"خالد بن الوليد" دراما تاريخية مؤجلة

القاهرة – اشتكت أعمال درامية كثيرة من إلغاء تصويرها في العديد من المناسبات بسبب إجراءات الغلق للحد من انتشار فايروس كورونا، ورحّل بعضها من السباق الرمضاني للعام 2020 إلى عام 2021، إلاّ أنّ بعضها مهدّد أيضا بتأجيله عاما آخر لأسباب ما زالت مجهولة.
ومن بين هذه الأعمال، يحضر المسلسل التاريخي المصري “سيف الله – خالد بن الوليد” الذي تأجل مرتين ليتم ترحيله إلى السباق الرمضاني للعام 2022، إذ يقول القائمون على العمل إنه عمل استثنائي، لا بد أن يُقدّم بمعايير فنية خاصة، ولا تجوز فيه أي تنازلات، لذلك كان خيار التأجيل هو الأنسب.
وأفادت تسريبات عن خروج العمل بشكل نهائي من خارطة العرض في رمضان المقبل بسبب ظروف بطل العمل، الممثل المصري ياسر جلال، الذي طلب الحصول على أربع أشهر لإجراء تدريبات على الشخصية، والتمكّن من المهارات القتالية التي تستدعي لياقة بدنية عالية تمكنّه من تجسيد مشاهد المعارك وفق المعايير العالمية.
ومضت الشركة المنتجة التي كانت أعلنت بدء التصوير في أغسطس الماضي، في الالتزام بشروط بطل العمل الذي سبق وأن أعلن اعتذاره في وقت سابق عن المشاركة فيه بسبب رغبة المنتجين في تصوير المسلسل في أسرع وقت.
وتقول مصادر فنية إن الشركة المنتجة تتمسك بإسداء دور خالد بن الوليد لياسر جلال دون غيره من منافسيه في الدراما المصرية والعربية، لإتقانه اللغة العربية الفصحى وتنفيذه عددا من المشاهد الأولية بحرفية عالية.
وكشفت المصادر أن المسلسل سيتم تصويره بطريقة تراتبية للأحداث، وهو ما سيجعل المسلسل يستغرق فترة أطول في التصوير.
وكان من المقرّر أن يكون الممثل المصري عمرو يوسف بطل العمل، لكنه وبعد تصوير جزء من مشاهده اعتذر وأعلن انسحابه من المسلسل بأكمله، ما وضع الشركة المنتجة في مشكلة للبحث عمّن يعوضه وكذلك إعادة تصوير مشاهد المعارك التي شارك فيها يوسف وصوّرت جميعها في الأردن.
ومن جانبها، كشفت الفنانة المصرية بسنت شوقي، عن الشخصية التي ستؤدّيها في المسلسل، وقالت إنها تلعب دور “أم حكيم”، وهي المرأة التي تزوّجت من ابن أبوجهل، وتجمعها صلة قرابة مباشرة به، أما خالد بن الوليد فهو خالها.
وكان آخر الأعمال التي شاركت فيها الممثلة الصاعدة، مسلسل “ليه لا” الذي عُرض عبر منصة شاهد الإلكترونية، وحقّق صدى واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لأحداث العمل.
ومسلسل “خالد بن الوليد” مأخوذ عن كتاب “عبقرية خالد”، للكتاب المصري عباس محمود العقاد، وسيناريو وحوار إسلام حافظ، وإخراج رؤوف عبدالعزيز، ويشارك في بطولته عدد كبير من النجوم من بينهم ياسر جلال وبيومي فؤاد وأحمد فؤاد سليم وأحمد خالد صالح ومحمد ثروت وميدو عادل ويوسف شعبان وسوسن بدر وآخرون.
واستعرض العقاد في كتابه العبقرية الفذّة التي اتسمت بها شخصية خالد بن الوليد والتي أثرت في الحياة الإسلامية بمناقبها المتعدّدة، متطرقا إلى مراحل حياته بدءا من نشأته وإسلامه وحياته بين البادية والحرب، ونسبه القبلي ومسيرته مع النبي محمد، بالإضافة إلى دوره في الحروب والفتوحات الإسلامية ثم عزله.
واسمه الكامل هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي (592 – 642)، وهو صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه النبي محمد بسيف الله المسلول. واشتهر في كتب السيرة التاريخية بعبقريته ودهائه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين، في عهد أبي بكر وعمر من عام 632 وحتى عام 636.
ويعدّ خالد بن الوليد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في المعارك طوال حياتهم، إذ تقول كتب التاريخ إنه شارك في نحو مئة معركة أمام قوات شديدة من الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائها، بالإضافة إلى العديد من القبائل العربية الأخرى. لذلك اشتهر بانتصاراته الحاسمة في معارك اليمامة وأُلّيس والفراض، وتكتيكاته التي استخدمها في معركتي الولجة واليرموك.
ودراميا، جُسدت شخصية خالد بن الوليد في عدد من الأعمال الفنية أغلبها ذات عناوين تحمل اسمه وقام بالدور ممثلون كثر أمثال المصري حسين صدقي عام 1958، والسوري باسم ياخور الذي جسّد دور خالد بن الوليد في الجزء الأول من المسلسل الذي عرض في العام 2006، وجسّدها سامر المصري في الجزء الثاني للعمل في العام 2007، والمسلسل تعرض للعديد من الانتقادات.
كما تم تجسيد شخصيته خالد بن الوليد كأحد شخصيات فيلم الرسالة، حيث أدّى الدور محمود سعيد في نسخته العربية ومايكل فورست في نسخته الإنجليزية.
ولعب الفنان السوري مهيار خضور دور خالد بن الوليد في مسلسل “عمر”، وهو مسلسل تاريخي يحكي سيرة وحياة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وما دار فيها من أحداث ومعارك وما اشتهر عنه من صفات منذ أن كان صغيرا حتى توّفي.
كما جسّد هذه الشخصية المؤثرة تاريخيا، الممثل كفاح الخوص في مسلسل “قمر بني هاشم” الذي تناول سيرة النبي محمد كاملة في 30 حلقة.
ولعب ممثلون آخرون دور خالد بن الوليد في أعمال تتناول سيرة شخصيات تاريخية عاصرته، ما يجعل تحدّي تجسيد هذه الشخصية صعبا على أي ممثل يقبل بها، ويضعه في مقارنات كبرى ونقد فني دقيق مع مواهب نافسته طيلة عقود على تقديم الشخصية بأحسن ما يكون.