حملة للمقبلين على الزواج في الجزائر لا تروق للفتيات

الجزائر - أطلق شبان في الجزائر حملة #متسكنيش_وحدك_تسكني_مع_يما، “لا تسكني وحدك.. تسكنين مع والدتي”، على مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل عملية الزواج من خلال تقليل النفقات الخاصة بالمسكن وذلك بسكن الزوجين في منزل والدة العريس.
وتداول رواد مواقع التواصل الهاشتاغ معتبرين أنها نصيحة للمقبلين على الزواج لكي لا يرضخوا لطلب العروس بالاستقلال بالمسكن بعد الزواج والذي يعتبر أحد الشروط التعجيزية التي تؤدي إلى عزوف الكثيرين عن الارتباط وتكوين أسرة.
ويرى مطلقو الحملة أن السكن في منزل العائلة يمكن أن يكون حلا لتقليص نفقات الزواج والحياة الأسرية في ما بعد، نظرا إلى أن أزمة السكن المستقل تعتبر من المشكلات التي يعاني منها أغلب المقبلين على الزواج.
وفي حين أيد الكثير من الشبان هذه الحملة مبينين أنها إنصاف للرجل من شروط المرأة الكثيرة قبل الزواج وتيسيرا للزواج من خلال الحد من مصاريف كراء الشقق والمنازل، أكدت الكثير من الفتيات والنساء أن هذه الحملة إهانة للمرأة الجزائرية وتصويرها بمظهر الباحثة عن الماديات فقط، ودافعت بعضهن عن اشتراط المقبلات على الزواج مثل استقلالية السكن مع زوجها عن أهله، وبررن ذلك بـتفادي حدوث مشاكل عائلية تصل في الغالب إلى الطلاق بين الزوجين.
ويرى أخصائيو العلاقات الأسرية أن هذه الحملة سلطت الضوء على واحدة من أكبر الظواهر الاجتماعية في المجتمع الجزائري، الذي مر بتغييرات كبيرة في عاداته وتقاليده.
وأكدوا أن التحولات الكثيرة التي طرأت على المجتمع الجزائري بما فيها الظروف الاجتماعية قلصت من تلك العادة المجتمعية، وأصبح المقبلون على الزواج يبحثون على بيوت للإيجار حتى قبل البحث عن الزوجة. ويعزو الأخصائيون ذلك إلى انتقال المجتمع من السكن في منازل كبيرة إلى شقق في العمارات، وهو ما قلص على العائلات الجزائرية مساحة العيش، الأمر الذي يضطر الشباب إلى الاستقلال بحياته مع زوجته في منزل آخر.
انتقال المجتمع الجزائري من السكن في منازل كبيرة إلى شقق، يضطر الشباب إلى الاستقلال بحياته مع زوجته في منزل آخر
وقال أحد الشباب المشاركين في الحملة إن الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج يشترطن على أهل العريس استقلالية المنزل والعيش بعيدا عن أهله كأحد الشروط غير القابلة للنقاش، وأضاف لموقع “العين الإخبارية” إنه اضطر إلى البحث عن منزل تلبية لشرط أهل زوجته، رغم أن منزل عائلته يتسع لهما.
وأشار إلى أن الفتيات من حقهن استباق أي مشاكل قد تحدث مع الأهل بطلب السكن المستقل، لكن ذلك يبقى شرطا تعجيزيا للكثير من الشباب الذين لم يلحق بهم قطار الزواج أو ببعضهم ممن تقدم به العمر دون زواج لهذا السبب تحديدا.
كما كشف عدد من المحامين الجزائريين عن تسجيل المحاكم الجزائرية لعدد كبير من قضايا الطلاق أو الخلع الناجمة عن خلافات عائلية بين الزوجة وأهل زوجها، وذلك بسبب السكن المشترك، وهو ما ولد حالة من الضغط لدى أحد الطرفين أو رغبة في التحكم لدى طرف آخر.
وأكد المختصون أن هذا الاختيار في بناء تأسيس العلاقة الزوجية يعتمد على قضية مجتمعية ترتبط بعدد أفراد الأسرة التي ستعيش معها الزوجة والعلاقة التي سوف تكوّنها مع أهل الزوج، لأن ذلك يمثل عبئا كبيرا ونقصا في الخصوصية والراحة مهما كانت العلاقة إيجابية، مشيرين إلى أن العلاقة الرئيسية بين والدة الزوج والزوجة تمثل منعطفا كبيرا، وكلما كانت إيجابية ستمضي بارتياح لصالح تربية الأبناء والودّ المتبادل، والعكس صحيح لما تمثله من ثقل في التعامل وتعمد خلق المشكلات.