حلم إنجاب التوائم يدفع النساء إلى الإقدام على العقاقير التقليدية

يلعب النظام الغذائي وعلم الوراثة ونمط الحياة دورا مهما في تحديد ما إذا كانت المرأة أكثر عرضة لإنجاب التوائم. وتدفع رغبة النساء اللواتي مضت على زواجهن فترة من الزمن في إنجاب توأم إلى الالتجاء إلى الأدوية التقليدية والأعشاب الطبية بغية تحقيق حلمهن، خصوصا بعد تأكيد الخبراء أن هناك بعض الخطوات يمكن للمرأة أن تتخذها لزيادة فرصة الحمل بالتوائم.
لندن ـ يحلم كثير من الأزواج بإنجاب التوائم، وتعود رغبتهم بالحمل بتوأم لأسباب مختلفة، منها تكوين عائلة كبيرة، والتأكّد من أنّ طفلهم لديه أخ وثيق خلال مرحلة الطفولة.
ولأن نسبة حدوث الحمل بتوأم تبقى منخفضة وفق ما يؤكده العلم الحديث، فإن كثيرا من النساء يلتجئن للطب البديل من أجل زيادة فرص حملهن فيقدمن على العقاقير التقليدية والأعشاب الطبية، كما أن كثيرا منهن قد يلتجئن إلى عادات قديمة ورثنها عن الجدات وهي عادات تختلف من مجتمع إلى آخر.
وتقول نزهة الشابي وهي تونسية أربعينية تزوجت حديثا إنها تحلم بإنجاب توأم منذ أن كانت طفلة صغيرة وذلك لأن صديقتها المفضلة في أيام الدراسة الثانوية كانت أختا توأما. وكانت نزهة كثيرة التردد على بيت صديقتها فكانت تلاحظ مدى الترابط بينها وبين أختها التوأم فهما كانتا لا تفترقان إلا في وقت الدراسة ولا تتشاجران أو تغضبان من بعضهما مثل باقي الأخوات.
هذا الشعور غذى في نفس نزهة فكرة إنجاب التوائم وقد تعمقت هذه الفكرة وسيطرت عليها، خصوصا بعد زواجها برجل لم يمانع في رغبتها بأن يكون لديها طفلان توأما.
وتؤكد نزهة لـ”العرب” أنها لم تكتف بالأدوية التي كان يصفها لها طبيبها المباشر، بل كانت تعتمد على وصفات منزلية ورثتها أمها عن جدتها وتتمثل أهم الوصفات التي اعتمدتها نزهة في ما يعادل فنجان قهوة فلفل أسود مع بذور برسيم وملعقة سمن وربع ملعقة ملح وملعقة دقيق مع ربع كوب من الماء.
وقد طحنت نزهة البذور في طاحونة القهوة، ثم قسمتها لثلاثة أقسام، تناولت في اليوم الأول فنجانا من هذا الخليط بعد وضعه في القدر مع ملعقة سمن وملعقة دقيق وقليل من الملح والماء، وأخذته على الريق مع كوب حليب في الصباح، وكررت العملية على امتداد الأيام الباقية.
كما تعتمد بعض النساء التونسيات على فاكهة التمر التي يقمن بغلي قليل منها في قدر من الماء وتقليبها حتى تموع، ثم يضفن إليها قليلا من زيت الزيتون وبعد أن يبرد، يُشرب على الريق في الثلاثة أيام الأولى من كل شهر.
وفي مصر تعتبر الصوفة على رأس قائمة الحلول الشعبية للإنجاب والحمل بتوأم.
هذه الطريقة الشعبية التي ظهرت منذ سنوات طويلة، تتم عن طريق جمع السائل المنوي من الرجل ووضعه في رحم امرأة مُخدرة، بهدف الإنجاب، وعلى الرغم من الاختلاف عليها من قبل الكثير من المشايخ والأطباء إلا أنها موجودة منذ فترة طويلة، ومتعارف عليها حاليا، ومازال هناك الكثير من النساء يلجأن لهذه الطريقة من أجل الحمل، كما أنها طريقة تُعد منتشرة في صعيد مصر أكثر من المناطق الحضارية.
