حكيم قبابي لـ"العرب": أحب الاشتغال على أعمال بهوية مغربية خالصة

نجاح كل عمل فني رهين بتضافر جهود العاملين فيه جميعا.
الاثنين 2023/10/02
صورة من كواليس تصوير فيلم "جاب الربحة"

يختار المخرج المغربي حكيم قبابي مواضيعه بعناية، حيث يهتم بأن تكون مغربية الهوية والطرح الفكري، موجهة لجمهور مغربي ولمن يرغب في اكتشاف السينما والفن المغربيين، وهو في فيلمه الجديد “جاب الربحة” يواصل العمل لتقديم عمل سينمائي كوميدي.

بدأ المخرج المغربي حكيم قبابي مسيرته في عالم المسرح مع جمعية الستار الذهبي للفنون الدرامية بمشاركة فاعلة لمجموعة من المواهب المبدعة تميزت بإنجاز العديد من الأعمال المسرحية ونجاحها في تنظيم مهرجان المسرحية القصيرة لعشر دورات. بعد ذلك، اتجه قبابي إلى دراسة الإخراج السينمائي في مدينة ورزازات بالمركز الأورومتوسطي للسينما والسمعي البصري بين عامي 2004 و2006، تلقى خلالها تدريبا من قبل أساتذة إيطاليين متميزين.

بعد تخرجه عمل كمساعد مخرج مع عدة مخرجين مغاربة وأجانب في مجموعة من المشاريع الفنية المتنوعة، إلى جانب إخراجه العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية القصيرة والوثائقيات والبرامج التلفزيونية والسيتكومات، ومن بين أهم أعماله مسلسل “عز المدينة”، و”راهو وينهو”، فيلم “وصال”، و”دارت ليام” الجزء الثاني”.

وهو الآن بصدد إخراج فيلم بعنوان “جاب الربحة” من المقرر عرضه خلال الفترة المقبلة على القناة المغربية الثانية ويحكي قصة من قصص التربح عبر برامج التلفزيون.

"جاب الربحة" هو شريط تلفزيوني يتميز بالطابع الكوميدي الخفيف نفسه الذي يشتغل عليه المخرج في أعماله السينمائية

في حوار مع صحيفة “العرب” سألنا المخرج وهو في موقع تصوير فيلمه الجديد عن مصدر فكرة الفيلم وكيف توصل إليها، فأجاب “ككاتب سيناريو، أستلهم أفكاري مما أراه في الحياة اليومية وما يعيشه الناس من أفراح وأحزان، مواقف مختلفة كوميدية ومأساوية نراها يوميا وتظل عالقة في أذهاننا وتتحول بشكل أو بآخر إلى مشاهد في أحد سيناريوهاتنا. واختياري لموضوع الشريط ‘جاب الربحة’ هو استمرار في التنويع الذي أنشده على مستوى الكتابة والإخراج وأيضاً رغبتي في إخراج عمل كوميدي يرضي شغف جمهور القناة الثانية المغربية”.

ويوضح المخرج قصة فيلمه الجديد، فيقول “‘جاب الربحة’ هو شريط تلفزيوني يتميز بالطابع الكوميدي الخفيف نفسه الذي أشتغل عليه في أعمالي السينمائية والتلفزيونية، وهو يتناول قصة البطل (رفيق بوبكر) للحصول على سيارة فاز بها خلال مسابقة تلفزيونية من خلال مواقف وطرائف مضحكة”.

ويشارك في هذا الفيلم لائحة كبيرة من الفنانين والفنانات المغاربة منهم رفيق بوبكر، إسماعيل بابويه، ماجدولين الإدريسي، فاطمة وشاي، محمد مهيول، بوشعيب السفاج، ياسين عبدالقادر، خالد الزبايل، جواد السايح، محمد عاطر، الشرقي الساروتي، محمد حراكه، أسماء بنزاكور، ياسين بوقراب، عبدو التاجر وغيرهم من الفنانين المخضرمين والشباب.

وفي ما يتعلق بالعملية الإبداعية في كتابة سيناريو الأعمال السينمائية يقول المخرج المغربي “كتابة سيناريو الشريط التلفزيوني ‘جاب الربحة’ استغرقت ما يقرب من سنتين حتى وصلت إلى النسخة العاشرة، وحظيت بموافقة لجنة الاختيار بالقناة الثانية. وهو من تنفيذ شركة تيليبرود. اختياراتي دائماً وفي كل عمل مبنية على اختيار الوجوه المناسبة في الأدوار المناسبة. أستغرق وقتي في تخيل الأسماء المرشحة للأدوار وأحاول أن أخلق ذلك التجانس بينهم للحصول على النتيجة المتوخاة”.

