث بومبيو عن “الحل السلمي”، كتبت صحيفة نيويورك تايمز أن خطط الردّ الأميركي المحتمل على إيران تشمل لائحة من الأهداف، بينها منشأة عبدان، إحدى أكبر محطات تكرير النفط، وجزيرة خرج التي تضم أكبر منشأة نفطية في البلاد.
كما أن اللائحة تضم المواقع التي قد تكون انطلقت منها الصواريخ والطائرات نحو السعودية، وقواعد أخرى للحرس الثوري في جنوب غرب إيران حيث شهدت المنطقة تحركات يشتبه في أنها مرتبطة بضربة أرامكو.

وقالت شينزيا بيانكو الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية “هناك عدم يقين في السعودية حيال الطريقة الأفضل للتحرك. لكن التفكير ينصب على أن تقوم الولايات المتحدة بضرب منشآت مهمة في إيران لتقليص أو استبعاد أي خسائر بشرية”.
وكان ترامب أكد أن لديه “خيارات عديدة” للرد على إيران، معلنا عن عقوبات جديدة “خلال 48 ساعة”. وتضاف هذه العقوبات إلى إجراءات عقابية غير مسبوقة فرضتها واشنطن على طهران إثر انسحاب ترامب في مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
والتقى وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، فقد اتفق بومبيو والأمير محمد بن سلمان خلال اللقاء على أن الهجوم على أرامكو “لم يهدد الأمن القومي السعودي فحسب، بل حياة الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة أيضا، وكذلك إمدادات الطاقة العالمية بشكل عام”.
وعُرضت في مؤتمر صحافي في الرياض، الأربعاء، قطع من صواريخ وطائرات مسيرة قالت السعودية إنّها استخدمت في العملية ضد أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق، وحقل خريص النفطي في شرق المملكة.
وأكّد المتحدث العسكري العقيد الركن تركي المالكي أن “الهجوم انطلق من الشمال (…) وبدعم من إيران دون أدنى شك”، لكنه أشار إلى أنّ المملكة تواصل تحقيقاتها “لتحديد الموقع الدقيق الذي انطلقت منه”.
وتحدّث بومبيو عن “إجماع” خليجي حول مسؤولية إيران عن الهجمات.
وأوضح “هناك إجماع كبير في المنطقة حول الجهة (…) التي نفّذت هذه الهجمات. إنّها إيران. لم أسمع أحدا في المنطقة يشكّك في ذلك ولو للحظة”.
وصرّح كذلك وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس، أنّ احتمال أن يكون المتمردون الحوثيون نفذوا الهجوم “يفتقد إلى بعض الصدقية”.
وقد بدأ محققون تابعون للأمم المتحدة، الخميس، في الرياض تحقيقا في الهجوم “بدعوة من السلطات السعودية”، وفقا للمنظمة الأممية.
إقرأ أيضاً: