حكومة انتقالية في تشاد تستوعب المعارضة

نجامينا - شكّل المجلس العسكري المكون حديثا في تشاد حكومة انتقالية تشمل الكثير من الوزراء من حكومة الرئيس السابق إدريس ديبي الذي قٌتل في 19 أبريل الماضي، وعددا من رموز المعارضة، ما يخفف من حدة المخاوف من انزلاق البلاد إلى الفوضى.
وتضم الحكومة الجديدة الكثير من العسكريين، وسيترأسها رئيس الوزراء باهيمي باداك ألبرت.
وسيشغل ثلاثة من أفراد المعارضة ثلاث حقائب وزارية وهم محمد أحمد الهابو المنافس الشهير لديبي حيث سيتولى حقيبة وزارة العدل، وليداي بياسيمدا التي حلت في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 11 أبريل الماضي والتي ستشغل منصب وزيرة التعليم، وشريف محمد زيني الذي يعد حتى الآن متحدثا باسم ثلاث مجموعات متمردة سيشعل منصب وزير الخارجية.
وكان مجلس عسكري قد تولى الحكم في تشاد في 20 أبريل الماضي بعد يوم من مقتل ديبي خلال اشتباك ضد القوات المتمردة. وجرى تعيين محمد ابن ديبي رئيسا للمجلس العسكري وقائما بأعمال رئيس الدولة.
ومنذ تولّي محمد إدريس ديبي السلطة على رأس مجلس عسكري ضمّ 14 جنرالاً آخرين غداة الوفاة المفاجئة لرئيس الدولة، تتّهم المعارضة والمجتمع المدني الجنرال البالغ من العمر 37 عاماً بتنفيذ “انقلاب مؤسّسي” بهدف إرساء “خلافة عائلية” بعد 30 عاماً من استئثار والده بالسلطة.
لكنّ صالح كبزابو أبرز معارض للرئيس الراحل أعلن الأحد اعترافه بسلطة المجلس العسكري الذي عيّن اثنين من قادة حزبه “الاتحاد الوطني للديمقراطية والتجديد” عضوين في الحكومة الانتقالية، أوكلت إلى أحدهما حقيبة الثروة الحيوانية، في حين عُيّن الثاني سكرتيراً عاماً مساعداً للحكومة.
وبموجب مرسوم تشكيل الحكومة، استحدث رئيس المجلس العسكري وزارة جديدة للمصالحة والحوار بعد أن وعد مؤخّراً بتنظيم “حوار شامل”.
وعُيّن على رأس هذه الوزارة الشيخ بن عمر زعيم المتمردين السابق الذي أصبح في 2019 مستشاراً دبلوماسياً للرئيس ديبي.
وكان المجلس العسكري وعد بإجراء “انتخابات حرّة وديمقراطية” خلال 18 شهراً، على أن يرعى البلاد خلال هذه الفترة ميثاق انتقالي نصّ على تشكيل حكومة انتقالية يعيّن أعضاءها ويقيلهم رئيس المجلس الذي يشغل أيضاً منصب “القائد الأعلى للقوات المسلّحة” ويترأس كذلك “مجلس الوزراء ومجالس ولجان الدفاع الوطني العليا”.
ويأتي تشكيل الحكومة الانتقالية في وقت تدور فيه منذ منتصف أبريل معارك بين الجيش وجبهة التناوب والوفاق في تشاد (فاكت).
وتدور المعارك بين الطرفين في منطقة كانيم الصحراوية في غرب تشاد على طول الحدود مع النيجر وفي منتصف الطريق بين بحيرة تشاد وتيبستي شمال البلاد.
وبحسب الجيش فإن الرئيس الراحل توفي متأثراً بجروح أصيب بها في معارك ضدّ متمرّدي فاكت الذين شنّوا هجوماً على نجامينا في 11 أبريل، يوم الانتخابات الرئاسية التي فاز بها إدريس ديبي بولاية جديدة.