حسن نصرالله: لا لانتخابات مبكرة
بيروت- أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الثلاثاء موجها جملة من الرسائل للداخل، لعل في مقدمتها رفضه بشكل قاطع إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مبديا دعمه لمبادرة حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل حكومة جديدة.
واستهل نصرالله كلمته التي بُثت على قناة “المنار” التابعة لحزب الله بطمأنة أنصاره على وضعه الصحي قائلا إنه بخير، ووجه الشكر إلى كل من سأل عنه.
وبدا نصرالله في حالة صحية غير جيّدة في خطابه الماضي في 25 مايو، وظل يسعل طوال الوقت، لكنه قال بعد ذلك إنه كان يعاني من الحساسية وليس من أي شيء خطير.
يشهد لبنان منذ أشهر أزمة حكومية جراء رفع الرئيس عون وظهيره السياسي لسقف مطالبهما عاليا وفي مقدمتها إصرارهما على الثلث المعطل
وفي خطابه الثلاثاء أشار إلى شائعات سرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره الأخير الذي كان يشي بإصابته بمرض خطير، مصرّحا “في ناس موّتونا وفي ناس بدأوا يبحثون عن خليفة، أنا أطمئنهم”.
وركز نصرالله في خطابه على الوضع الداخلي اللبناني، مشدّدا على أنه لا مجال لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعد تنامي الدعوات المطالبة بالسير في هذا الخيار على ضوء حالة الاستعصاء الحكومي، وسط إبداء تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وأيضا الحزب التقدمي الاشتراكي إمكانية دعم هذا التوجه، قبل أن ينجح بري في إقناعهما بالعدول عن هذه الفكرة.
وقال الأمين العام لحزب الله إن حسابات حزبية وفئوية خلف أغلب المطالب بانتخابات مبكرة، مضيفا أن “من يطالب بذلك فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية”.
ويرى مراقبون أن تشدّد نصرالله في رفض إجراء انتخابات مبكرة يعود بالأساس إلى إدراكه بتراجع شعبية حزبه جراء الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعانيه اللبنانيون والذي يتحمل الحزب الجزء الأكبر منه سواء في علاقة بتفشي الفساد من تهريب إلى الجارة سوريا وغيره، وأيضا في عزوف المجتمع الدولي عن مساعدة البلاد.
ويواجه لبنان منذ أكثر من عام أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تآكل رصيد المصرف المركزي من العملة الصعبة، وهو ما أدى إلى عجز في تمويل واردات لبنان من المواد الأساسية.
وشدد نصرالله على أن تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة، متسائلا هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟
وأضاف “نحن مع مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس ونحن نساعد الرئيس بري في مبادرته”.
ركز نصرالله في خطابه على الوضع الداخلي اللبناني، مشدّدا على أنه لا مجال لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، بعد تنامي الدعوات المطالبة بالسير في هذا الخيار
وترى أوساط سياسية لبنانية أن تساؤل نصرالله لا معنى له، وهي محاولة منه للتنصل من دوره في التعطيل الجاري من خلال رفضه ممارسة أي ضغوط على حليفه الرئيس ميشال عون لتشكيل حكومة.
ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة حكومية جراء رفع الرئيس عون وظهيره السياسي لسقف مطالبهما عاليا وفي مقدمتها إصرارهما على الثلث المعطل وعلى تسمية الوزراء المسيحيين.
وتحذر هذه الأوساط من أن إطالة الأزمة الحكومية ورفض حزب الله خيار الانتخابات المبكرة من شأنهما أن يسرعا من انهيار لبنان.
