"حسن نصرالله الكويتي" يستفيد من العفو

عودة الشيخ حسين المعتوق تعدّ إيذانا رسميا بعودة حزب الله الكويتي إلى العمل.
الأحد 2021/11/28
الشيخ حسين المعتوق يلتحق بالمستفيدين بالعفو الأميري

استفاد الشيخ حسين المعتوق الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني في الكويت من العفو الأميري الذي صدر عن المعارضين والمتهمين بجرائم عنف والمحكومين بقضايا الإرهاب للعودة إلى البلاد، في خطوة أثارت مخاوف من أن تكون مقدمة لوضع الكويت في دائرة اهتمامات الحرس الثوري الإيراني.

الكويت - عاد الشيخ حسين المعتوق “الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني”، الذي يعتبر “حسن نصرالله الكويتي” إلى الكويت، مستفيدا من العفو الأميري الذي صدر عن المعارضين والمتهمين بجرائم عنف والمحكومين بقضايا إرهاب.

ويُتهم المعتوق بالتستّر على “خلية العبدلي” وهي خلية تابعة لحزب الله الكويتي حظيت بدعم حزب الله اللبناني، وقامت بتخزين وحيازة السلاح في مزرعة بمنطقة العبدلي بكميات كبيرة، وألقت الأجهزة الأمنية الكويتية القبض عليها في الثالث عشر من أغسطس 2015. وحوكم أعضاؤها الـ25 بجرائم إرهاب وتجسس.

وشملت المضبوطات 19 ألف كيلوغرام ذخيرة و144 كيلوغراما من المتفجرات و68 سلاحا متنوعا و204 قنابل يدوية إضافة إلى صواعق كهربائية و56 قذيفة آر.بي.جي.

وتشكل عودة الشيخ معتوق إيذانا رسميا بعودة “حزب الله الكويتي” إلى العمل من جديد، لاسيما وأن معتوق يعد أكبر مرجع ديني كويتي يرتبط بإيران وحزب الله اللبناني، ويحظى بمكانة “القائد” في الأوساط الشيعية الموالية لإيران في الكويت.

ويشكل الشيعة في الكويت أقلية تبلغ نحو 20 في المئة من مجموع الكويتيين، ويقع عدد كبير منهم ضحية تأثير الجماعات “الولائية” التابعة لإيران، كما أن بعضهم يرتبط بإيران بوشائج “تجارية” وعلاقات غالبا ما يجري توظيفها للتغطية على نشاطات غير مشروعة.

وحصل المعتوق على ضمانات أمنية وسياسية لاسيما بعد زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقر كني، الذي اجتمع الخميس الماضي مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.

وتحدثا عما قالت وكالة الأنباء الإيرانية إنها “خطط لتطوير وتوسيع علاقات إيران بشكل شامل مع دولة الكويت”.

هناك مخاوف من أن تكون عودة المعتوق خطوة أولى لتنفيذ خطط تضع الكويت تحت مظلة اهتمامات الحرس الثوري الإيراني

ويقول مراقبون إن عودة المعتوق هي مفتاح تلك الخطط، حيث يتوقع أن يلعب دورا رئيسيا في تعميق الروابط بين شيعة الكويت وإيران من جهة، وبين الحكومة الكويتية والحكومة الإيرانية من جهة أخرى.

وكانت محكمة التمييز الكويتية قضت في ديسمبر 2019، بحبس الشيخ حسين المعتوق وسكرتيره لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، عن تهمة التخابر مع إيران.

ورفضت المحكمة الطعون التي قدمها معتوق بقضية التستر على متهمي خلية العبدلي.

وسبق لمحكمة الجنايات أن قضت بإدانة 13 متهما بالتستر على خلية العبدلي، الأول بينهم هو المعتوق والثاني سكرتيره هاشم فاضل لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، ووضعهما تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد تنفيذهما العقوبة، وبحبس 11 متهما لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ ووضعهم تحت رقابة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد تنفيذهم العقوبة.

وكانت السلطات الكويتية ألقت القبض على المعتوق أثناء إلقائه خطبة الجمعة في أحد مساجد الكويت دافع فيها عن أفراد خلية العبدلي، قائلا إنهم يحتاجون إلى الرفق بهم وعدم تعرضهم إلى أي إيذاء داخل السجون أثناء التحقيق معهم.

كما اتهم الدولة الكويتية بالسعي إلى تكريس الفكر العنصري والتفرقة بين أبناء الشعب الكويتي.

ويرتبط المعتوق بوشائج وثيقة مع أجهزة تابعة لسلطة الولي الفقيه في إيران، ولعب أدوارا عدة في للربط بين شيعة الكويت وبين تلك الأجهزة التي تشتغل في قضايا من قبيل “عقد ندوات” وإقامة نشاطات “ثقافية”، وتيسير إقامة “علاقات تجارية”.

ويشير العلامة محمد علي الحسيني رئيس المجلس الإسلاميّ العربيّ في لبنان إلى أن الأجهزة الإيرانية التي تتبنى تصدير الثورة الجهادية إلى الكويت تعمل بإشراف مباشر من علي خامنئي الولي الفقيه وهو يتابع فعالياتها عن طريق مكتبه الخاص.

ويرسل ممثلو المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وقوة “فيلق القدس” الإيرانية وسائر الأجهزة النشطة في الكويت تقارير نشاطاتها إلى خامنئي مباشرة.

وهناك خشية من أن تكون عودة المعتوق خطوة أولى ليس في طريق تنفيذ خطط “لتوسيع الروابط” بين إيران والكويت، وإنما لتنفيذ خطط مستقبلية تضع الكويت تحت مظلة “اهتمامات” الحرس الثوري الإيراني بحيث تتحول البلاد إلى عاصمة عربية أخرى تخضع لهيمنة إيران، فوق العواصم الأربع القائمة حاليا.

3