ويتابع “في كل عمل جديد أدخل بروح تحدّ وكأنه أول عمل لي. أعمل كل ما في وسعي للاستعداد الجيد قبل التصوير من خلال اختيار فضاءات التصوير واختيار الممثلين والطاقم التقني والوسائل التقنية وغيرها. وخلال التصوير تبدأ مرحلة تطبيق الرؤية الإخراجية وإدارة الممثلين والبحث عن إضافات لإثراء العمل من كل جوانبه. وكل ما سبق رهين بالعملية والفريق الإنتاجي الذي واكب العمل قبل وأثناء وبعد التصوير لغاية بثه على القناة الثانية إن شاء الله. نجاح كل عمل فني رهين بتضافر جهود المعنيين كلهم، والنتيجة النهائية يراها المشاهد على الشاشة”.

يعرف أن الهدف الأساسي للفن هو نقل رسائل معينة، وفي ما يتعلق بقبابي وبالفن الذي ينجزه يقول “من خلال هذا العمل السينمائي، نريد تقديم عمل بحمولة اجتماعية بلمسة كوميدية، والأكيد أن المشاهدين كلهم سيرونه من خلال مستواهم المعرفي والثقافي والاجتماعي، والأكيد أن الجميع سيرون شيئاً ما سيشدهم لمتابعة الشريط حتى نهايته. وآمل أن نكون دائماً عند حسن ظن الجمهور المغربي”.

المخرج المغربي حكيم قبابي يؤكد على أن كل الفنانين المغاربة لهم طاقات كبيرة ومتنوعة فقط يجب حسن اختيار الطاقم الفني المشارك في كل عمل

أما بالنسبة إلى تعامله مع فنانين كوميديين في هذا الفيلم، فيوضح “كل الفنانين المغاربة لهم طاقات كبيرة ومتنوعة فقط يجب حسن اختيار الطاقم الفني المشارك في كل عمل. بالنسبة إلى شريطنا هناك تناغم وانسجام كبيران بين الجميع بدآ قبل التصوير من خلال عقد لقاءات لقراءة السيناريو واختيار الملابس وغيرها. ويمكن أن أؤكد تشجيعهم لبعضهم البعض وتعاونهم المطلق خلال التصوير”.

وعندما يتعلق الأمر بمصادر الإلهام التي تحفزه لإخراج أفلام يقول “أشاهد الكثير من الأفلام والأكيد أنني أستلهم بشكل أو بآخر مما أشاهده ومما أقرأ. لكن غير المقبول هو النقل الحرفي لمشاهد بحواراتها وبتقطيعها الفني. أعتبرها سرقة فنية غير مسموح بها”.

وفي علاقته بالجمهور، يتضح أن قبابي يفهم جيدا طبيعة الفئة التي يتعامل معها، حيث عبر عن ذلك بقوله “أعمل جاهدا على كتابة وإخراج أعمال فنية مغربية خالصة، بصورة مغربية وبوجوه مغربية وبأفكار ورؤى مغربية. والجميل أيضاً هو أن من يشاركونني إنتاج هذه الأعمال هم دائما تقنيون شبان ومخضرمون في مختلف التخصصات السينمائية”.

ويقدم لنا هذا المخرج المغربي لمحة مختصرة عن رؤيته الفنية المختلفة، حيث يقول “كل عمل جديد يكون مؤطرا بأفكار وتصورات جديدة. أعمالي السابقة من مسلسلات وأفلام تلفزيونية وأفلام قصيرة وأفلام وثائقية وبرامج تلفزيونية تختلف الاختلاف كله عن بعضها البعض. أحبذ التجريب الفني والبحث عن أساليب جديدة في الكتابة والإخراج لضمان فرجة تلفزيونية وسينمائية يستحقها الجمهور المغربي”.

وقد نوه المخرج بشأن مشاريعه القادمة، قائلا “بالنسبة إلى المشاريع المستقبلية هناك اقتراحات ومشاريع مختلفة قيد الدرس والإعداد مع مختلف القنوات المغربية وسينمائياً مع المركز السينمائي المغربي”.

14