حلول لمشاكل عويصة

لم تكد تمض بضعة ليالٍ على انتشار خبر المبتكرات الجديدة في العام 2022 وما حفلت به من أفكار مثيرة، حتى بدأ الخيال يربط المبتكرات بالظواهر التي تعاني منها البشرية اليوم.
في معرض راديو برلين، وهو أحد أبرز المعارض حول العالم للإفصاح عن جديد الإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية، تم عرض أكبر شاشة تلفزيون في العالم، والتي حملت اسم "أوليد" بقياس 97 بوصة، وكي يزيد المصممون من التوضيح يقولون لك هي تماماً بحجم "سرير مزدوج"، وهذا يذكّرنا بوصية الوالدين قديماً بالابتعاد عن جهاز التلفزيون الذي كان صندوقاً آنذاك، وكانوا يضعون له من فوقه صابونتين زرع فيهما سيخان معدنيان من عيدان نسج الصوف كي يتحسّن البث، دون جدوى. والآن تكاد هذه الشاشة تصبح شاشة سينما فأيّ نصيحة قد تحمي العينين من كل هذه التفاصيل المذهلة والألوان الدقيقة؟
أما الساعة البالون فهي أطرف المبتكرات، ساعة ذكية بسوار يمكن نفخه وهي في الوقت ذاته تنافس المبتكرات الطبية، فتقوم بقياس ضغط الدم، بدلاً من الذهاب إلى الطبيب وهذا سبب النفخ. ويقولون إنك بمجرد ارتداء الساعة لمدة دقيقة واحدة، والجلوس بوضعية قياس ضغط الدم، ينتفخ الشريط تدريجيا ويصبح أكثر إحكاما حول المعصم. فتعرف هل ارتفع ضغطك أم انخفض، كما أنها يمكن أن تجري لك تخطيطاً للقلب إذا شئت.
غير أن الابتكار الأكثر ذكاء بين تلك الأجهزة التي تتحدى ذكاء الإنسان؛ هو البراد الذكي، أي الثلاجة في لهجات عربية أخرى، وهذه الثلاجة تعطيك إمكانية لرؤية ألوان لما يطيب لك وأشكاله، حتى لو لم تكن موجودة في ثلاجتك ولا قدرة لك على شرائها.
ليس هذا فقط، بل إنها يمكن أن تحوّل مطبخك إلى مسرح للاحتفالات، بفضل ألوانها وأَضوائها المتراقصة، ولا عجب أنها أسموه "مود أب" لتعديل مزاج المستهلك مفلساً كان أم مرتاحاً.
وهناك اختراع آخر سيحل مشكلة ربات المنازل مع ما يسمينها "مكتبة الأحذية" وكنت كلما سمعت هذا المصطلح في إحدى الزيارات لبيوت الأصدقاء أشعر بالإهانة، فالمكتبة من كتاب وكتب، والأحذية لا تحتاج إلى مكتبة بل إلى خزانة. والآن تقدم في هذا المعرض شركة كورية جنوبية منتجين لتخزين الأحذية، يتكون كل منهما من عدة وحدات ذات أغطية شفافة، تم تصميمهما بميزة قرص دوار 360 درجة لعرض الحذاء، ويقومان باستخدام البخار بامتصاص الرطوبة وإزالة الروائح خلال 37 دقيقة.
وبغض النظر عن مشاعر العيادات الطبية وخسائرها من الساعة البالون، نحمد الله أننا حللنا مشكلة ثلاجات الفقراء الفارغة، والعقول التي ترى الأحذية في حاجة إلى مكتبات.