ولم تكن هذه هي الوصفة الشعبية الوحيدة التي تستخدمها النساء في مناطق الصعيد والقرى، بل هناك الكثير من الأفكار الأخرى التي تساعد من وجهة نظرهن على الإنجاب، مثل المشروبات التي يُعتقد أنها سيكون لها دور كبير فى الإنجاب، مثل شرب الزنجبيل من خامس يوم لوجود الدورة الشهرية لمدة خمسة أيام وذلك لمدة خمسة أشهر متتالية، حتى يتحقق الحلم بالإنجاب.
ولأن الحمل بتوأم حلم يلازم الكثير من النساء، فإن إحدى الجزائريات التي لم تتمكن من الإنجاب لمدة ست سنوات وتعبت هي وزوجها من التنقل بين مختلف العيادات الخاصة والعمومية، أقدمت على فعل غريب جدا فقد نصحتها جارتها المغربية باعتماد طريقة معروفة عندهم وتتمثل في جمع نحو 100 قطعة قديد من أضحية العيد من عند عائلات سبق لنسائهن الإنجاب، وتقسيمها بين النساء اللواتي لم يحدث معهن الحمل، ومع أن المهمة بدت لها في البداية صعبة بل شبه مستحيلة خاصة وأنها تتعلق بـ100 قطعة قديد، لكنها مضت في تطبيقها مستعينة بجاراتها ومعارفها وبمجرد بلوغ النصاب وتوزيعها على سيدات في مثل وضعها حملت وأنجبت طفلين.
ولئن لم يؤكد العلم الحديث فعالية العقاقير المنزلية في الحمل والإنجاب سواء بتوأم أو بطفل، فإن حلم الأمومة يطغى على عقول الكثير من النساء ويلتجئن سواء عن جهل أو عن عاطفة جامحة إلى الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي أو بقنوات اليوتيوب للحصول على وصفات علاجية لا تستند إلى أي مصدر معتمد ومؤمّن، لاسيما تلك التي تقدم وصفات تدعي أنها سحرية في تعجيل الحمل أو تحقيقه بجنس الجنين المرغوب ذكرا أو أنثى.
ويقول خبراء الاجتماع إن المطلع على هذه القنوات يجدها عشوائية ووصفاتها شعبية لا تستند إلى أي مصدر طبي، غير التأكيد على أنها مجرّبة وفاعلة ومع ذلك تحظى بعدد معتبر من المتابعين خاصة من النساء اللواتي يتلقّفن جديدها باهتمام كبير، ويطرحن أسئلتهن المختلفة على الهامش ملتمسات الإجابة من صاحب القناة.
ويقول علماء الاجتماع إن اليأس والتعب من المتابعات الطبية دون جدوى، وارتفاع تكاليف العلاج مع عامل الجهل هو ما يدفع بعضهن إلى تطبيق ما يعرض من وصفات على المواقع الإلكترونية وقنوات اليوتيوب بلا رقابة ولا رادع لتحقيق الشفاء من الأمراض أو الحمل والإنجاب.
وينصح الأطباء وخبراء الصحة النساء بالتثبت من صحة الوصفات المعروضة على قنوات اليوتيوب حتى لا يقعن ضحيتها. ويحذرون من استخدام وصفات من أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة، مفنّدين أن يكون الشفاء أو الحمل الذي تحقق لدى من استخدمن هذه الوصفات كان بفضلها، وملفتين إلى ضرورة الثقة في العلاج الطبي الذي غالبا ما تثمر نتائجه متأخرة وتكون بالصدفة مع فترة استخدام تلك الوصفات، ما يدفع مستخدميها إلى الثقة في نجاعتها والترويج لها عن جهل.
وتواجه النساء الكبيرات في السن فرصة قليلة في حدوث الحمل بشكل طبيعي، ولكن في حالة تم الحمل في سنّ كبيرة، فإن السيدة تكون مرجحة لإنجاب توأم، وذلك يعود إلى بعض التغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة في تلك الفترة، ويقدر العلماء والأطباء عمر السيدة في ما يقارب الأربعين عاما أو 45 عاما؛ حيث أنّ القدرة الجسدية على الحمل تكون ضعيفة جدا.
وهناك العديد من الأسباب الطبية التي تستدعي الطبيب لمساعدة المرأة على إنجاب التوائم، إذا كانت كبيرة في السن ويمكن للطبيب أن يقرر أنّ وجود التوائم هو فرصة جيّدة إذا كانت الفرصة للحصول على توأم خال من التشوهات الخلقية.